08/03/2020 - 22:39

أغلبية الإسرائيليين ترفض حكومة أقلية بدعم "المشتركة"

أظهر استطلاع للرأي أن 46.6% من الإسرائيليين يفضلون حكومة وحدة تجمع بين الليكود و"كاحول لافان" كمخرج لأزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتواصلة، إذا ما فشل كل من المعسكرين بضمان أغلبية برلمانية. وذلك بالتزامن مع التقارير التي أشارت إلى أن فريق المفاوضات الائتلافية

أغلبية الإسرائيليين ترفض حكومة أقلية بدعم

(أ ب)

أظهر استطلاع للرأي أن 46.6% من الإسرائيليين يفضلون حكومة وحدة تجمع بين الليكود و"كاحول لافان" كمخرج لأزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتواصلة، وذلك إذا ما فشل كل من المعسكرين بضمان أغلبية برلمانية. وذلك بالتزامن مع التقارير التي أشارت إلى أن فريق المفاوضات الائتلافية في "كاحول لافان" يستعد للشروع بمباحثات مع القائمة المشتركة.

وطرح على المستطلعين السؤال: إذا لم تنجح المنظومة السياسية من حسم مسألة تشميل الحكومة واستمرت الأزمة، ما الحل الذي تفضلونه؟ وبيّنت نتائج الاستطلاع الذي أجري بواسطة معهد "دايركت بلوس" أن 22.1% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن إجراء انتخابات رابعة، قد تشكل الحل الأمثل لأزمة تشكيل الحكومة.

فيما اعتبر 30.3% من المستطلعة آراؤهم (49% من ناخبي "كاحول لافان" و1.4% من ناخبي الليكود)، أن تشكيل حكومة أقلية بدعم من القائمة المشتركة، قد يشكل مخرجا للأزمة، في حين قال 1.1% إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

فريق "كاحول لافان" يستعد للتفاوض مع "المشتركة"

في المقابل، أصدر رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، أوامره للطاقم الدبلوماسي المسؤول عن المفاوضات الائتلافية نيابة عن القائمة، بالاستعداد للشروع في مفاوضات مع القائمة المشتركة، وفق ما جاء في تقرير صدر عن هيئة البث الإسرائيلية (كان)، مساء اليوم الأحد، ما يبقي على إمكانية تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من القائمة المشتركة.

ولفتت "كان" إلى أن جلسة المفاوضات الرسمية الأولى بين رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، وغانتس، ستعقد يوم غد، الإثنين، وشددت على أنه "رغم امتناعه عن التصريح بنفسه بأنه يسعى إلى تشكيل حكومة أقلية بدعم من المشتركة، إلا أنه بدأ يتخذ خطوات عملية في هذا السياق".

وأشارت إلى أن التعليمات التي تلقاها أعضاء الفريق السياسي في "كاحول لافان" تطالبهم بالاستعداد للشروع في مفاوضات مع القائمة المشتركة، لضمان دعمها لحكومة أقلية يترأسها غانتس دون الانضمام إليها، ما وصفقته القناة بـ"الخطوة الهامة نحو تشكيل حكومة أقلية".

وأشار التقرير إلى أن الجلسة التي ستجمع يوم غد بين غانتس وليبرمان ستحدد وتيرة تسارع الاتصالات بين "كاحول لافان" والمشتركة، وما إذا كانت هذه المفاوضات ستأخذ طابعا جديًا.

وشددت القناة على أن "كاحول لافان" يسعى إلى ضمان نوع من الاستقرار لحكومة أقلية قد يشكلها بدعم "العمل - غيشر - ميرتس" و"يسرائيل بيتينو"، ودعم خارجي من القائمة المشتركة، قبل "التورط" في مفاوضات مع المشتركة يرفضها جمهور ناخبيهم.

"يهدوت هتوراة" ترفض الالتزام بعدم الانضمام لحكومة أقلية برئاسة غانتس

وشرعت الأحزاب المنضوية في كتلة اليمين التي شكلها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في أعقاب النتائج التي أفرزتها انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي، بالتوقيع على عريضة يتعهدوا من خلالها بعدم الانضمام إلى حكومة أقلية برئاسة غانتس.

وتأتي هذه الخطوة بمبادرة من وزير الداخلية ورئيس حزب "شاس" الحريدي، أرييه درعي، لضمان ولاء مركبات الكتلة لنتنياهو ومنع أي محاولات لـ"كاحول لافان" من تشكيل حكومة.

