أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية خلال اجتماع طارئ، عقده في مكتبه مساء اليوم الجمعة، وضم عددا من الوزراء والمحافظين وقادة الأجهزة الأمنية، عن رزمة جديدة من الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، في ظل ارتفاع عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في الضفة الغربية إلى 16.
وأعلن اشتية "إغلاق مدينة بيت لحم ومنع التنقل منها وإليها إلا للحالات الطارئة"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأكد اشتية في مستهل الاجتماع "جاهزية وزارة الصحة والأجهزة الأمنية وجميع الأجهزة الحكومية في التعامل مع الفيروس، عبر سلسلة من الإجراءات التحوطية، تمثلت في تحديد ثلاثة مراكز للحجر الصحي، بينما يجري العمل على زيادة تلك المراكز ليكون في كل محافظة مركز ومستشفى للتعامل مع الإصابات بالمرض، مشيدا بأداء الكوادر الطبية في وزارة الصحة في التعامل مع الفيروس".
وأشار إلى "الترحيب المحلي والدولي بالمرسوم الرئاسي بإعلان حالة الطوارئ"، مضيفا: "كان القرار في وقته، ولقي ترحيبا دوليا وتلقاه المواطنون بإيجابية كبيرة، وهذا يهمنا لأننا نريد من المواطنين التعامل مع الموضوع بجدية عالية وبروح من المسؤولية الوطنية وبتعاون مع الجهات المسؤولة، وإيجاد حالة شعبية تضامنية".
ودعا إلى العمل "بوتيرة عالية من التنسيق للحفاظ على النظام العام ومنع الفوضى، أو نشر الهلع بين الناس، مؤكدا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان السيطرة على الأسواق لمنع الاحتكار أو رفع الأسعار".
إجراءات احترازية جديدة
وأوعز اشتية "للأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يخترق الحجر البيتي أو يعرض صحته وصحة الآخرين للخطر، بتوقيفه وإخضاعه للحجر وتفعيل غرفة العمليات المركزية للتعامل مع الأزمة على مدار الساعة، والتنسيق مع خلية أزمة شُكلت في كل محافظة".
كما أوصى بتشكيل "لجنة متابعة إعلامية يومية للأزمة برئاسة الناطق الرسمي باسم الحكومة لتزويد وسائل الإعلام بكافة المستجدات، والقيام بحملة توعوية حول المرض ومنع انتشاره ومنع نشر أو تداول أسماء المصابين واختراق خصوصيتهم منعا باتا".
وأمر "بإغلاق مدينة بيت لحم ومنع التنقل منها وإليها إلا للحالات الطارئ وإلغاء جميع الحجوزات للوفود السياحية في كافة فنادق فلسطين، وليس في بيت لحم فقط".
وذكر أن "وزير التربية والتعليم سيصدر تعميما بخصوص دوام المعلمين ضمن خطط الوزارة الطارئة، كما سيصدر وزير التعليم العالي تعميما بخصوص استثناءات في دوام بعض الموظفين في الجامعات لتفعيل التعليم عن بعد".
وكلف "كل وزير بإجراء ما يلزم لتنظيم عمل الموظفين في وزارته ومديرياته، بما يقلل من التنقل بين المحافظات، (وأمر أن) يقوم كل محافظ بإجراء ما يلزم لوقف المباريات والتجمعات في المحافظات".
وأكد على ضرورة "اعتماد حجر صحي واحد في كل محافظة، لضمان عدم نقل المصابين من محافظة لأخرى (كما) تُمنع إجازات الكوادر العسكرية بمختلف رتبها، وكذلك إجازات الموظفين المدنيين لا سيما في القطاع الصحي"، لافتا إلى وجوب "التعامل مع الأجانب الذين يعملون في الأراضي الفلسطينية ضيوفا على فلسطين معاملة المواطنين".
ارتفاع عدد المُصابين
وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، مساء اليوم الجمعة، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المُستجد، "كوفيد 19"، إلى 16 مصابا، بعد الكشف عن 9 إصابات جديدة في مدينة بيت لحم.
