31/10/2010 - 11:02

المخرج الفلسطيني هاني ابو أسعد يفوز بجائزة "الكرة الذهبية" عن فيلمه "الجنّة الآن"

المخرج الفلسطيني هاني ابو أسعد يفوز بجائزة
فاز الفليم الفلسطيني "الجنّة الآن" للمخرج الفلسطيني النصراوي هاني ابو اسعد جائزة "الكرة الذهبية" (غلوبس) في لوس انجلس كافضل فيلم أجنبي.

ويعتبر المهرجان من أهم المهرجانات للافلام الصناعية بعد "الاوسكار".

ويعرض الفيلم واقعاً فلسطينياً يومياً يرصد آخر 48 ساعة من حياة شابين يسكنان مدينة نابلس، ويقرران القيام بعملية تفجيرية انتحارية في مدينة تل أبيب. ويستعرض المخرج كل المراحل التي يمر بها الاثنان مع مجنديهم وتخبطاتهم إلى ساعة انفجار احدهما. الفيلم من تمثيل: قيس ناشف، علي سليمان، عامر حليحل، اشرف برهوم، هيام عباس، ولبنى إزابيل.

صور "الجنة الآن" في مدينة نابلس، قبل عامين ، وواجه القائمون عليه مصاعب كثيرة في التنقل والتصوير، نتيجة القصف المستمر على المدينة، خصوصاً وأن اغتيال القائد الروحي لحركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين والقائد الذي تولى قيادة الحركة بعده، عبدالعزيز الرنتيسي، وقعا اثناء تصوير الفيلم.

وفي الكلمة التي القاها لدى تسلمه الجائزة دعا ابو اسعد لقيام دولة فلسطينية قائلا انه يعتبر فوزه بجائزة الكرة الذهبية بمثابة "اعتراف بحق الفلسطينيين غير المشروط في الحرية والمساواة."

وتمنح رابطة الصحفيين الاجانب في هوليوود جوائز الكرة الذهبية سنويا. وتعتبر مؤشرا لجوائز الاوسكار وهي اهم الجوائز السينمائية وتمنحها اكاديمية العلوم والفنون السينمائية الامريكية.

وحقق فيلم (الجنة الان) بفوزه بجائزة الكرة الذهبية لاحسن فيلم أجنبي دفعة في سباقه على الاوسكار في الخامس من مارس اذار المقبل. ونقطة الاختبار التالية هي ان يرشح يوم 31 يناير كانون الثاني الحالي من بين خمسة افلام اجنبية مرشحة للفوز بالاوسكار. ولم يرشح قط لهذه الجائزة فيلم فلسطيني.

وقال ابو اسعد للصحفيين في كواليس المسرح بعد الاعلان عن جوائز الكرة الذهبية "دهشت لفوزنا لكني لا اعتقد ان فيلمي مثير للجدل. هو يكشف فقط عن شيء من جانب مختلف كلنا قلقون بشأنه."

ويؤكد ابو اسعد انه لا ينحاز في الفيلم لاي جانب لكنه حاول ان يفسر لماذا يصبح اثنان بسطاء يعملان في ورشة لاصلاح السيارات مستعدين لقتل نفسيهما وقتل اخرين. ويقدم فيلمه وجهات نظر كل جانب في القضية.

ويضيف "انه عمل سينمائي. السينما تعرض عليك وجهات نظر مختلفة."

كلفه صناعة هذا الفيلم ان يعيش تجربة التعرض لهجوم صاروخي اسرائيلي وتلقي تهديدات من متشددين.

ويقول المخرج الفلسطيني ان فيلم (الجنة الان) يريد ان يشرح للمشاهد التركيبة العقلية التي تتمخض عن افعال مثل التفجيرات الانتحارية لان الفهم هو خطوة أولى على الطريق.

ويعتقد ابو اسعد ان الشعور بالعجز هو الذي يذكي التفجيرات. وتبرز حوارات شخصياته هذا المعنى وهم يعيشون تفاصيل حياتهم اليومية في الاراضي التي تحتلها اسرائيل والتي يصورها الفيلم كسجن محكم الاغلاق لا يتنفس من فيه هواء كافيا.

تتكرر في الفيلم عبارات منها "نحن موتى بالفعل تحت الاحتلال...في هذه الحياة نحن موتى على كل حال...اذا لم نكن بوسعنا ان نعيش سواسية على الاقل يمكن ان نموت سواسية."

ويقول مخرج الفيلم "الشعور بالعجز قوي لدرجة انهم يقتلون انفسهم والاخرين ليقولوا (لسنا عاجزين) انه موقف معقد للغاية لكن المعنى الكلي هو ان الموقف غير عادل."

ويرى ابو اسعد ان فيلمه لا يفرض وجهة نظر واحدة بل على العكس يحاول ان يتعرض "لشيء غير مرئي وهذا ما لم يحدث من قبل."

ولد المخرج هاني أبوأسعد في مدينة الناصرة قبل 41 عامًا، ويعيش حالياً في هولندا وانتقل الى هوليوود.

درس ابو اسعد هندسة الطيران واتجه للسينما من بعدها. في سجله السينمائي أكثر من خمسة أفلام وهي: "الفرخة الـ 14"، "الناصرة 2000"، "فورد ترانزيت". (فيلم وثائقي حاز جائزة مهرجان القدس السينمائي عام 2003) والفيلم الروائي "عرس رنا".



التعليقات