31/10/2010 - 11:02

دينيرو وأردوغان واهل راهط الفلسطينية

بقلم نضال حمد

دينيرو وأردوغان واهل راهط الفلسطينية
لفتت انتباهي مؤخراً مجموعة من الأخبار والمواقف التي تعنينا كفلسطينيين وكعرب وكأحرار في العالم. إذ من الصعب في زمن القتل والجرائم ضد الانسانية بحماية دولية وتستر رسمي أن نقول عن هذا الزمن عكس ذلك. فحين تقوم دولة أو يقوم كيان ما باحتلال اراضي الغير بتشريعات وقرارات دولية، ولا يلتزم هذا الكيان منذ تم زرعه على أرض فلسطين بالقرارات الدولية الأخرى. فيما العالم يغض الطرف عنه. وهناك كذلك من يسنده ويحميه ويبرر له جرائمه، ويمده بالعون في كافة المجالات. في ظل هكذا موازين وقوانين تحكم عالمنا يصبح كل شيء قابل للانفجار.

ها هو روبرت دينيرو الممثل الأمريكي الشهير ، خفيف الظل ، والمبدع في اداء ادواره السينمائية ، يعبر عما دار في قلبه وفكره نحو هول الذي جرى للفلسطينيين على ايدي الصهاينة في قطاع غزة مؤخراً. ففي مقابلة تلفزيونية مع قناة فوكس نيوز صرح دينيرو : لماذا نلوم اسرائيل والاسرائليون على مايفعلونة ؟ فأثار بكلامه الجديد دهشة المذيع لما عرف عن الممثل تعاطفه مع الفلسطينيين. لكن الاستغراب لم يدم طويلاً إذ تابع دينيرو : دعني اشرح لك الامر ، لوقام كلب مسعور بمهاجمتك وعضك، هل تلوم الكلب أم صاحب الكلب ، بالتاكيد ستقوم بلوم صاحب الكلب ، لذلك اللوم يقع على الحكومة الامريكية التي تتبنى دولة اسرائيل...

في منتجع دافوس المعروف حصلت ملاسنة حادة بين الرئيس الصهيوني شمعون بيريز و رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الشجاع ،الأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين من الرسميين العرب. تصدى اردوغان للنفاق الذي قدمه بيريز بدون خجل وحياء. ووبخه على دفاعه عن الجرائم الصهيونية في غزة، ووبخ أيضاً الحاضرين لتصيفقهم لبيريز ولسياسة الدفاع عن الجرائم الاسرائيلية. ثم سجل اردوغان موقفاً مشرفاً عندما رأى أن مدير الجلسة منحاز لاسرائيل وحاول طوال الوقت مقاطعته ومنعه من اكمال تعقيبه على كلمة بيريز. فخرج من المنتدى منسحباً ومحتجاً. ووجد اردوغان نفسه في مطار أنقرة يستقبل استقبال الأبطال من قبل شعبه. لم تنفع بعد ذلك اعتذارات بيريز. إذا تطورت الأمور بين البلدين حيث فقدت شركات الملاحة الاسرائيلية الحصانة التي تمتعت بها في مطارات تركيا. ثم تم منع الطيران الاسرائيلي من الهبوط مع حراس امنيين في مطار انطاليا. هذا يحدث في تركيا بينما الحراس الصهاينة كما أهل السياسة يصولون ويجولون في معظم البلاد العربية بكل حرية ، سفاراتهم وقنصلياتهم ومكاتبهم وشركاتهم وأوكار تجسسهم تعمل بشكل عادي.

في راهط العربية حيث يعيش بدو فلسطين في فقر مدقع وفي ظل نظام عنصري يمنع عنهم كل مقومات الحياة ويمارس عليهم التجهيل والتغييب والاقصاء. هناك يوجد بعض الشبان الذي يتطوعون في الخدمة العسكرية بالجيش الصهيوني مقابل المال وتسهيلات أخرى. بعد انتهاء العدوان على غزة قرر أهالي راهط والمناطق البدوية الأخرى منع الجنود البدو الذين شاركوا في الحرب من دخول المساجد والصلاة فيها. كما أعلنوا رفض تزويجهم من بناتهم. لعل هذا القرار التلقائي من قبل الجماهير الفلسطينية البدوية ، يعتبر من افضل القرارات التي ستساعد مستقبلاً في منع تورط الشبان بالخدمة في جيش الاحتلال، والمشاركة في العدوان والجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في الضفة والقطاع. ولعله سيكون حافزاً لشبان آخرين من طوائف مختلفة كي يكفوا عن الالتحاق بالجيش الصهيوني مقابل المال. فهذا ارتزاق وخيانة بنفس الوقت. والمرتزق كما الخائن وكلاهما كما كيان الاحتلال لا مكان لهم و لا مستقبل على هذه الأرض وفي هذا المكان.



* مدير موقع الصفصاف www.safsaf.org


التعليقات