السلطات المصرية تشرع ببناء جدار على طول الحدود مع قطاع غزة

شرعت السلطات المصرية ببناء جدار فاصل على طول الحدود من قطاع غزة المحاصر، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأربعاء.

السلطات المصرية تشرع ببناء جدار على طول الحدود مع قطاع غزة

مدرعة مصرية على الحدود مع قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

شرعت السلطات المصرية خلال الفترة الماضية بتشييد جدار فاصل على طول الحدود من قطاع غزة المحاصر، وسارعت من وتيرة البناء مؤخرًا، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأربعاء.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان أن الجدار يبلغ ارتفاعه بضعة أمتار على الجانب المصري من الحدود، وسيمتد لحوالي 13 كيلومترًا.

وبحسب المصدر، فإن "أعمال البناء تجري بوتيرة سريعة للغاية"، وأضاف المصدر "بالنسبة لنا، الشيء الأكثر أهمية هو أن نكون قادرين على الحفاظ على الحدود بين غزة ومصر والدفاع عنها".

وذكر شهود عيان وبعضهم زار المنطقة خلال الأسبوع الجاري، أن الجدار الحدودي يبلغ ارتفاعه في معظم المناطق نحو ستة أمتار وبقواعد خرسانية تصل إلى ثلاثة أمتار تحت الأرض تقريبا.

وتعمل شركة محلية بإشراف الهيئة الهندسية للجيش المصري على تنفيذ بناء هذا الجدار. وبحسب أحد شهود العيان، يتخلل الجدار نقاط رصد وتأمين على هيئة أبراج على مسافة كل 100 متر.

وفيما لم يصدر عن حركة "حماس" أي إعلان رسمي بهذا الخصوص، لم تعلق مصر رسميا على إنشاء هذا الجدار، في حين لفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إنه من المتوقع أن يكتمل الجدار بنهاية العام الجاري.

وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) إلى أنه "سيتم دمج الجزء الغربي منه مع المنظومة التي أنشأتها إسرائيل تحت وفوق الماء في البحر المتوسط شمال القطاع".

بدورها، ذكرت القناة الإسرائيلية السابعة أول أمس، الإثنين، إن "مصر بدأت أواخر الشهر الماضي بتشييد جدار أمني جديد على حدودها مع قطاع غزة".

وبحسب القناة الإسرائيلية الخاصة فإن الجدار شيد بمسافة 2 كلم من منطقة معبر كرم أبو سالم جنوبا وحتى معبر رفح البري شمالا، وذلك لـ"منع المسلحين من العبور إلى مصر عبر البر والأنفاق تحت الأرض"، وأضافت أن ارتفاع الجدار يبلغ 6 أمتار فوق الأرض و5 أمتار تحتها.

ويوم الجمعة الماضي، ذكر موقع "المونيتور" الأميركي، أنّ الجدار الجديد يتمّ إنشاؤه باستخدام الخرسانة المسلّحة، ويأتي كجدار ثانٍ موازٍ للجدار الصخريّ القديم الذي أنشأته مصر على الحدود مع القطاع مطلع كانون الثاني/ يناير 2008، وتفصلهما مسافة لا تتجاوز الـ10 أمتار.

وكان الجيش المصري قد أعلن في الثالث من شباط/ فبراير الجاري، عن اكتشافه نفقا جنوبي ساحة معسكر رفح الأمني قادما من قطاع غزة إلى قلب مدينة رفح (المصرية الحدودية) بطول يبلغ حوالي 3 كيلومترات.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة (تديرها حركة حماس) إحباط محاولة تسلل لمسلحين حاولوا العبور إلى مصر عبر الحدود الجنوبية للقطاع.

وفي 11 و14 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، إحباط محاولة تسلل لمسلحين حاولوا العبور إلى مصر عبر الحدود الجنوبية للقطاع.

وبناء الجدار لا يعد الإجراء المصري الأول من نوعه الذي يهدف للقضاء على الأنفاق الفلسطينية من قطاع غزة، فقد أنشأت القاهرة منطقة عازلة على طول الحدود المصرية مع القطاع بمسافة 14 كيلومترا في أكتوبر/تشرين الأول 2014 بعمق 500 متر في الجانب المصري وعلى طول الحدود، ليصل عمق هذه المنطقة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إلى 1500 متر.

التعليقات