28/08/2008 - 10:00

هل العرب مخلوقات قبيحة وأكثر انحطاطا من الحيوانات ويجب إبادتهم؟..

-

هل العرب مخلوقات قبيحة وأكثر انحطاطا من الحيوانات ويجب إبادتهم؟..
هاريسون فورد الممثل الأمريكي اليهودي الشهير يرى بأن العرب هم من أكثر المخلوقات قبحا وبشاعة، وهم دون الحيوانات درجة، ولا مجال للمقارنة أساسا بينهم وبين اليهود على الإطلاق، كون اليهود هم أصل الدنيا حسب زعمه! ويوافقه في هذا الرأي المعلن كثير من نجوم السينما الأمريكية، والذين يمثلون لكثير من المشاهدين العرب، ويا للأسف، أمثلة للبطولة والشهامة، ورموزا للقوى التي تدافع عن المظلومين وتضرب على أيدي المجرمين بلا هوادة، وتستخدم كل طاقاتها لنصرة العدالة ونشر الخيرات فوق الكوكب كي تجعله أكثر أمانا وسلاما بتخليصه من العرب الأشرار القتلة!

لا يشذ عن اعتقاده العنصري هذا مشاهير لهم شعبيتهم الكبيرة في عالمنا العربي من أمثال الممثل الأمريكي الصهيوني اليهودي آدم ساندلر الذي لم يخف كراهيته للعرب القتلة، أو الممثل والسياسي الشهير أرنولد شوارزنيجر الذي ينعت العرب بالإرهاب أيضا، ولا يغفل عن تمنيه دوام المجد والتقدم لإسرائيل.

وكذلك فعل الممثل اليهودي مايكل دوغلاس، وبروس ويليس، وغيرهم فالأمثلة كثيرة والقائمة طويلة متجددة، وليس من المستغرب أن تطالعنا تلك التصريحات لو علمنا بأن عدد المشاهير من الممثلين والممثلات اليهود في السينما الأمريكية يبلغ حوالي 685 فردا، وكثير منهم ما يزال يحتفظ بجنسيته الإسرائيلية إلى جانب الأمريكية، ومنهم من نبارك تواجدهم على شاشاتنا و تخفق لهم أفئدتنا ونصفق لهم ببلاهة..

ولعلي أطرح مثالا سريعا على ذلك من خلال الممثل الذي قام بدور الفارس الشرقي الوسيم والذي يبدو عربيا، باعتباره من المدافعين عن أرض مصر، كما جاء في سيناريو فيلم "عودة المومياء"، فهذا الذي ظنناه عربيا ومدافعا عن تراث مصر، نجده وقد قام بتحويل اللغة الهيروغليفية التي كان يتكلم فيها خلال الفيلم والتي خبرناها لغة مكتوبة فقط ليجعل منها لغة مقروءة، لكنها أصبحت بقدرة كاتب السيناريو والمخرج عبرية، وكأنه يريد بذلك أن يؤكد أحقية اليهود في أرض مصر وإثبات تواجدهم التاريخي، والممثل الأمريكي الشهير الذي أقصده هو الإسرائيلي ( عوديد فهر ) والذي ولد في تل أبيب وخدم في سلاح البحرية الإسرائيلي!

كثيرون تابعوا أيضا فلم المحترف ( ليون ) بطولة جان رينو وغاري أولدمان والممثلة الأمريكية الشهيرة الإسرائيلية المولد والجنسية ( نتالي بورتمان ).

هنا لا بد من الإشارة إلى طبيعية النظرة العدوانية التي يحملها هؤلاء للعرب فهذا أمر متوقع وبديهي، لكني استذكر قول عمر أبو ريشة: لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم، فكيف نلوم هؤلاء ونحن من يدخلهم عالمنا العربي ويمجد خوارقهم و يستأنس ببطولاتهم السينمائية ويحتفظ بصورهم، بل ويتأثر في بعض الأحيان وفي قمة الشذوذ حتى بأدوارهم التي تلعننا وتلعن آباءنا وأمهاتنا وأجدادنا والذين خلفونا وتـُـحـَـقــِّــرنا وتدوسنا كالحشرات.

