27/09/2018 - 19:10

عباس: لن نقبل برعاية أميركية "منفردة" لعملية السلام

*لن نقبل بعد اليوم برعاية أميركية منفردة لعملية السلام *إما أن تلتزم إسرائيل بالاتفاقات الموقعة بيننا أو نخلي طرفنا منها جميعًا *"قانون القومية" يقود حتما إلى قيام دولة واحدة عنصرية ويلغي حل الدولتين *لسنا ضد المفاوضات ولم نرفضها يومًا ولن نلجأ إلى العنف والإرهاب مهما

عباس:  لن نقبل برعاية أميركية

(أ ب)

*لن نقبل بعد اليوم برعاية أميركية منفردة لعملية السلام
*إما أن تلتزم إسرائيل بالاتفاقات الموقعة بيننا أو نخلي طرفنا منها جميعًا
*"قانون القومية" يقود حتما إلى قيام دولة واحدة عنصرية ويلغي حل الدولتين
*لسنا ضد المفاوضات ولم نرفضها يومًا ولن نلجأ إلى العنف والإرهاب مهما كانت الظروف
*وضع آليات محددة لتنفيذ قرار الحماية الدولية لشعبنا في أسرع وقت ممكن


أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الخميس، أن "قضية القدس ليست للبيع وحقوق شعبنا غير قابلة للمساومة"، مضيفًا أن "السلام لن يتحقق في المنطقة دون قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وليس في القدس الشرقية، فلا يتذاكوا علينا".

جاء ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة 73، التي انطلقت الثلاثاء وتستمر حتى الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، في نيويورك.

وقال الرئيس الفلسطيني، عباس، إن الفلسطينيين يقاومون الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي بالوسائل المشروعة التي أقرتها المنظمة الدولية، وعلى رأسها المقاومة الشعبية السلمية، كما شدد على رفضه لرعاية أميركية منفردة لعملية السلام، معتبرًا الإجراءات الأميركية الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني، تقوض حل الدولتين.

وشدّد عباس على ضرورة تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وأكد أن "الولايات المتحدة لا تصلح وسيطا منفردًا لعملية السلام، هناك دول الرباعية الدولية وأي دول أخرى بإمكانها لعب دور الوساطة أهلا وسهلا بها، بما في ذلك الدول العربية المقبولة"، وأكد أن الإدارة الأميركية برئاسة ترامب "منحازة لإسرائيل".

وقال إن إسرائيل لم تنفذ قرارًا واحدًا من مئات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن وآخرها القرار 2334، والجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، (86 قرارًا لمجلس الأمن و705 قرارات للجمعية العامة).

خلال كلمة عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ ب)

وتساءل عباس "هل يجوز أن تبقى إسرائيل بدون مساءلة أو حساب؟ وهل يجوز أن تبقى دولة فوق القانون؟ ولماذا لا يمارس مجلس الأمن الدولي صلاحياته لإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها لدولة فلسطين؟".

وأكد عباس "لن نقبل بعد اليوم رعاية أميركية منفردة لعملية السلام، لأن الإدارة الأميركية فقدت بقراراتها الأخيرة أهليتها لذلك، كما نقضت كافة الاتفاقات بيننا، فإما أن تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق".

وقال: "رغم كل ذلك، أجدد الدعوة للرئيس ترامب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان التي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وما جرى بيننا من تفاهمات، حتى نتمكن من إنقاذ عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للأجيال المقبلة في منطقتنا".

وقال إن "حديث الإدارة الأميركية عن ما يسمى ‘صفقة القرن‘، بعد إجراءاتها ضد القدس وملف اللاجئين، أمر يثير السخرية".

وعبر عن استغرابه من تصنيف الكونغرس الأميركي لمنظمة التحرير الوطني الفلسطينية كمنظمة إرهابية، فيما تعترف بها كل الدول على أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

واعتبر الرئيس الفلسطيني أن إدارة ترامب تنكرت لالتزامات الإدارات الأميركية السابقة وقوضت حل الدولتين وكشفت زيف ادعاءاتها بالحرص على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، داعيًا إياها (إدارة ترامب) بالتراجع عن قراراتها "أحادية الجانب".

