25/02/2011 - 10:55

لسعات... مساحة ساخرة ناقدة

«الشعب التونسي العظيم، تحيى تونس الحرة، المجد للشهداء، الحرية للتوانسة، بن علي هرب».

لسعات... مساحة ساخرة ناقدة

 

عنوان مرحلة

 

«الشعب التونسي العظيم، تحيى تونس الحرة، المجد للشهداء، الحرية للتوانسة، بن علي هرب».

 

 كانت هذه  بعض الهتافات التي أطلقها المحامي التونسي عبد الناصر العويني، الذي خرج  حال سماعه بنبأ  هرب بن علي، وشقّ صمت الليل ووجوم حظر التجوال، ليتنفس هواء الحرية ويعبر  بصوته المجروح المنتشي عما يعتمل في صدره طوال عقود من الكبت. 3 دقائق ونصف(من 30 دقيقة)، التقطها مصور مجهول للعويني كانت كافية لتعبر عن نهاية مرحلة وبزوغ فجر جديد. الناشطة السياسية المصرية نوارة نجم قالت في لقاء تلفزيوني أن هتافات العويني كان لها الأثر الكبير على الشباب.

 

 حبوب الهلوسة 

 علمت «لسعات»  أن نقاط الحدود الليبية شهدت اكتظاظًا غير مسبوق في اليومين الأخيرين، وأنّ أعدادًا كبيرة من الشبان تدافعوا للدخول إلى ليبيا  سائلين عن نقاط توزيع حبوب الهلوسة التي تحدث عنها القذافي وابنه!

 

الحبوب في تونس ومصر

 

كما علمت «لسعات» من مصادر في ميدان التحرير وشارع بورقيبة أن  خطابي القذافي وابنه أشعلا الاحتجاجات في مصر وتونس حيث اتهم الثوار عدد من القيادات بأكل حقوقهم، وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة مصير حبوب الهلوسة، على اعتبار أن «كل ثورة وحبوبها».

 

د. عزمي بشارة أدلى بدلوه أيضًا في مسألة الحبوب وتهكم في حوار مع قناة الجزيرة، بالتساؤل: ما قصة هذا البيت مع الحبوب؟

 

الحبوب في الداخل الفلسطيني

موضة حبوب الهلوسة كان لها تداعيات لدينا ايضا حيث اتهم مسؤول في الحزب الشيوعي، في حديث لمراسل «لسعات»،  عناصر من الحزب باستخدام الحبوب لشق الصفوف بعد  موجة الاستقالات بالجملة والتفكك الذي تشهده مؤسسات الحزب (لم يتحدث المسؤول عن عناصر مندسة ولا عن أجندات أجنبية ولم يقحم إيران في الموضوع ولا التجمع ولا حتى  قناة الجزيرة).

 

 

«غيروا محطة»

 وعلى ذكر الجزيرة، تتوجه «لسعات» إلى الإخوان في الجبهة والحزب الشيوعي الذين ينتقدون الجزيرة باستمرار ودون كلل أو ملل،  وتطلب منهم أن يريحونا و«يغيروا محطة» بالله عليكم «غيرو محطة».

 

«القرضاوي سرق المنصة»

كاتب خليجي اعترض على مطالبة الشيخ القرضاوي بفتح معبر رفح، وقال أن «هذا المطلب لم يرد في مطالب الثورة، وأن جميع مطالب الثورة وطنية»!،واتهم القرضاوي بـ «سرقة منصة ميدان التحرير»، وكرّر الاسطوانة المشروخة بأن «إيران تمثل خطرًا حقيقيا على مصر وعلى المنطقة بأسرها».

إن متابعة بعض الكتاب في الصحف الخليجية بحاجة حقا إلى حبوب هلوسة، أينكم يا ثوار ليبيا؟

 

خطاب الجرذان

وصف القذافي في خطابه المحتجين بأنهم «مجموعة فئران وجرذان»(كررها مرات ومرات) و«شبان مخدرون»، ويتعاطون «الحبوب (حبوب الهلوسة)» وألمح إلى الاحتجاجات مدفوعة من قبل «أبو لحية مقملة»، ووصف المتظاهرين ايضًا بأنهم «جراثيم»، وغيرها مما فاضت به قريحته ووصف نفسه بأنه «المجد» و«العزة».  مش معقول يا ناس، ذكرني خطاب القذافي بنكتة تقول "واحد ياباني يقول لشاب ليبي: إحنا أغبى واحد عنا في اليابان يصنع ساعة يد، فرد عليه الليبي بالقول: إحنا أغبى واحد عنا رئيس جمهورية".

 

متاهة  القذافي

كانت متابعة خطاب القذافي الأب مهمة مضنية، زجنا بمتاهات، نقلنا من مكان لآخر دون محطة توقف، ومن موضوع لآخر قبل أن تكتمل الفكرة، تشعب واستطرد وصال وجال حتى أنهكنا. كان خطابه أشبه بسرد الأطفال أو بهذيان الانفلونزا. كم أشفقت على الصحفيين الذين طلب منهم تلخيص خطاب القذافي، فقد أنيطت بهم مهمة شبه مستحيلة، لأن  الرجل «مبيجمعش» كما وُصف يونس شلبي في مسرحية «مدرسة المشاغبين».

 

 

الشمس تشرق من أجله   

يعتقد أن الشمس تشرق على بلاده من أجله، "أنا الذي صنعت ليبيا"، قال، وتوعد بإبادة ما «صنعه» إن أجبر على التخلي عنه، ووصف نفسه بأنه «المجد والعزة والكرامة والصخرة الصماء».  محلل سياسي سُئل عن فحوى الخطاب، فقال: السؤال يوجه للعنوان الخطأ، أبحثوا عن محلل نفسي للصخرة الصماء يا إخوان. وحينما أحضروا محلل نفسي وأسمعوه الخطاب «اتعقد».