وتنص الوثيقة على التعهد بعدم دعم أو الانضمام إلى أي حكومة غير حكومة بقيادة الليكود برئاسة نتنياهو، بالإضافة إلى التعهد بعدم إدارة مفاوضات منفردة لإقامة حكومة.

ولفت التقارير إلى أن أعضاء الكتلة البرلمانية عن شاس و"يمينا" برئاسة وزير الأمن، نفتالي بينيت، وقعوا على الوثيقة، فيما ترفض كتلة "يهدوت هتوراة" حتى هذه اللحظة التوقيع.

الجناح اليميني في "كاحول لافان" يرفض دعم المشتركة

وعلى صلة، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس حزب "تيليم" (أحد مركبات "كاحول لافان" الثلاثة) موشيه يعالون، أجرى مناقشة حادة مع يوعاز هندل وتسفي هاوزر اللذين يرفضان تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من المشتركة.

ووفقًا لتقرير القناة، فإن النقاش كان محتدما وارتفعت الأصوات، حيث حاول يعالون دون جدوى إقناع هندل وهاوزر على ضرورة مثل هذه الخطوة لوضع حد لحكم نتنياهو، فيما استهجن الآخران التغيير في موقف يعالون.

وعلى الرغم من الانقسام الذي بدأ يظهر إلى العلن في صفوف "كاحول لافان" حول الموقف من تشكيل حكومة تحظى بدعم خارجي من القائمة المشتركة، أكد يعالون في تصريحات صحافية إلى أن القائمة ستعتمد بالإجماع على قرار الرباعية (في إشارة إلى الرئاسة الرباعية للقائمة، غانتس ويعالون وغابي أشكينازي ويائير لبيد).

الاختراق يحتاج إلى توافق بين ليبرمان وغانتس

وفي وقت سابق، الأحد، أعلن غانتس موافقته على الشروط التي وضعها ليبرمان للانضمام لأي ائتلاف حكومي مرتقب.

ونشر ليبرمان، عبر تدوينة على موقع "فيسبوك" خمسة شروط للانضمام لائتلاف حكومي مقبل، تخص شؤونا دينية واجتماعية.

وبعد مرور نحو ساعتين على التدوينة، قال غانتس عبر"فيسبوك" مرفقا تدوينته بشروط ليبرمان، "موافق، يتعين علينا المضي قدما".

واشترط ليبرمان، "إدخال ما لا يقل عن 70 في المئة من الحد الأدنى للأجور في الاقتصاد لكل المتقاعدين الذين يعيشون على ضمان الدخل ومعاش الشيخوخة".

أما شرطه الثاني فتمثل في "نقل صلاحيات مسألة المواصلات العامة وفتح الأعمال التجارية أيام السبت للسلطات المحلية".

كما دعا ليبرمان، إلى سن قانون لتجنيد طلاب المعاهد الدينية التوراتية بالشكل الذي يحدده قانون التجنيد الذي تم الموافقة عليه بقراءة أولى بالكنيست الـ20 في تموز/ يوليو 2018. كذلك اشترط ليبرمان سن قانون للزواج المدني في إسرائيل.

وتركز شرط ليبرمان الخامس والأخير على إجراء عملية التهويد على يد حاخامات المدن، بحيث يكون بإمكان كل مدينة إنشاء محكمة خاصة بمسألة التهويد.

والخميس، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل في نتائج نهائية غير رسمية للانتخابات التي جرت الإثنين، حصول حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 36 مقعدًا، مقابل 33 مقعدًا لـ"كاحول لافان" بزعامة غانتس.

وبناء على معطيات اللجنة، لن يستطيع معسكر نتنياهو (58 مقعدًا) ومعسكر غانتس (47 مقعدًا) من تشكيل حكومة، لأن تشكيل الحكومة يحتاج إلى ائتلاف 61 مقعدًا.

وبحسب مراقبين يمثل ليبرمان الذي حصل حزبه على 7 مقاعد في الانتخابات، مفتاح الحل للأزمة السياسية المتواصلة في إسرائيل منذ العام الماضي، إذ يمكنه ترجيح كفة أحد المعسكرين لتشكيل حكومة.

لكن من المرجح ألا ينضم ليبرمان لحكومة يمين بقيادة نتنياهو في ظل خلافات مع الأحزاب الدينية حليفة الأخير حول مسائل تتعلق بالدين والدولة، كما أن الأخير، بالإضافة إلى قادة التيار اليميني بقائمة "كاحول لافان"، يعتبرون أن تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من القائمة المشتركة، يعتبر انتحارا سياسيًا.

التعليقات