31/10/2010 - 11:02

فرقة موسيقية فلسطينية تسعى لبناء جسر موسيقي

-

فرقة موسيقية فلسطينية تسعى لبناء جسر موسيقي
الموسيقى هي أحد الاشياء المؤكدة القليلة في حياة أحمد الخطيب (31 عاما) وهو موسيقي فلسطيني تدرب على الموسيقى بشكل تقليدي، ويقوم هذا الشهر بجولة في الولايات المتحدة ضمن فرقة الموسيقى الشرقية الصغيرة المكونة من أربعة موسيقيين.

ولد الخطيب، الماهر في العزف على العود ، في مخيم للاجئين في الاردن وشاهد وطنه الاصلي لاول مرة في عام 1998 وهو يعمل مع المعهد الوطني الفلسطيني للموسيقى ومقره القدس منذ ذلك الحين. غير أن إسرائيل رفضت تجديد تأشيرة إقامته في عام 2002 وليست لديه فكرة حول ما اذا كان بامكانه العودة الى الضفة الغربية ومتى يكون ذلك.

واجهت الفرقة خلال استعدادها لاول جولة بالولايات المتحدة صعوبات كما حصل الخطيب على تأشيرة دخول الولايات المتحدة قبل ايام قليلة من مغادرته السويد التي يسعى فيها الان للحصول على درجة الماجستير في الموسيقى.

وقال الخطيب "لست متأكدا مما يحمله المستقبل... لكن وضعي مماثل لاوضاع باقي الفلسطينيين وهناك كثير من القصص الاسوأ . فأنا على الاقل تمكنت من ايجاد وسائل أخرى للاستمرار في العمل."

وسيعقد الخطيب وأعضاء الفرقة ورش عمل يعزفون خلالها ويدرسون الموسيقى في كل من واشنطن وفلادلفيا ونيويورك في إطار جولة لجمع تبرعات تنظمها مؤسسة مساعدة اللاجئين بالشرق الادنى الامريكية. وتلك المؤسسة أحد مانحي المعهد الوطني الفلسطيني للموسيقى منذ فترة طويلة. ويسمى المعهد الان باسم الباحث الفلسطيني ادوارد سعيد الذي توفي في عام 2003 تكريما له.

ويعزف الخطيب على العود ويقول انه يتكيف مع تحديات السفر كلاجيء حتى يضمن أن يشاهد الامريكيون وغيرهم ثقافة فلسطينية أصيلة .

وقال "من المهم بالنسبة لي أن احافظ على هذا الجسر لفلسطين... نريد أن نعرض روعة التقاليد ونحافظ عليها في الوقت نفسه ضمن الثقافة."

وساهم سهيل خوري (42 عاما) وهو عضو آخر في الفرقة الصغيرة في انشاء المعهد في عام 1993 كتابع لجامعة بيرزيت ويقول انه يساهم في تحسين حياة الاطفال الفلسطينيين الذين ينشأون في ظل الاحتلال الاسرائيلي.

وكان المعهد يضم عند افتتاحه 40 طالبا وخمسة مدرسين يقومون بتدريس الموسيقى التقليدية والحديثة والموسيقى العربية. أما الان فيخدم أكثر من 600 طالب في رام الله والقدس وبيت لحم ويستضيف معسكرات صيفية ويرعى فرقا موسيقية مبتدئة وأخرى متمرسة.

وقال خوري "اننا جزء من مؤسسة تغير حياة الفلسطينيين." ودرس خوري الموسيقى بجامعة ايوا في الثمانينات ويعيش حاليا في القدس. وأضاف "اذا نظرت الى ما هو متاح امام الاطفال الفلسطينيين... فستجد أنه ليس كثيرا."

وقال بريدجيت روبينز وهو موسيقي أمريكي عاد الى نيويورك في يوليو تموز بعد أن قضى عامين في تعليم الاطفال بالمعهد ان هذا المعهد يتيح ملجأ من التوترات اليومية مع المستوطنين والجنود الاسرائيليين ونقاط التفتيش الموجودة في كل مكان.

وقال روبينز الذي يعلم العزف على العود والناي "ان وجود الموسيقى في حياتهم يحدث اختلافا."

وقال الخطيب ان المعهد يساعد ايضا على الحفاظ على الفنون الفلسطينية التقليدية الاخذة في الاختفاء بعد عقود من الاحتلال وبعد تزايد تأثير الاغاني العربية الحديثة.

وأضاف "في مثل تلك المساحات... لا تعد الموسيقى أولوية بالنسبة لكثيرين."

وتشعر آن راسموسن وهي استاذ موسيقى بجامعة وليام اند ماري في وليامز بورج بفرجينيا بالسعادة لان بامكان طلابها المشاركة في ورشة عمل مع الموسيقيين الفلطسينيين.

وقالت "الشرق الاوسط مكان متنوع .. لكن الاصوات التي نسمعها هنا هي بالدرجة الاولى من مصر والسعودية.. ولذا فمن المهم الحفاظ على المراكز الاقليمية" رغم أنها أشارت الى المشكلات التي يواجهها المسافرون الفلسطينيون دائما.

واذا أخذنا بعين الاعتبار جوازات سفرهم المتنوعة فسنجد أن الفرقة الصغيرة لا يمكنها الالتقاء للعزف معا في المناطق الفلسطينين ولذا فقد اضطر أعضاؤها الاربعة الى التدرب على حفلاتهم في تركيا أوائل الشهر الجاري.

اما العضوان الاخران بالفرقة فهما ابراهيم عطاري الذي يعزف على القانون ويعيش في رام الله وهو ما يمنعه من السفر الى اسرائيل ويوسف حبيش الذي يعزف على الات النقر ويعيش في اسرائيل ولا يمكنه السفر الى الضفة الغربية.

وأنشأ المعهد فرقة شباب فلسطين في عام 2003 والتي تجمع 60 عازفا تتراوح أعمارهم بين 15 و25 من جميع أنحاء العالم لمدة أسبوعين في اغسطس اب من كل عام في الاردن.

ومثلما الحال مع الفرقة الصغيرة لا يمكن لهؤلاء العازفين الشبان الاجتماع في وطنهم بسبب قيود تأشيرات السفر غير أن خوري يعتبر ذلك "مصدر قوة" بالنسبة لهم. وقال ان "الفرقة الموسيقية تتدرب على أمل أن تجتمع هناك يوما ما."

ويأمل المعهد في بناء مزيد من المراكز الاقليمية في نابلس وغزة كما يأمل في أن يمنح في النهاية درجة التعليم الجامعي. وسافر عدد من خريجي المعهد حتى الان لاستكمال دراسة الموسيقى في فرنسا والمانيا والسويد.

وقال خوري "هذا جزء من بناء دولة فلسطينية... هذه هي الكيفية التي تدرس بها الموسيقى في الدول الاخرى. فلما لا يكون الامر نفسه في فلسطين."
-----------------------------------
من أندريا شلال عيسى/رويترز

التعليقات