31/10/2010 - 11:02

رجال الشرطة يعتدون بالضرب على شاب من تل السبع ويجبرونه على خلع معطفه ويبقونه عاريًا في برودة ليل النقب

-

رجال الشرطة يعتدون بالضرب على شاب من تل السبع ويجبرونه على خلع معطفه ويبقونه عاريًا في برودة ليل النقب
يحقق قسم التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش) في شكوى لشاب من النقب، جاء فيها ان رجال الشرطة انهالوا عليه بالضرب ومن ثم أجبروه على خلع معطفه ليلاً، بالرغم من الأمطار التي هطلت بغزارة وبرودة الطقس، وكل ذلك اثناء حراسته لمكان عمل في مدينة بئر السبع. واتضح انه بعد تعرف الشاب على رجال الشرطة ومطالبة والد الشاب منهم بمعرفة سبب التنكيل بابنه، اعتدوا على الوالد ايضًا!

وقع الحادث يوم الاثنين الماضي، حين حضر رجال شرطة من الوحدة الخاصة (اليسام) الى المكان الذي يحرس فيه بلال سليمان الأعسم (18 ونصف)، من قرية تل السبع، والواقع في المدخل الشمالي لمدينة بئر السبع. وحين خرج الشاب لفحص السيارة، وهي من نوع "جي.إم.سي"، نادى عليه أحد رجال الشرطة وطلب منه ان يخلع معطفه وان يقف على السياج بالرغم من برودة الطقس وهطول الأمطار بغزارة.

وحين توجه اليهم مطالبًا ان يرتدي معطفه، قال له رجال الشرطي "اغلق فمك وابق في مكانك"، ومن ثم تقدم اليه رجل شرطة "الوحدة الخاصة"، وهو من أصل أثيوبي، وضربه بجهاز اللاسلكي على رأسه حسبما روى. ونتيجة لذلك وقع بلال على الأرض، ومن ثم نهض فأستل احد رجال الشرطة مسدسه وقال له "لا تتحرك"، ثم توجه أحد رجال الشرطة السبعة، وربط سيارة "الجي.إم.سي" التي تميز رجال الوحدة الخاصة بالعريشة التي يقي بلال نفسه تحتها برودة الطقس اثناء عمله، وقام بهدمها. وبعد ان قاموا بذلك، وفي الوقت الذي كان فيه بلال لا يزال على الأرض مصابًا، غادر رجال الشرطة المكان.

ويقول بلال ": "لم أفهم سبب قيامهم بهذا التنكيل، لأنني لم اصنع شيئًا يغضبهم، ولكني لاحظت الكراهية على وجوههم".
وقد اتصل بلال بصاحب المحل واخبره بتعرضه لعنف من قبل رجال الشرطة. وقد وصل صاحب المحل التجاري الى المكان بسرعة، فوجد ان بلالاً يعاني من صدمة نتيجة اللقاء غير المرتقب مع رجال الشرطة، فأتصل بشقيقه، جهاد، الذي حضر بدوره الى المكان مع الوالد سليمان (44 عامًا).

وقام الوالد بالتوجه الى وحدة المباحث في حارة (أ) في مدينة بئر السبع، ومن هناك تم توجيههم لمركز الشرطة في مركز المدينة.

ويقول سليمان في حديث لصحيفة "الأسبوع العربي": "طلبت مني السكرتيرة التحدث مع الضابط المناوب في شرطة بئر السبع، الذي اخبرته بالأمر، فأدعى ان الحديث ليس عن رجال شرطة، وحين فهم أن ابني سجل رقم السيارة، قال لي باستطاعتك أن تقدم شكوى في قسم التحقيق مع رجال الشرطة".

وقد همّ سليمان وولده بمغادرة المكان، فكانت أن دخلت سيارة الجي.ام.سي التي تعرض رجالها بالضرب لولده بلال، وتعرف عليهم بلال نفسه. ويروي سليمان: "حين توجهت إلى رجال الشرطة وطلبت الحديث معهم من خلال فتح شباك السيارة، رد علي الشرطي الاثيوبي باشارات نابية، فعدت إلى الضابط وسردت له القصة، فقال انا لا استطيع التدخل، وواصل سفره بسيارته، وانا بدوري ركبت سيارتي وغادرت المكان".

ولم ينته الأمر عند ذلك. فبجوار متجر بئر السبع الكبير، على بعد نحو نصف كلم شمال محطة الشرطة، أشارت عليه سيارة الجي.ام.سي بالتوقف، وحين توقف توجه أربعة أشخاص للسيارة وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب، وابقوه في البرد، وطلبوا منه أن يخلع معطفه هو وابنه، إلا أن احد رجال الشرطة منع منهم تنفيذ ذلك. وبعد ذلك قام احدهم بالاعتداء بالضرب على بلال، ومن ثم اغلق باب السيارة برجله بقوة، وطالبوهم بمغادرة المكان، حيث بدأ الشرطي الاثيوبي، باطلاق تصريحاته النابية "يا ابناء الـ..."! "عليكم ان تتركوا الدولة"! و"لقد اكلتم دولتنا"!!. و"لا نريد رؤيتكم هنا"!!!.

ويقول سليمان: "لم نرد على هذه النداءات العنصرية، من شخص حضر بالأمس إلى إسرائيل، لأن أي رد قد يؤدي إلى فتح ملف جنائي لنا، فنتحول بقدرة قادر من مجني عليهم إلى جناة حسب مصطلحات الشرطة".

وقد توجه بلال لتلقي العلاج الطبي في اليوم التالي في عيادة تل السبع، حيث يسكن، وقالت الطبيبة انه يعاني من كدمات في جسمه. وتجدر الإشارة إلى أن سليمان وولده قاما في اليوم التالي أيضًا بتقديم شكوى في وحدة التحقيق مع رجال الشرطة.

وجاء من شرطة النقب الرد التالي: "الموضوع قيد الفحص في وحدة التحقيق مع رجال الشرطة، وبالتالي علينا الانتظار حتى الانتهاء من التحقيق".

التعليقات