31/10/2010 - 11:02

صرخة مع السيدة إيمان إبراهيم/سليمان النزال

صرخة مع السيدة إيمان إبراهيم/سليمان النزال
خبر لجوء السيدة الفلسطينية إيمان ,من غزة هاشم, إلى مصر,مضطرة, بحثاً عن حل وعلاج لمعاناتها الرهيبة مع مرض السرطان..لم تجعلني أشعر بمجرد الحزن العادي..فكل حياتنا الفلسطينية أحزان تصنع تلالا من أحزان..و تاريخ آلام الشعب الفلسطيني يسجل مع كل يوم صفحات من العذابات..
و تتعدد الأحزان..تتنوع..أحزان كثيرة ومستمرة بسبب الإحتلال و جرائمه و مسلسل إغتيالاته المجرمة...و أحزان تسببها بعض مراكز فاسدة في السلطة الوطنية الفلسطينية وفي العديد من وزاراتها و هيئاتها و أجهزتها الأمنية..
موضوع السيدة إيمان غالب إبراهيم, أكبر من الحزن..فهي بمعاناتها مع المرض تختصر آلاف القصص المؤلمة للكثيرات من نسوة فلسطينيات صابرات..اللواتي يعانين من التمييز في المعاملة..من فساد و محسوبية و نزعات فئوية تمارسها, أكثر من جهة في طوابق النهب و الإستزلام و الإستفراد العليا..
أما الذين يتشدقون-نفاقا و تمويها- بسلطة القانون تسري على الجميع في غزة و القطاع..هل يفتشون عن قانون بلا عدالة و إنصاف؟هل أكتفوا بالحصول المشبوه على أمتيازات و حقوق على حساب حجب الحقوق عن بقية أبناء وبنات شعبهم من أمثال السيدة النبيلة إيمان غالب إبراهيم؟
نريد ان نفهم..أيوجد إستقلال حقيقي و فعلي بوجه غير إنساني, مشوه..يرتدي قناع كذبة فوق أقنعة أكاذيب؟
الموضوع أكبر من أن يمر بلا إحتجاج..ضد الذين يحاولون أن يصنعوا من عذابات و تضحيات شعبنا أرصدة توضع في بنوك الغرب..
الموضوع ينبغي ان لا يمر بلا نقد شديد, يطال كل الصامتين على اللصوص و أساليبهم و طرقهم الملتوية..العرجاء..في ملء جيوب نرجسيتهم "و قبيلتهم" من مال الشعب الفلسطيني وأموال المساعدات و المنح.. و التبرعات التي لا يتم توزيعها بنزاهة و إخلاص..
إلى متى يستحوذ أولاد الجارية ومفاسدها العليا على حصة" أولاد الجارية" الذين يقدمون التضحيات الجسيمة و قوافل الشهداء الأبرار و كواكب وبواسل الجرحى و الأسرى؟
السيدة المحترمة إيمان إبراهيم..لا تقل شأنا و اهمية وقيمة عن أية إمرأة لوزير فاسد أو مسؤول عن الفساد؟ بل هي أكثر قيمة لأنها لا تنتسب إلى فئة المرتشين و المتخاصمين على إستثمار شخصي لشلالات دمائنا..يدر عليهم نفوذا ودولارات و يدر على فقراء شعبنا مرارة الفقدان.
سنصرخ مع السيدة إيمان مع كل نساء و بنات و ابناء و أبطال شعبنا..ضد الذين يرسلون بعض أفراد عشيرتهم أو اتباعهم إلى باريس و لندن و امريكا للعلاج الفاخر الذي يكلف مبالغ ضخمة, بينما يحرمون جماهير شعبنا المعطاء من أبسط الحقوق,لم نسمع أنها وصلت إليهم عن طريق الوارثة و ما ملكت عائلاتهم قبل تلك الثورة و هذه السلطة الرائعة!
ماذا حدث لنا..بنا ماذا يحدث؟هل تستشهد و تناضل و تتعب و تنزف وتصبر و تتعذب, أكثرية الشعب من اجل ان تفوز أقلية بالمغانم و المناصب..ثم يختلفون على الصغائر..ينسون الإحتلال و مجازره..فيجهزون المكائد من اجل حصة أكبر على أرضية نهب المال العام..؟
السيدة إيمان, تفتش عن علاج في القاهرة..بسبب مرض السرطان الخبيث, و قد أجبرت إجباراً, بعد ان تنكرت لها و لآلامها جهات عليا غير مسؤولة ..ربما-نتمنى ذلك-تحصل السيدة الفلسطينية على علاج و تنقذ حياتها قلوب و ضمائر رحيمة..تشعر مع الإنسان في عذاباته..
لكن الضمائر السرطانية لا دواء لها..فلا هم يستحون و لا هم يحسون بهموم و مشكلات و قضايا شعبهم العظيم..
سياسات الطوابق العليا التي جردت نفسها من أي وازع أخلاقي و إنساني..تنشط في محاولة لنزع أسلحة إنتفاضة الحرية والإستقلال و العودة..و تبذل كل ما في طاقتها لتمييع أهداف الإنتفاضة و للتخلي التدريجي المرواغ عن الحق المقدس لكل الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم السليبة..و حين يتعلق الأمر..بتوفير مقومات الصمود..بتشكيل قيادة جماعية شاملة, ببرنامج سياسي مشترك, تتكاسل, تتجاهل الضرورات الوطنية..تهدد الوحدة الوطنية الفلسطينية , بكل ما إستطاعت فعله من سلوكات مستهجنة..و سياسات غير مفهومة..

لقد قدمت السيدة إيمان إبراهيم الكثير من الطلبات التي تجاهلتها و رفضتها وزارة الصحة الفلسطينية..فلا خير بمتسلط و بيروقراطي لا يستطيع أن يقدم الخير و يد العون لشعبه الذي يعاني من تعدد الطغاة..
كأن القصف اليومي الصهيوني الشاروني المجرم لمنازل و أملاك و قرى و مخيمات ومدن وأحلام و حياة الشعب الفلسطيني ينقص جرائم و مجازر و إغتيالات و ممارسات وحشية تتعارض مع حقوق الإنسان,مع كل المعاهدات و المواثيق الدولية..حتى تمنع الجهات المريضة في سياساتها و سلوكاتها الدواء عن سيدة فلسطينية.
هذه جريمة ضد الإنسان الفلسطيني المطرز جسده بألوان واشكال المقاساة..الموشى بهموم ومكابدات لا حصر لها..
سنصرخ مع السيدة أيمان..و مع كل نساء و بنات شعبنا المرابط الصابر..من أجل عدالة تسود بين الفلسطينين أنفسهم.

التعليقات