31/10/2010 - 11:02

كمال الشناوي: أنا حزين لأننا لا نعرف أعداءنا الحقيقيين ونبرم معهم اتفاقيات سلام هشة

-

كمال الشناوي: أنا حزين لأننا لا نعرف أعداءنا الحقيقيين ونبرم معهم اتفاقيات سلام هشة
صوته جاء مهملاًَ ومثقلاً من مجمل الأوضاع السياسية والفنية في مصر.. ليس متفائلاً بدور الفن المفترض فيه أنه يعبر عن أوضاعنا. ساحته ـ كما يقول ـ أصبحت مفتوحة على مصراعيها لاستيراد فنون الخلاعة والعُري والإثارة ومن يقلع أكثر يكسب! ويرى أن الفنانين العرب الذين جاءوا إلى مصر طلبا للعمل مؤخراً لم يضيفوا جديدا وأصبحوا يشكلون عبئا على الساحة..

ويرى الشناوي أيضاً أن مصر لها أعداء كثيرون وأن إسرائيل هي العدو الأول بلا منازع.. وكل أفعالها تدل أنها لا تريد لشعبنا خيراً، ومع احترامي لكل الآراء التي استبعدت إسرائيل من أحداث شرم الشيخ الأخيرة فأنا رأيي أنها صاحبة مصلحة فيما يحدث والأيام القادمة سوف تشهد على صحة كلامي.

أنا حزين لأننا لا نعرف أعداءنا الحقيقيين ونبرم معهم اتفاقيات سلام هشة.. وما في القلب يظل به ولن نروق أبداً طالما أن أعداءنا عازمون على قتلنا ويشنون علينا حربا لا هوادة فيها.

أين دور الفنان من مجمل هذه الأحداث؟

فن إيه.. هو فين الفن ده.. الفن كان زمان عندما كان يشارك في الأحداث الوطنية والقومية.. كان حائطا منيعا ضد السلبيات والتجاوزات.. الفن الآن مسخرة وأصبح تجارة رخيصة.. وعندما يتحول إلى إثارة وخلع ملابس فمكانه الطبيعي البارات والمواخير ومادمنا نصفق للخلاعة والمجون أقول على الفن المحترم السلام والله يرحم أيام زمان.

كثير من الفنانين يرون أن دورهم الطبيعي هو الوقوف أمام الكاميرا.. أما السياسة فلها رجالها.. ما رأيك في المعادلة السابقة؟

كلام فاضي.. الفنان إذا لم يشارك في فعاليات الأحداث التي يمر بها الوطن فالمفروض أن يجلس في بيته ويترك الآخرين يعبرون عن أحداث مجتمعاتهم.. هذه نظرة قاصرة وأرفضها تماماً.. الفنان جزء من منظومة الوطن ويعول عليه الكثير في تنوير العقول والمشاركة الجدية في الأحداث.

لكن أصحاب هذا الرأي هم من كبار الفنانين في مصر ولهم شعبيتهم؟

بدون الخوض في أسماء أنا لا أعرف ما معنى أن يقف الفنان مكتوف الأيدي لا يعبر عن مواقف وأحداث وقضايا بلاده.. ده كلام فاضي وسلبية.. وأسألك هل يحدث هذا مع فناني العالم.. الإجابة ببساطة لا.. عندك المخرج الأمريكي مايكل مور هاجم سياسة بوش ووجه له اتهامات خطيرة بخوضه الحرب على العراق وأنتج فيلما تسجيلياً يصور فيه بشاعة الآلة العسكرية الأمريكية في العراق وصور القتلى من الأطفال والشيوخ.. أليس هذا دورا سياسياً من فنان؟ للأسف الفنانون في مصر يمسكون العصا من المنتصف فهم مع الأنظمة تارة ومع شعوبهم تارة أخري وهذه سياسة غريبة لأن الفنان لا يجب أن يكون منحازاًَ إلا للصالح العام وليس في صف الحكام الذين أذاقوا شعوبهم الويل وفرضوا عليهم قوانين جائرة مثل القوانين الاستثنائية والطوارئ وغيرها.

لماذا فقدت شهيتك في السينما رغم أنك واحد من أبرز رموزها؟

سينما إيه؟ فين السينما دي.. لا تحاول استفزازي.. الأفلام النهار ده أصبحت تعتمد على الإفيهات الرخيصة وأنسب مكان لعرضها في جلسة فرفشة أثناء تدخين الشيشة!

هل تشاهد سينما اليوم؟

بطلت.. لأنها لا تعجبني ولا أحب أن أضيع وقتي في تفاهات ولعب عيال!

كانت لديك أحلام وطموحات كثيرة في المسرح. هل تبخرت؟

هل بعد هذا العمر مطلوب مني أن ألهث وراء المسؤولين عن المسرح لاستجداء دور! .. أنا لا أهين نفسي ولا أسمح للآخرين أن يهينوني فأنا في سن لا أتحمل إهانات الصغار وهم أحرار فيمن يرشحون ويختارون والعاقبة في النهاية تقع عليهم.

العاقبة تقع على الجمهور الذي يُحرم من كبار مبدعيه؟

الجمهور ضحية لتصرفات المسؤولين ولسنا نحن.

هل خسرت كثيرا باستبعادك؟

بالتأكيد ولكنني ما زلت أحافظ على كياني واسمي وتاريخي الذي صنعته وهذا هو الأبقى.

فتح الأبواب للمواهب العربية هل أضر الدراما المصرية أم في صالحها؟

الفن المصري خسر كثيراً.. لأن المواهب التي تشتغل في مصر تجيد خلع الملابس.. وللأسف هذه النوعية وجدت كل الأبواب مفتوحة أمامها رغم أن معظمها أنصاف مواهب.. ونحن كفنانين ملتزمين خسرنا كثيراً لأننا لا نجيد هذه الأشكال من التعاملات.

لماذا رفضت نصائح بعض المقربين بترشيح نفسك على منصب نقيب الممثلين في الانتخابات القادمة الشهر القادم؟

أنا لست متحمساً.. ولست على استعداد لقبول الترشيح فأنا في سن لا أستطيع أن أوفي بمتطلبات المنصب.. زمان كان ممكن أن اقبل.. والآن الأمر صعب جداً.

كثير من المراقبين يرون أن جيلك أصبح لا يعبر عن المتغيرات الجديدة في السينما؟

متغيرات إيه.. وكلام فاضي إيه.. يا سيدي السينما الأمريكية هي النموذج الذي تحتذي به كل السينما في العالم لا يزال الكبار لهم نصيب من الكعكة ولهم أدوارهم.. عندنا المسألة مختلفة وشائكة أيضاً لأن هم أي مؤلف أن يكتب للصغار ولا يضع أي اعتبارات للكبار.. يعني أسقطهم من حساباته بالذمة ده كلام.. قولي على سينما في العالم توحد الله تتجاهل الكبار مثلما يحدث عندنا أفلام اليومين دول تفتقر لأبسط مقومات السينما الصحيحة وتتنازل للصغار على حساب الكبار وهذا سر ضعفها وتفاهتها وابتعاد الجمهور الحقيقي عنها.

أنت في حالة غضب من مجمل الأوضاع السينمائية؟

أنا قرفان جداً!

التعليقات