31/10/2010 - 11:02

بقر بطن بعيره ونام فيه خوفا من البرد

-

بقر بطن بعيره ونام فيه خوفا من البرد
نجا بدوي عراقي في الـ17 من العمر من الموت في الصقيع عندما كان يرعى إبله وسط الصحراء المشتركة بين العراق والسعودية في العاشر من الشهر الحالي، حيث اضطر لأن يبقر بطن بعيره ويستخرج أحشاءه ويتدثر بغطائه الرقيق داخل جوف البعير.

وفي اتصال هاتفي مع الحاج نواف آل جويسب والد الراعي غلام، الذي يسكن في أطراف مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية جنوب العراق لمعرفة تفاصيل الخبر المقتضب الذي نشرته الصحافة العراقية الأربعاء، قال الرجل إن فطنة ولده غلام هي التي أنقذت حياته رغم أنه لا زال يعاني في المستشفى من شدة البرد، بعد أن اختار قبل أن يتجمد نحر بعير، ليلقي بأحشائه ويرقد مكانها مستدفئا بجوف البعير، حتى عثر عليه في اليوم التالي وهو فاقد للوعي.

وأضاف الحاج آل جويسب أن ولده يرقد الآن في مستشفى النجف بعد أن تم نقله وهو في الرمق الأخير إلى المستشفى في رحلة طويلة من قلب الصحراء وهو متجمد، حيث كان الثلج يتساقط دون توقف من ليلة الخميس حتى عصر الجمعة 11 يناير/كانون الثاني، وهو اليوم الذي شهد فيه العراق ولأول مرة منذ عقود طويلة سقوط ثلوج في مدن الوسط والجنوب.

ويروي محمد شقيق غلام ما حدث بقوله "أنا وأشقائي اعتدنا أن نتناوب على رعاية الإبل، حيث نتنقل بها من مكان إلى مكان للرعي، وعندما يأتي الليل ولا نريد العودة إلى ديارنا ننصب خيمتنا وننام وسط القطيع ... تلك حياة اعتدناها أبا عن جد ونعرف كيف نتصرف بها ولا نواجه صعوبة في ممارستها أبدا ".

ووفقا لمحمد آل جويسب "كل منا نحن الأخوة يقوم برعي القطيع لثلاثة أو أربعة أيام، وكانت نوبة شقيقي غلام أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس حيث يجب أن يعود إلى البيت مساء يوم الخميس، إلا أن البرد القارص وانخفاض درجات الحرارة وتبعثر القطيع حال دون عودته، إلى أن داهمه البرد فقرر أن يبقر بطن البعير ويمضي الليل فيه حيث تنخفض درجات الحرارة في الصحراء إلى معدلات قاسية ومميتة".

ويمضي آل جويسب قائلا "تلك الليلة لم يغمض لنا جفن عندما لم يعد أخونا وقطيعه، فقمنا أنا ووالدي وأشقائي برحلة البحث منذ الساعة الثالثة فجرا ... بحثنا في كل الأماكن التي نخبرها جيدا ولم نجده إلا عند نقطة قريبة من الحدود مع السعودية حيث حشر نفسه داخل جوف البعير، فيما هربت الأباعر والنياق الأخرى في أنحاء متفرقة من المكان، حيث كان شقيقي غلام ينازع الموت وهو فاقد للوعي، فقمنا بنقله إلى المستشفى في اللحظة الأخيرة".

ووصف مدير المستشفى الذي نقل إليه الراعي العراقي بقوله "نادرا ما نجد هذه النباهة، إذ قام هذا البدوي الصغير السن بتصرف فائق الذكاء، وذلك بلف جسده قبل الدخول إلى بطن البعير المبقور واستخدامه كمحيط عازل يحول دون وصول التيار الهوائي البارد والصقيع إليه".
"الجزيرة"

التعليقات