إن ترويج ثقافة الكراهية عبر السينما هو من أخطر الوسائل التي يستعملها الغرب بذكاء وحنكة ضد العالم العربي والإسلامي، فيسهل فيما بعد تأسيس مزاج ينتشي غبطة وسعادة بقتل العربي المتخلف الإرهابي، ويعتاده منذ سن الطفولة الذي تشربه.. إنه اللص البدوي الصحراوي الذي يعيش في خيمة محاطة بقطعان من الإبل والحمير والخراف، العربي القذر الذي يفتقد للعقل والمدنية، وهو ذاته الذي يقهر النساء، ويعيش عبدا خانعا للجنس والحياة الغريزية الحيوانية، هو الذي يكره ويحقد على الأمريكان المسالمين دونا عن كل شعوب الأرض قاطبة ليتمنى موتهم وزوالهم.. الأمريكان المتحضرين الذين يحاولون نشر العدالة في العالم العربي والإسلامي عبر قاذفات "بي 52" و"ستيلث" و صواريخ "كروز" و"توماهوك" وحتى بالقنابل الذرية!

السينما الأمريكية التي ما فتئت منذ نشأتها تختلق العدو تلو الآخر، فبعد سخريتها في أفلامها وحتى في أفلام الكرتون من الهندي الأحمر، ساكن أمريكا الأصلي الذي ذبحته وكانت تتسلى بسلخ فروة رأسه وتفجير أدمغة أطفاله من نوافذ القطارات في رحلات الصيد البشري، إلى سخريتها من الزنوج السود الذين استعبدتهم وأتت بهم رقيقا من وطنهم الأم أفريقيا، إلى العدو الروسي إبان فترة الحرب الباردة وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، مرورا بالعرب الذين كانوا بضاعة قديمة متجددة ثابتة، فكل هؤلاء زالوا إلى حين كأعداء أرادت اختلاقهم لفترات مؤقتة، إلا العدو العربي، فهو عدو تم تشكيله وصنعه في البدايات ليدوم وكان بالفعل إلى جانب كل هؤلاء الأعداء الذين نحَّتهم جانبا إلى حين، فهي أبقت بقوة بل وبتهويل وتضخيم متواصل للعدو الأوحد الأخطر الذي اختارته لمصلحتها ألا وهو العدو العربي، ولا ننسى بأن العربي بالنسبة لأمريكا هو مسلم مهما كانت ديانته.

أرنولد شوارزينغر في فيلمه "أكاذيب حقيقية" يقدم لنا عدوا عربيا إرهابيا يستولي على سلاح ذري يحاول أن يدمر به مدينة نيويورك غير أن البطل الأمريكي الجبار الخارق يستطيع لوحده أن يجهز على كل العرب في الفيلم وعلى كل أسلحتهم ويسحقهم بلا رحمة..

وفي واحد من سلسلة أفلام (سكاري موفي) يظهر العربي وقد تزنـر بحزام ناسف ويصرخ في وسط شارع مزدحم ليفجر نفسه وهو يصيح "تسقط أمريكا"، ولكن لا يعمل جهاز التفجير مع العربي ( الغبي ) فيحيط به كل من في الشارع ويقضون عليه ركلا ودهسا بأحذيتهم..

وفي فيلم "ألعاب وطنية" يظهر مقر الإرهاب العالمي فوق صحراء عربية في ليبيا، فترسل أمريكا مجموعة قتالية تبيد كل الإرهابيين في الصحراء وتقضي عليهم تماما. وفي فيلم "الطيار الهارب"، نشاهد بأن الإبل تسير في المدن العربية وفي المطارات الحربية أيضا ومجموعة من الطيارين العرب يرتدون زيا عسكريا ولكن مع تعديلات أمريكية ضرورية تقدم صورة العربي النمطية في سينماهم أي اعتماره الكوفية ( غطاء الرأس الرجالي ) والعقال! حتى في بيروت أو القاهرة ودمشق، لا فرق، وبالمناسبة، لم تنج منهم حتى الدول التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة الأمريكية كالسعودية مثلا، فهم أصروا على تقديمها وما زالوا بأبشع الصور وأكثرها قذارة..

