31/10/2010 - 11:02

فوقية ودجل أولمرت في اسطوانة لقائه مع العرب../ حسن عبد الحليم.

-

فوقية ودجل أولمرت في اسطوانة لقائه مع العرب../ حسن عبد الحليم.
تصريحات مثيرة للامتعاض، وخاصة حينما تكون موجهة إلى الرأي العام العربي أو العالمي. ففي حديثهم للرأي العام العالمي يكثرون من الحديث عن استعدادهم لتقديم «تنازلات مؤلمة»، ويتحدثون أمام العرب عن السلام والاستعداد للقاء القادة العرب في الوقت الذي يتعرض الشعب الفلسطيني للقتل والحصار والتجويع والاعتقال..

التنازلات المؤلمة التي يتحدث عنها أولمرت وليفني وبيرس هي أقل مما رفضه الراحل عرفات في مفاوضات كامب ديفيد وهي كما بات واضحا حدود جدار الفصل العنصري، والتي تعتبر ربما أقل من 70% من الضفة الغربية وقطاع غزة اللتان تعتبران أقل من 22% من أراضي فلسطين التاريخية.

يوم أمس، الثلاثاء، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة ألقاها في مؤتمر للحائزين على جائزة نوبل المنعقد في البتراء، "بترا3"، الرؤساء العرب إلى التقائه لتقديم المبادرة العربية. كما هو معروف، أعرب أولمرت عدة مرات عن معارضته للبنود الرئيسية في المبادرة؛ إلا أنه يريد حصاد نتائجها، التطبيع مع العرب المعتدلين، مع الحفاظ على لاءاته الثلاث؛ لا لعودة اللاجئين إلى ديارهم، لا للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 67، لا للانسحاب من القدس الشرقية.

كما وأنه يرى في استعداده للقاء العرب تنازلا، وقوله بأنه «على استعداد» للقاء العرب المعتدلين، مثير للاشمئزاز ونابع عن موقف فوقي، وكأنه يقدم تنازلات بهذا اللقاء. وعن استعداد أولمرت للسلام؛ نعم هو يتوق للتطبيع مع الدول العربية، ولكن بمعزل عن القضية الفلسطينية، أي سلام وتطبيع مع العرب دون استحقاقات فلسطينية.

ويريد أولمرت لقاء العرب دون شروط مسبقة، من جانب العرب طبعا، لطرح المبادرة العربية التي يعتبرها مواقف عربية مطروحة للتفاوض، وبالمقابل تطرح إسرائيل مواقفها..أي إفراغ المبادرة من مضمونها..

ويدعي المذكورون أن الصراع في الشرق الأوسط هو صراع محاور؛ بين الاعتدال والتطرف، والقضية ليست قضية بلاد تعرضت للسطو؛ ولاحتلال غاشم.
وقال كبير السبط، شمعون بيرس في نفس المؤتمر إن « مشكلة العالم العربي أنه غير قادر على السيطرة على إيران وحماس وحزب الله». بالتأكيد، هو غير مقتنع بحديثه ولكن لا بأس من تسويقه لدى العرب الذين يستقبل لديهم بحفاوة، ويمكنه استهبال العقول والقول أن ليس ضياع فلسطين ولا الاحتلال والسطو والقتل والنهب والتهجير ونظام الأبرتهايد، مشكلة العرب، بل محور التطرف.
واعتبر بيرس أن حماس غير معنية بالمفاوضات والسلام، دون أن يوضح: مفاوضات على ماذا؟ أم يريد أن تفاوض حماس هي أيضا، 13 سنة أخرى حول الأفق السياسي..

وزعم بيرس أثناء تواجده في دولة عربية أن إسرائيل« لم تحتل المناطق الفلسطينية عن سابق إصرار ولم تنو الاحتفاظ بها». نعم والدليل المستوطنات والاحتلال ورفض الانسحاب ورفض إنهاء الاحتلال. وفي أي توقيت يقول ذلك، في الذكرى السنوية الاحتفالية لـ«توحيد القدس»، وهو التسمية الإسرائيلية لاحتلال القدس.

وقال المسكين متباكيا: خرجنا من غزة وأخلينا مستوطنات بمشاعر صعبة. لماذا أطلقتم النار علينا؟ نعم كانتون غزة خرجوا منه وقاموا بإخلاء مستوطنات، هذا صحيح، ولكنهم يحاصرون سماء وبر وبحر غزة، وتنفذ مروحياتهم وطائراتهم عمليات تصفية وهدم منازل، ولا يخرج من كانتون غزة أحد إلا بإذنهم ولا يدخلها إلا بإذنهم.. وأصبحت غزة «سجن غزة المركزي» والسجان شمعون وأولمرت وليفني إلى آخر القائمة، فلماذا يطلقون النار على المسكين..

واعتبر بيرس المبادرة العربية بأنها «موسيقى لم نسمع مثلها في المئة سنة الأخيرة» ويعني بذلك التطبيع الذي هو نتيجة لتطبيق الاتفاق، إلا أنه يحلو لأولمرت وبيرس النظر إلى هذا البند وتجاهل البنود الرئيسية للمبادرة.. بعد أن أكدا أن الظروف غير مواتية للتفاوض مع الفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم..

المشكلة ليست في بيرس وأولمرت بل في العرب الذين يمنحونهم منابر للدجل، مطلوب موقف عربي لا أكثر..

التعليقات