استشهاد الولي يستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذ الأسرى المرضى

المؤسسات والحكومات الأوروبية الغربية تطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور شاليط منذ ما يقارب خمس سنوات، تخرس وتصاب بالعمى والطرش حيال قضية أكثر من ستة ألاف أسير فلسطيني قضى 41 منهم أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال و 136 قضوا عشرين عاماً فما فوق

استشهاد الولي يستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذ الأسرى المرضى
قال الأسير المحرر راسم عبيدات والناشط في قضايا وشؤون الأسرى إن استشهاد الأسير المحرر العربي السوري سيطان الولي، والذي توفي صباح يوم أمس الأحد إثر مرض عضال ألم به جراء سنوات الاعتقال الطويلة التي قضاها في سجون الاحتلال والتي امتدت لقرابة 23 عاماً، تستدعي من كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية ضرورة التدخل العاجل من أجل حياة أسرانا في سجون الاحتلال، وبالذات المرضى والمعزولون منهم، حيث يتعرضون إلى عمليات تعذيب ممنهجة وإهمال طبي متعمد وقتل بطيء.
 
وأضاف أنه جراء سياسة الإهمال الطبي استشهد العشرات من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن الأسير سيطان الولي والذي اعتقل في عام 1985 نتيجة لقيادته مجموعة من حركة المقاومة السرية في الجولان، قد سبق وأن استشهد ابن قضيته ومجموعته الأسير المناضل هايل أبو زيد بمرض عضال أيضا بعد عشرين عاماً قضاها في سجون الاحتلال، حيث أطلق سراحه نتيجة خطورة حالته الصحية وإصابته بمرض سرطان الدم " اللوكيميا" في أواخر كانون أول/2004، وليستشهد في السابع من تموز /2005 .
 
وأشار عبيدات إلى أن كلا من الشهيدين أبو زيد والولي كانا من قادة الحركة الأسيرة في السجون ومن أعلامها، ولعبا دوراً بارزاً وهاماً على صعيد قيادة الحركة الاعتقالية وتأطيرها وتنظيمها، ووقفوا على رأس معاركها النضالية دفاعاً عن حقوقها ووجودها ومنجزاتها ومكتسباتها (معارك الأمراض الخاوية)، وقد مثلوا حالة نموذجية وإيجابية وثورية للأسرى في السجون، ورفضوا أي شكل من أشكال المساومة على حريتهم، رغم الكثير من الضغوطات التي مورست عليهم من قبل إدارات السجون وأجهزة مخابراتها.
 
وأضاف أن الولي استشهد بعد صراع طويل مع المرض، وأن استشهاده يجب أن يكون بمثابة ناقوس خطر وضوء أحمر للسلطة الفلسطينية ولكل الأحزاب والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، وأنه من الضروري والملح العمل بشكل جدي على تدويل قضية أسرانا في السجون الاحتلال، والذين يتحولون من شهداء مع وقف التنفيذ الى شهداء فعليين.
 
وتابع أنه آن الأوان لتوثيق كل ما يرتكب ويمارس من جرائم وقمع بحق أسرانا في سجون الاحتلال ومركز تحقيقه وزنازينه، ورفعها الى مؤسسات الأمم المتحدة، وكذلك ضرورة رفع قضايا أمام المحاكم الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة، لجلب مرتكبي تلك الجرائم من قادة الاحتلال وأجهزة مخابراته الى المحاكم الدولية ومحاكمتهم كمجرمي حرب، فالخطر والممارسات التي يتعرض لها أسرانا في سجون الاحتلال يستوجب ذلك، حيث يعزل العشرات من الأسرى والقادة في زنازين عزل خاصة منذ سنوات ويتعرضون لعمليات قتل ممنهجة بقصد كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم.
 
وشدد عبيدات في تصريحه على أنه على المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية الكف عن استخدام المعايير المزدوجة و"تعهير" القيم والمبادئ والمعايير الدولية. ففي الوقت الذي تطالب فيه تلك المؤسسات والحكومات الأوروبية الغربية بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور شاليط منذ ما يقارب خمس سنوات، تخرس وتصاب بالعمى والطرش حيال قضية أكثر من ستة ألاف أسير فلسطيني قضى 41 منهم أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال و 136 قضوا عشرين عاماً فما فوق.
 
وختم عبيدات تصريحه بالطلب من آسري الجندي الإسرائيلي المأسور شاليط بضرورة العمل على إتمام صفقة تبادل مشرفة يكون الأسرى المرضى والمعزولين على رأسها.

التعليقات