ويأتي الإعلان عن الإصابات الجديدة، بعد أن أكدت وزارة الصحة يوم أمس، إصابة 7 فلسطينيين بالفيروس في بيت لحم.
وأوضحت الوزارة أنها أجرت فحوصات لعينات 355 شخصا، في مختبر الصحة المركزي برام الله منذ 20 كانون الثاني/ يناير، تبين أنها "سلبية" أي غير مصابة بالفيروس.
وأوضحت أن هناك ثلاث حالات في الحجر الصحي الخاص بالأكاديمية في مدينة أريحا، إضافة إلى 5 حالات في الحجر الخاص بمعبر رفح.
تضارُبٌ حول إصابة أحد كوادر القضاء العسكري
على صلة، نفى الناطق الإعلامي باسم مجلس القضاء الأعلى فواز البرغوثي، ما تم نشره وتداوله عبر وكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي، حول تصريح رئيس مجلس القضاء الأعلى بأن هناك إصابة بالفيروس لأحد كوادر القضاء العسكري، فيما أعلن رئيس القضاء العسكري الفلسطيني، اللواء إسماعيل فراج، مساء اليوم، إصابة المدعي العام العسكري، جهاد عوض شوكة بالفيروس.
وأكد البرغوثي، في بيان مساء اليوم الجمعة، أن هيئة القضاء العسكري جهة مستقلة وهي صاحبة الحق في التصريح بأي أمر يتعلق بها.
وأضاف أن أي خبر أو تصريح خاص بالقضاء ومصرّح بنشره يتم نشره عبر موقع مجلس القضاء الأعلى، وإرساله لوكالات الأنباء لتداوله، داعيًا "لضرورة توخي الدقة في تناول ونشر أي معلومات أو أخبار على لسان رئيس مجلس القضاء الأعلى".
من جانبه، أعلن رئيس القضاء العسكري الفلسطيني، اللواء إسماعيل فراج، مساء اليوم، إصابة المدعي العام العسكري جهاد عوض شوكة بالفيروس.
وقال فرج، في تصريحات صحافية، إنه تم تحويل شوكة للحجر الصحي؛ إثر التأكد من إصابته، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.
وأوضح أنه تم اكتشاف إصابة شوكة بالفيروس، أمس الخميس، بعد لقائه قريبا له كان يعمل في فندق بمدينة بيت لحم، سبق أن اكتشف فيه عدة إصابات.
وطالب فراج كل من اختلط بالمدعي العام باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية.
تعليق الدراسة في غزة
وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة تعليق الدراسة، السبت، ليوم واحد، في مدارس القطاع كإجراء احترازي من الفيروس.
وقالت الوزارة، في بيان صدر الجمعة: "يُقرَر تعليق الدوام في مدارس محافظات غزة السبت، كإجراء احترازي من فيروس كورونا".
وأضافت أنه "سيتم تقييم الأمور الأحد القادم، لاتخاذ القرار المناسب بخصوص الدوام في الأيام التالية".
من جهتها، أكدت وزارة الصحة في القطاع، في بيان، خُلوَ قطاع غزة من الفيروس حتى الآن.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد أصدر أمس الخميس، مرسوما رئاسيا، أعلن فيه "حالة الطوارئ في جميع الأراضي الفلسطينية لمدة شهر، اعتبارا من تاريخه، لمواجهة فيروس كورونا"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وذكر اشتية، عبر تلفزيون فلسطين، أن "حالة الطوارئ تشمل إغلاق المدارس والجامعات والمعاهد".
وشدد على أن الحركة بين المحافظات ينبغي أن تكون للضرورة القصوى فقط، مضيفًا: "تغلق الإدارات والجامعات والمؤسسات التعليمية، فيما يبقى الموظفون والأطباء على رأس عملهم".
وأوضح أنه سيتمّ إغلاق المعابر والجسور عند الحاجة، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.
ووفق اشتية، فإن إعلان حالة الطوارئ ينص على "منع الإضرابات والتحركات الجماهيرية في كافة محافظات البلاد".
التعليقات