31/10/2010 - 11:02

ما بين الأصفاد/ بقلم: ناصر أبو شاهين

ما بين الأصفاد/ بقلم: ناصر أبو شاهين
الإنسان يمثل قيمة إنسانية، ليست قيم نفعية أو استعمالية، للوهلة الأولى بالوعي المجرد لما يدور من سياسات مد وجزر للفعل القومي العربي وقمع مدهم بمدنا، وقمعنا بمد الفعل السياسي الضاغط على متطلباتنا الوطنية والقومية. تنحصر القيم الإنسانية بممارسة الضغط الراسي والعامودي واستهدافنا اجتماعيا وسياسيا ووطنيا بسياسة ممنهجة أخلاقيا وأدبيا سطحيا وقمعية إرهابية عمقا.

فالواقع السياسي الحالي وما يدور من مؤامرات تحاك ضد سوريا أرضا وشعبنا وحكومة تحت شعارات لامعة وبراقة أحيانا وعاطفية إنسانية أحيانا أخرى ( حقوق الإنسان- الديمقراطية – الانفتاح الاقتصادي..الخ)، سوف تطول مستقبلا حتى يتمكنوا من إغلاق صفحة القومية واستبدالها بنظم تابعة.

السياسة هي علم وفن واقتصاد وعلاقة الأمم والشعوب، هذا المنهج العام الذي يقودنا في تحليلاتنا الاجتماعية والسياسة، فوحدة الترابط هي عنوان لما يحدث بشكل علني أو سري. لأي حدث كان (حزبا أو شخصا) فللحزب توجهاته وانطلاقاته ومبادئه وبرنامجه وللشخص ثقافته ووعيه، وإبداء رأينا الشخصي وحريته يتطلب منا الإلمام بدقائق الموضوع طارحين ثمرة قناعتنا الشخصية وفق ضوابط معينة لكي لا تستغل وذلك بحدود شرعيتها القانونية.

ومن هذا المنطلق وتوخيا لمتطلباتنا وما يدور حولنا في الجولان، فان فعلنا الوطني والنضالي منذ بدء الاحتلال لم يكن متهاونا بفعل العمل الجماهيري الوطني ونضال مجموعات المقاومة الوطنية، فنحن شعب يقدس شهداءه ويكرمهم ونقدر أسرانا شموع الحرية التي تحترق داخل سجون الاحتلال، لم ننساهم يوما، فهم العين النضالية التي نرى بها لما قدموه ويقدموه من تضحيات في سبيل عزة الوطن وشموخه.

وهنا أعود إلى ما طرح من تساؤلات عن عظام احد المرتزقة الذي اعدم في دمشق عام 1965 والآن أصبحت عظامه تمثل حاجة إنسانية لعائلته ( التي تود زيارة قبره ووضع الزهور عليه)، هذا "حق طبيعي" لعائلتهم فقط ولهم فقط! أما نحن، فلا يحق لنا العيش بإنسانية..ولا يحق لأطفالنا أن تبتسم..ولا يحق لفلاحنا أن يزرع..ولا يحق لنا الارتواء من ينابيعنا.. وقائمة طويلة من المحرمات والممنوعات علينا.
فما يغيظ هنا ان عظام أيلي كوهين موضوع يمكن التحدث عنه مقابل تحرير أسرانا من سجون الاحتلال، فمنذ عام 1967 حتى الآن مرت المنطقة بعدة حروب زج خلالها العديد من مناضلينا في سجون الاحتلال ولم يطرح ملف كوهين كما طرح الآن.

وأخيرا، أود ان أقول كما أسر أسرانا بشموخ وكبرياء نطلب لهم الحرية بنفس الشموخ والعنفوان الذي اسروا به. وهذه مسؤولية الوطن والحكومة السورية بالطريقة التي ترتئيها فان لهم حق على الوطن كما للوطن واجب وحق على كل فرد منا .

التعليقات