وتابع "دولة إسرائيل غير معروفة الحدود، وأتحدى لو جئناهم بخارطة وقلنا لهم بينوا لنا حدودكم فإنهم لن يستطيعوا ولن يفعلوا".

وطالب دول العالم التي لم تعترف بعد في فلسطين، الإسراع للاعتراف بدولة فلسطين. وبقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة.

كما طالب المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة "قانون القومية" الإسرائيلي واعتباره تمييز عنصري بحق الفلسطينيين، لنفيه علاقة الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي، وإلغاء حقوقه الوطنية المشروعة، وروايته التاريخية، وقرارات الأمم المتحدة، واتفاق أوسلو. وأضاف أن القانون "خطأ فادح" ويشكل "خطرًا محققًا من الناحيتين السياسية والقانونية". 

وتابع: "لم يعد بمقدورنا تحمل الوضع القائم المتمثل بالاحتلال والفصل العنصري، ونسابق الزمن للحيلولة دون انهيار كل شيء". 

وأكد أنه يتعرض إلى مطالب شعبية بالإقدام على اتخاذ "قرارات صعبة ومصيرية قبل نهاية هذا العام". وقال محذرًا: "إذا لم تتحركوا، ويتحرك معكم المجتمع الدولي بأسره، فسوف تواجهون معنا كل التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تؤول إليها الأمور"، مشيرًا إلى عزمه دعوة المجلس المركزي الفلسطيني للانعقاد لدى عودته إلى رام الله، لاتخاذ قرارات "يتوجب تنفيذها".

وقال "لم يُطلب منا أبدا الجلوس على طاولة المفاوضات ورفضنا، العديد من الدول الأعضاء توجهت إلينا بشكل مباشر وطالبونا بالتفاوض ووافقنا فيما رفض نتنياهو والحكومة الإسرائيلية".

 وأكد الرئيس عباس مرة ثانية على رؤيته لمبادرة السلام: "دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 67"، مؤكدا "عاصمتنا القدس الشرقية وليست في القدس الشرقية ولا سلام بغير ذلك".

وركز عباس على المخاطر التي تقوّض أي إمكانية للسلام ممثلة بالخطوات الإسرائيلية وإنهاء حل الدولتين عبر الاستيطان المتسارع، وسرقة الأراضي الفلسطينية، والخطوات الأميركية المجحفة والعقابية.

وأكد أن المجلس الوطني "اتخذ قرارات هامة تُلزمني بإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية، السياسية والاقتصادية والأمنية على حد سواء، وفي مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت دون سلطة، وتعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، إلى حين اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والتوجه للمحاكم الدولية (بما فيها المحكمة الجنائية الدولية)، للنظر في انتهاكات الحكومة الإسرائيلية للاتفاقات الموقعة، وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".

وأشار إلى أن "هناك اتفاقات مع إسرائيل، وقد نقضتها جميعا، فإما أن تلتزم بها أو نخلي طرفنا منها جميعا وعليها أن تتحمل مسؤولية ونتائج ذلك". وقال إن "إسرائيل تريد تدمير وحدة الضفة الغربية المحتلة بمحاولة تدميرها قرية الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة".

وأضاف "الشعب الفلسطيني ليس شعبًا زائدًا على وجه الكرة الأرضية (...) نريد حق تقرير المصير لشعبنا".

وشدد عباس على أن السلطة الفلسطينية لن تتحمل من الآن فصاعدًا أي مسؤولية في قطاع غزة، وقال إن السلطة التزمت بكافة اتفاقتها بشأن المصالحة الفلسطينية، وأضاف أنه "بعد أيام ستكون أخر جولات الحوار للمصالحة الفلسطينية وبعدها سيكون لنا شأن آخر".

وقال: "هناك اتفاقات مع حركة حماس وآخرها اتفاق 2017 إما أن تنفذها بالكامل أو نكون خارج أية اتفاقات أو إجراءات تتم بعيدا عنا ولن نتحمل أية مسؤولية".

 

التعليقات