 

تونس ليست كتونس

قلة مندسة، مدفوعة  بأجندات أجنبية، مأجورة، مرتزقة،  تشوّه صورة البلاد، الخ..  كلاشيهات جاهزة لمعاداة التغيير. عقلية «إما أنا أو الفوضى»، والتحذير من الضياع من بعد الحاكم، حاضرة في كل مكان بنفس درجة البؤس.

قالوا في مصر «مصر ليست كتونس»،  وفي ليبيا قالوا «ليبيا ليست كمصر وتونس»، ولو عاد بن علي لقال «تونس ليست كتونس».

 

 

يا معمر يا بوشفشوفة

ابتدع الليبيون شعارات بروح الشعارات المصرية، حيث استبدلوا كلمة «النظام» بكلمة «العقيد»، ليصبح الهتاف: «الشعب يريد إسقاط العقيد»، وهو هتاف لم يكن أكثر المعارضين تفاؤلا للقذافي، يحلم بأن يعيش ليراه يتردد في شوارع ليبيا. وفي محاولة لتقليد خفة الدم المصرية  هتفوا «يا معمر يا بوشفشوفة (منكوش الشعر) الشعب الليبي توه تشوفه» من باب السخرية على الطريقة التي يصفف بها القذافي شعره.  أعتقد أنكم ستقولون «المصريون دمهم أخف».. بلا شك، معكم حق!

 

«خلصولنا اياهن»

وزع  ناشطو  التجمع الطلابي  الحلوى في باحة جامعة حيفا احتفالا بربيع الثورات العربية. ويقول أحد الناشطين "كنا نتجنب الطلاب اليهود ونجيبهم بأجوبة استفزازية «أحسن ما يخلصولنا اياهن». ويتابع: قلنا لهم «نحتفل بسقوط الأنظمة الموالية لإسرائيل والولايات المتحدة» ولم يردعهم ذلك وحين رفعنا العيار وقلنا إن هذه الحلوى على حساب أحمدي نجاد، لم ننجح أيضا».. «خلصولنا اياهن» قال بأسى.

 

 

الطالبات يردن إسقاط المديرة

 

ذكرت الصحف السعودية أن مديرة إحدى المدارس السعودية فوجئت بـ35 طالبة يقفن أمام مكتبها، يرفعن شعاراً يقول: «الطالبات يردن إسقاط المديرة».   

 

 سيف أبيه

ليلة الاثنين أطل علينا سيف أبيه بخطاب لا يمكن مقارنته بأي خطاب سابق للرئيسين المخلوعين في تونس ومصر. اللهجة وفحوى الخطاب وتعابير الوجه، والنفسية  التي تقف خلف الخطاب كافية  لمعرفة حقيقة الأوضاع في ليبيا.  القذافي وسيفه كانا أفضل أداة لتعرية النظام الليبي. 

 

 الليبيون يكرهون اللون الأخضر

ألف القذافي الكتاب الأخضر وبنى له مجسمات في كافة المدن، قرر أن يكون لون جواز سفر الليبيين أخضر، وشهادة الولادة خضراء، وبطاقة الهوية والشهادات المدرسية وكل شيء..  أخضر بأخضر، حتى  أصبحوا يكرهون اللون الأخضر حسبما ذكر أحد ناشطي الثورة.

 

المستبد العربي

كاتب سعودي قال: المستبد العربي  يكرر نفس الأخطاء، لا يرى إلا ما يريد أن يراه، لا يتعظ ممن سبقه، ويرى أنه يختلف عن غيره، وأن له خاصية فريدة.

 لا يفكر أن كل المحيطين به مستفيدون منه ويتحكمون به أكثر من تحكمه بهم !  يظن أن الهواء الذي يتنفسه الناس هو إحدى أعطياته للشعب.. ويجب أن يحمدوه ويشكروه عليه. يشعر بأنه نصف إله وأنه نعمة أرسلتها السماء إلى الأرض. ولا يصحو من غيبوبته اللذيذة إلا عندما يسمع الهدير خارج القصر !

 

 

عن السطو في الإعلام

نشر موقع عرب48، قبل أيام تقريرا حول فحوى المكالمة الهاتفية بين عباس وأوباما، نقلا عن مصدر موثوق ومعروف لنا، بعد وقت قصير تناقلت المواقع التقرير دون أن تذكر مصدر الخبر، وفي ساعات المساء أورد موقع واينت الخبر نقلا عن موقع "سما" الإخباري!

شاب أردني سطا قبل سنوات على تقرير نشر في عرب48 ونشره في صفحته في موقع الحوار المتمدن وبتوقيعه الكاتب: فلان الفلاني، حينما أرسلنا له رسالة لوم كان رده «بلطوا البحر»

 

وفي النهاية: دقت ساعة العمل دقت ساعة الزحف، دقت ساعة الانتصار، لا رجوع للوراء، إلى الأمام إلى الأمام..ثورة ثورة! (كما صاح العقيد رافعا قبضته في مشهد هزلي للغاية يستدعي رعاية مخرجي الكوميديا واكتشاف المواهب الهزلية الكامنة في هذا الرجل)


للسعات الأسبوع الماضي أضغط هنا

 

 

 

 

 لإرسال ملاحظات أو أفكار لزاوية "لسعات"

fm.lasaat@gmail.com

 

التعليقات