ربما تختزل كل تلك الصور في كلمة واحدة ألا وهي ( التخلف )، وكالعادة في أفلامهم يتم اختطاف امرأة أمريكية يسيل لها لعاب الهمج العرب فيقدم لها شيخ القبيلة كل شيء تحت قدميها و يسكنها أعظم القصور ويغرقها بالجواهر والمال، لكنها ترفض بقوة وتبصق في وجهه بتحد سينمائي عجيب، فتنقلب تلك الأمريكية إلى طاهرة نقية بتول، وإن كانت في الحقيقة عاهرة في ماخور من الدرجة التاسعة في بلادها لا ينظرها أحد، ثم يأتي البطل الأمريكي في نهاية الفيلم ويخلصها من بين أيدي الشيخ الجنسي و شعبه من الوحوش الهمج، فيسحق ويدمر كل ما يعترض طريقه لوحده منفردا، حتى وهو عاري اليدين بلا سلاح أمام كل الجيوش والأسلحة العربية والقصة المعلومة المتكررة..الخ.

إذن، فالعرب العرب يا سادتي وسيداتي ثم العرب، ونحن لا نزال نذكر تهديد الرئيس الأمريكي الراحل إلى غير رجعة ريتشارد نيكسون والذي كرره وزير خارجيته اليهودي كيسنجر حين قال إبان أزمة البترول التي رافقت حرب تشرين أول / أكتوبر 1973 بأنه لن يسمح لمجموعة من البدو الأعراب المتخلفين الذين يغمسون أقدامهم في بحيرات من النفط أن يتحكموا بمصير أمريكا.

العداء إذن مستفحل قديم لا علاقة له بأحداث سبتمبر 2001م، وبكلام أخر، أمريكا التي بدأت العداوة في الحقيقة منذ عشرات السنين ولنقل في فترة بدايات القرن العشرين، فكل تلك الأفلام التي تشتم وتهين العرب هي أفلام قديمة ظهرت للجمهور في فترة ربما لم تكن أغلب الأسر العربية تمتلك أجهزة تلفزيون، فمن الذي ابتدأ بعداوة من، وبالمنطق والعقل والحجة؟ كي لا يأتي بعض السادة من مدعي الليبرالية وتلك الأكاذيب ليبرر ما يجري من تشويه أمريكي مقصود بذريعة هجمات نيويورك الفردية، فكل تلك الأفلام التي ذكرتها ومئات مثلها تهاجم العرب صورت قبل أحداث سبتمبر 2001م بكثير وبعض الأفلام مضى عليها أكثر من خمسين عاما.

لذلك أسأل مرة أخرى باعتدال وموضوعية، من الذي يعادي من؟ ما عدد الأفلام العربية التي تهاجم أمريكا أو الغرب في فترة الستين سنة الماضية؟ بالفعل هي لا تكاد تذكر وقد تنحصر في السنوات الخمس الأخيرة بعد غزو واحتلال العراق، بينما عداوتهم لنا قديمة ذات أصول والأخطر أنها ذات بعد مستقبلي. أقول : سقى الله أيام المقاطعة العربية لإسرائيل، المقاطعة الفعلية المؤثرة، مقارنة مع ما نعانيه من غزو فاضح اختياري، لا زلت أذكر في فترة امتنعت فيها بعض قنوات التلفزيون العربية عن نقل مباراة كرة قدم لتصفيات كأس العالم بين فريقي ألمانيا الغربية والجزائر والتي فازت فيها الجزائر بنتيجة 2_1 والسبب، تواجد حكم إسرائيلي في تلك التصفيات هو أبراهام كلاين..
"شام برس"

التعليقات