أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، عن اعتقلها خلية من ضباط المخابرات العامة التابعة للسلطة الفلسطينية، "كُلفت رسميًا" برصد القائد العسكري في "سرايا القدس"، بهاء أبو عطا، على مدار أشهر قبيل اغتياله، الشهر الماضي بقصف للاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الداخلية" (تديرها حركة حماس)، في بيان: "نتيجةً للتحقيقات المكثفة تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على خلية قامت بجمع المعلومات حول الشهيد أبو العطا، ورصد تحركاته، ومتابعته على مدار أشهر وحتى آخر ساعة قبل قيام الاحتلال باغتياله".
وفي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال المسؤول العسكري البارز بـ"سريا القدس"، في هجوم استهدف منزلا بحي "الشجاعية" شرقي مدينة غزة، أسفر أيضا عن استشهاد زوجته.
وأضافت وزارة داخلية القطاع، أنه "خلال التحقيق مع أفراد الخلية تبيّن أنهم ضباط في جهاز المخابرات العامة التابع للحكومة الفلسطينية في رام الله".
وذكرت أنه "تم تكليفهم بمهمة رصد ومتابعة الشهيد أبو العطا بشكل رسمي من قبل مدير جهاز المخابرات العامة بالمحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، العميد شعبان عبد الله الغرباوي، والذي كان ينقل المعلومات المتعلقة بالشهيد مباشرة لأجهزة مخابرات الاحتلال".
وأكدت أن "ما قام به أفراد الخلية، الذين تم اعتقالهم لدى جهاز الأمن الداخلي بغزة، من تقديم لمعلومات مفصلة ودقيقة عن تحركات الشهيد أبو العطا، ساهم في وصول الاحتلال إليه واغتياله".
وأشارت الوزارة أن أجهزتها الأمنية "تمكنت من ضبط مواد فنية تؤكد تواصل العميد الغرباوي، مع ضباطٍ في جهاز الشاباك الإسرائيلي، قدّم لهم خلالها معلوماتٍ حول مُقدّرات المقاومة، وخُططها، وتحركات عناصرها وقادتها، وقد استقى هذه المعلومات من خلال ضباط وعناصر جهاز مخابرات السلطة، المتواجدين في غزة".
ونشرت وزارة الداخلية بغزة، مساء اليوم الأحد، اعترافات موثقة في شريط مصوّر قالت إنها لخلية تابعة لجهاز المخابرات العامة برام الله كلفت بمتابعة أبو عطا قبل عدة أشهر من اغتياله.
وتحدث في الشريط المصور عدد من أفراد الخلية، قالوا إن الغرباوي طلب من مجموعة من الضباط، جمع معلومات تفصيلية عن أبو العطا تتضمن منزله وتحركاته وأدق التفاصيل.
فتح: أكاذيب للتستر على اتفاقات مع الاحتلال وللتهرب من الانتخابات
في المقابل، قالت حركة "فتح"، في بيان صدر عنها، مساء اليوم، أن "هذه الأكاذيب التي تعودنا عليها من قبل حماس ما هي إلا محاولة فاشلة للتستر على الاتفاقات التي تسعى لتنفيذها مع الاحتلال للتوصل لاتفاق هدنة طويل الأمد، تعترف إسرائيل من خلاله بإمارة غزة، وتبدأ التطبيق الفعلي لصفقة القرن الهادفة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وبيع القدس ومقدساتها".
وأضافت أن "هذه المسرحية التي نسجتها أوهام حماس، تؤكد وبالدليل القاطع على أن حماس تتهرب من استحقاقات عملية الانتخابات، التي يسعى الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لإجرائها من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".
واعتبرت حركة "فتح" أن "هذه الأكاذيب جاءت في الوقت الذي سربت فيه مصادر إسرائيلية بأن حكومة نتنياهو تسعى لمنع إجراء الانتخابات داخل مدينة القدس المحتلة، وهو ما يكشف التساوق الخطير بين حماس من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى".
من جانبه، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ووزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، المسؤول عن التنسيق مع سلطات الاحتلال في تغريدة عبر "تويتر"، أن "اتهام حماس لجهاز المخابرات الفلسطينية في قضية اغتيال ابو العطا هو هروب من عار وخيانتها لدم أبو العطا، وبيعه في سوق التفاهمات الرخيصة التي سعت وتسعى لإبرامها".
الجهاد: نتابع نتائج التحقيقات باهتمام بالغ
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم الأحد، إنها تابعت باهتمام بالغ نتائج التحقيقات المتعلقة بجريمة اغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، بهاء أبو العطاء.
وشددت الحركة في بيان صدر عنها، على أن الاحتلال الإسرائيلي هو من نفذ جريمة اغتيال القائد أبو العطا، مضيفة: "إن الحركة ومن خلال قنوات التنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية تواصل فحص كافة المعلومات ونتائج التحقيق بخصوص كل من تعاون مع العدو في ملاحقة المقاومة واغتيال القائد أبو العطا".
التعليقات