31/10/2010 - 11:02

ليلة سقوط بغداد ، فانتازيا سياسية ترصد واقع الشعوب العربية‏ وتدق ناقوس الخطر

-

ليلة سقوط بغداد ، فانتازيا سياسية ترصد واقع الشعوب العربية‏ وتدق ناقوس الخطر
بمزيج من الكوميديا السوداء والايحاءات الجنسية واسلوب التعبير عن الوطنية مس المخرج محمد امين وترا لدى الجمهور المصري بفيلمه (ليلة سقوط بغداد) وهو من نوع الفانتازيا السياسية.

وصفق المشاهدون بحرارة وهتفوا لدى عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي هذا الشهر وفي عرض خاص للصحفيين يوم الثلاثاء مشيدين بالفيلم الذي يحكي عن أسرة مصرية جريئة تتحدى كل الظروف وتنتج سلاحا سريا لدرء عدوان أمريكي.

ويبدأ عرض الفيلم الروائي في دور العرض السينمائي بمصر يوم الاربعاء ومن المتوقع أن يحقق ايرادات كبيرة.

وعلى عكس الافلام السياسية المباشرة السابقة لمخرجين عرب فان السخرية اللاذعة من المأزق العربي تهديء من حماسة المناشدات الوطنية بتحقيق نهضة مصرية.

وتشير الشخصيات بشكل غير مباشر لوجود طابور خامس داخل المؤسسة المصرية. فالعالم مبتكر السلاح يحتاج جرعات منتظمة من الحشيش وتشتت انتباهه أحلام جنسية تتعلق بوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.

ومما ميز الفيلم الذي صنع في وقت يشهد تغيرات سياسية في مصر الغياب الكامل للحكومة في السيناريو باستثناء ظهور شرطة مكافحة الشغب وهي تقمع المظاهرات.

وقال مخرج الفيلم محمد أمين الذي كان فيلمه السابق (فيلم ثقافي) قد استكشف موضوعات اجتماعية وجنسية في حديث أنه بعد دخول القوات الامريكية بغداد في عام 2003 نحى جانبا كل مشاريعه لعمل فيلم يحذر المصريين من التهديدات التي يواجهونها.

وقال لرويترز "الرسالة للشعب المصري هي أن هناك أخطارا كبيرة في المنطقة تهدد الشعب المصري والشعب العربي كله. الرسالة هي.. نظموا انفسكم."

وتابع "كنت امل أن يعرض الفيلم في الولايات المتحدة ويجب ان يراه الامريكيون ... ليعرفوا الى أي مدى أدى الغزو الامريكي للعراق الى فقد أمريكا لمؤيديها في المنطقة."

والفكرة التي تكررت كثيرا في الفيلم هي مخاوف المصريين من أن الولايات المتحدة قد تهاجمهم ذات يوم بعد أن تفرغ من افغانستان والعراق وسوريا.

ويعاني ناظر المدرسة الذي ينظم برنامج انتاج السلاح من الكوابيس. فهو يرى قوات مشاة البحرية الامريكية تغير على شقته وتلبس أسرته حللا برتقالية وتغتصب ابنته.

ويتخيل الناظر القاهرة تقصف وتحترق والجنود الامريكيون يرفعون علمهم في ساحة مدرسته. وهي صور تحفزه على تطوير السلاح الذي سيفجر الطائرات والصواريخ فور دخولها مصر.

وقالت سناء عبد السلام من هيئة الرقابة الحكومية في حلقة نقاش ان الفيلم يريد ان يقول ان العالمين العربي والاسلامي يعيشان كابوسا أمريكيا مستمرا وان الحضارة الامريكية أفلست تماما الان فلم يعد بوسعها عمل شيء سوى اغتصاب الرجال والنساء.

وقال أمين "أردت ان اصنع فيلما يسهم في الا يحدث ذلك مرة أخرى لاحد."

وأضاف "انها محاولة لانقاذ الوعي. يجب أن ننظر لاي جانب ايجابي حولنا يجب ان نكتشف العباقرة من بيننا... ونعطيهم الفرصة."

وقال احمد فهمي الناقد السينائي "انه فيلم جريء جدا وقراءة سياسية ممتازة للواقع في مصر والمجتمع العربي. انه يظهر مشاعر أسرة مصرية تجاه السياسة الامريكية الظالمة التي تفتقر لادنى قدر من الانسانية."

ووصف نبيل الهجرسي الذي يقوم بدور الطبيب النفسي الفيلم بانه "جرس انذار" للامة العربية.

وقال الهجرسي لرويترز "بعد أن قرأت السيناريو شعرت ان هذا عمل وطني وقومي سيثير فينا اشياء كثيرة كنا نعتقد انها ماتت بداخلنا منذ وقت طويل."

وأضاف "يجب ان نفيق لانفسنا ونعي ما يدور حولنا ومن خلفنا وأمامنا."

الفيلم بطولة أحمد عيد‏‏ وبسمة‏ وحسن حسني‏ وهالة فاخر،.

التعليقات