31/10/2010 - 11:02

تقرير رسمي: اتساع الفجوات الصحية بين اليهود والعرب في اسرائيل

تمييز ضد العرب في المجال الصحي والمتمثل بتدني نوعية الخدمات الصحية* متوسط الاعمار لدى العرب في اسرائيل لم يسجل ارتفاعا في العقد الاخير مقابل استمرار ارتفاع متوسط الاعمار لدى اليهود!!

تقرير رسمي: اتساع الفجوات الصحية بين اليهود والعرب في اسرائيل
افادت معطيات نشرتها وزارة الصحة الاسرائيلية امس الاثنين بان الفجوات في الناحية الصحية بين العرب واليهود في اسرائيل اتسعت مؤخرا.

وقالت صحيفة هآرتس اليوم الثلاثاء ان معطيات عرضها المركزي الوطني لمراقبة الامراض في وزارة الصحة الاسرائيلية خلال مؤتمر صحفي امس اظهرت فجوات كبيرة في مجال الصحة بين اليهود والعرب في المجال الصحي وذلك في اول تقرير شامل حول اوضاع صحة الجمهور العربي في اسرائيل.

واشار التقرير الى ان ثمة فارق سلبي بمعدل 3.4 سنوات بين متوسط اعمار الرجال العرب مقابل اليهود و4 سنوات بين متوسط اعمار النساء العربيات مقابل اليهوديات.

واضاف التقرير ان متوسط الاعمار لدى العرب في اسرائيل لم يسجل ارتفاعا في السنوات العشر الاخيرة مقابل استمرار ارتفاع متوسط الاعمار لدى اليهود.

كذلك اتسعت الفجوات بين العرب واليهود فيما يتعلق بنسب الوفيات جراء امراض القلب والسكري وسرطان الرئة واتباع العرب نمط حياة ضار مثل التدخين والسمنة الزائدة وعدم ممارسة الرياضة.

وتبين من التقرير الرسمي ان نسبة الوفيات جراء امراض القلب لدى الرجال العرب كانت اعلى بـ28.4% منها لدى اليهود بينما كانت نسبة وفيات النساء العربيات جراء امراض القلب اعلى بـ66.5% منها لدى النساء اليهوديات.

الجدير بالذكر ان متوسط الاعمار ووفيات الاطفال يعتبران اثنان من المقاييس المركزية في العالم للوضع الصحي للمجتمعات.

وقال تقرير وزارة الصحة الاسرائيلية انه خلال العقد الاخير توقف الانخفاض الحاصل في وفيات الاطفال لدى العرب المسلمين عند 8.6 لكل الف ولادة.

وتعتبر هذه نسبة مقلقة ومرتفعة كثيرا عن الوضع لدى اليهود والعرب المسيحيين في اسرائيل.

وترتفع نسب وفيات الاطفال بشكل خاص لدى الاطفال العرب البدو في النقب حيث يتوفى 14.6 طفلا من كل الف ولادة مقارنة بـ5.2 لدى السكان اليهود في المنطقة ذاتها.

لكن تقرير وزارة الصحة الاسرائيلية لا يشير الى الاسباب التي ادت الى حدوث هذه الفجوات في المجال الصحي بين العرب واليهود في اسرائيل.

رغم ذلك يشير معدو التقرير الى امكانية ان هذه الفجوات تتعلق بفوارق مثل نوعية وقرب الخدمات الصحية العامة في المستشفيات وصناديق المرضى وخدمات الاسعاف الاولي لدي الوسطين العربي واليهودي.

وجاء في التقرير الذي اعده مركز صحة الجمهور العربي في المركز الوطني في وزارة الصحة الاسرائيلية جلال طربيه انه "يتوجب فحص الاسباب المتعلقة نسبة الوفيات جراء امراض القلببين اليهود والعرب عموما وبين النساء العربيات واليهوديات خصوصا".

واضاف انه "يتوجب فحص الفوارق بين اليهود والعرب فيما يتعلق بقرب الخدمات الصحية بيما في ذلك خدمات الطواريء الصحية والمستشفيات".

ولفتت صحيفة هآرتس الى ان مراقب الدولة الاسرائيلي كان قد طلب من وزارة الصحة قبل ثلاث سنوات اجراء تحقيق في اسباب وجود الفجوات في الناحية الصحية بين العرب واليهود في اسرائيل وفحص مدى ارتباط ذلك بنوعية العلاج الطبي مثل الكشف عن الامراض في مراحل مبكرة وانواع العلاج المقدمة للمواطنين في كلا الوسطين.

الا ان وزارة الصحة لم تذعن لطلب مراقب الدولة ولم يتم خلال السنوات الثلاث الماضية اجراء أي فحص او تحقيق جدي بهذا الخصوص.

وقالت هآرتس ان رئيس المركز الوطني لمراقبة الامراض بروفيسور مَنفريد غرين رفض خلال المؤتمر الصحفي امس الاجابة على سؤال حول العلاقة بين نوعية وقرب العلاج الطبي من التجمعات السكينة والفجوات في المجال الصحي بين اليهود والعرب.

وفي المقابل نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في وزارة الصحة الاسرائيلية قوله انه "يمكن تفسير الفجوات بين اليهود والعرب بوجود تمييز من ناحية قرب الخدمات الطبية (من المدن والقرى العربية) وبالفوارق في نوعية الخدمات الطبية ومستوى الدخل.

"وثمة علاقة واضحة بين القدرة الاقتصادية على استهلاك خدمات طبية مثل شراء ادوية وخدمات طبية ضرورية اخرى".

ولفت المسؤول الصحي الى ان "وزارة الصحة تفضل عدم فحص وعدم التحقيق في مثل هذه النواحي كما انه لا يتحمل مسؤولية حيالها على الرغم من ان واجبها الاساسي هو الحفاظ على صحة جميع المواطنين من دون أي تمييز".

التعليقات