31/10/2010 - 11:02

روبرت فيسك: أمريكا تستخدم اللهجة الإسرائيلية نفسها في تبرير الاحتلال

روبرت فيسك: أمريكا تستخدم اللهجة الإسرائيلية نفسها في تبرير الاحتلال
قال الكاتب الصحفي البريطاني المرموق (روبرت فيسك) في مقال نُشر مؤخراً بصحيفة (الانديبندنت) اللندنية أن أمريكا أضحت تستخدم الكلمات نفسها التي تستخدمها (إسرائيل) في تبرير الاحتلال، وأوضح الكاتب أن الرئيس الأمريكي (جورج بوش) قال في كلمته في معهد (أمريكان انتربرايز) بأنه عندما تتم إزالة تهديد الإرهاب وتتحسن الأوضاع الأمنية فإنه من المنتظر أن تؤيد بلاده إيجاد دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار.

ومضى الكاتب قائلاً: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي (آريئيل شارون) يقول بأن الفلسطينيين ربما يمكنهم الحصول فقط على 50 في المئة من الضفة الغربية وبأن جميع أعضاء حكومته الجديدة يدعون إلى إقامة المزيد من المستوطنات في تلك المنطقة. وتساءل الكاتب عن المبرر والسبب الذي يجعل المسلمين يأخذون هذا الحديث بجدية قائلاً: بأنه يجب عليهم عدم فعل ذلك لأن هذا الكلام مجرد حيل وتلاعب بالألفاظ يهدف إلى جعل العرب يؤيدون أو يرضخون على الأقل للاحتلال الأمريكي للعراق.

وقال الكاتب أنه عندما تحتل أمريكا العراق فماذا يمكن للعرب أن يجادلوا به (إسرائيل) فإذا كان الاحتلال الأمريكي للعراق يرمي إلى "إنقاذ العالم من الإرهاب" فإذن لماذا لا تحتل (إسرائيل) وبنفس هذا المفهوم للضفة الغربية "لإبعاد الإرهاب" عن نفسها.

وأوضح (روبرت فيسك) بأن معظم ما جاء في كلمة الرئيس (بوش) بمعهد (أمريكان انتربرايز) قد كُتب بلغة (إسرائيل) حيث أوضح الرئيس (بوش) قائلاً في كلمته بأنه إذا فُرضت الحرب على بلاده بسبب الرفض العراق لنزع سلاحه فإنه سيتم التعامل مع هذا العدو الذي يُخفي قواته المسلحة وراء المدنيين ويمتلك أسلحة رعب والقادر على ارتكاب أي جريمة، وعلق (فيسك) على تلك الكلمات بقوله إن هذه بالضبط لغة (آريئيل شارون).
وأشار الكاتب إلى أنه من المتوقع أن يتم فهم ما جاء بين السطور في كلمة الرئيس (بوش) من تلميحات مفاداها بأنه بعد الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين فإن أنظمة أخرى سوف تتلقى تحذيراً واضحاً بأن دعم الإرهاب لن يتم التسامح والتهاون معه، وتعتبر هذه رسالة موجهة بشكل رئيس إلى سوريا ومن بعدها لإيران ثم لكل جهة أخرى لا تخضع للأمريكيين.

ومضى الكاتب قائلاً: إنه مطلوب حسب المنطق الأمريكي من الجميع وحتى من العرب الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط أن يصدقوا بأنه يوجد في العراق حاكم مستبد وطاغية يعكف على تطوير وإخفاء أسلحة تمكنه من الهيمنة على الشرق الأوسط وإخافة العالم المتحضر وأن نفس هذا الحاكم لديه صلات وثيقة مع منظمات إرهابية وأنه يمكنه تزويدها بوسائل مرعبة لمهاجمة الآخرين.

وأشار الكاتب إلى أنه إذا كان الحديث يدور حول كوريا الشمالية فإنه من الممكن تناسي كل هذا الهراء عن تغيير النظام.

واختتم (فيسك) حديثه بلا شك إلى أن القول بالبقاء في العراق سيكون بقدر ما يكون ذلك ضرورياً وليست يوماً واحداً بعد ذلك، وأوضح الكاتب أن تلك هي الكلمات نفسها التي استخدمتها (إسرائيل) عندما قامت بغزو لبنان في عام 1982م فقد استمر ذلك الاحتلال اثنين وعشرين عاماً وأودى بحياة مئات الإسرائيليين وآلاف الأرواح العربية قبل أن ينتهي.

__________
المصدر: صحيفـة الرياض السـعوديـة

10/03/2003



التعليقات