31/10/2010 - 11:02

مركز مكافحة العنصرية :إفتتاح الخط الساخن ضمن "حاصر حصارك"/هاشم حمدان

هذه العنصرية الإسرائيلية ليست مسألة جانبية ولا هي ظاهرة مرافقة أو عارض من عوارض المواجهة ، بل هي بنيوية وجوهرية

مركز مكافحة العنصرية :إفتتاح الخط الساخن ضمن
لم يعد خافياً على أحد أن الجماهير العربية الفلسطينية ،التي إختارت أن تبقى في وطنها في أرض الآباء والأجداد، عانت ولا تزال تعاني، من ضمن ما عانته ولا تزال تعانيه، الأمرين جراء التمييز العنصري ضدها على كافة المستويات.

وبالرغم من كوننا سكان البلاد الأصليين بمعنى أننا أصحاب الأرض والماء والهواء والبلد والدار،إلا أن هذه الحقيقة تتجاهلها عمداً حكومات إسرائيل المتعاقبة،ونحن وإن كنا نسمع بعض التبجح بمنح العرب بعض فتات الحقوق، إلا أن ذلك لا يصم الآذان عن نباح العنصرية الذي يتزايد يومياً بشكل مطرد، ولا يحجب رؤية مظاهر العنصرية التي باتت تشهد حضوراً يومياًً في حياة أي عربي يعيش في وطنه.

لذلك فلا عجب أن تنادت القوى والأحزاب الوطنية وتشكلت منظمات وجمعيات ومراكز لمكافحة العنصرية والتصدي لمظاهرها.
وفي هذا الإطار أعلن مؤخراً عن إفتتاح خط ساخن من قبل مركز مكافحة العنصرية ضمن مشروع "حاصر حصارك".
وفي بيان لوسائل الإعلام جاء:
"مركز مكافحة العنصرية يعلن انطلاق مشروعه المركزي "حاصر حصارك". ضمن المشروع
سيتم افتتاح خط ساخن رقم 8510611-04 وسيقوم متطوعو وناشطو المركز بتلقي شكاوى
المواطنين العرب الذين يتعرضون لأي سلوك عنصري. لقد قام المركز بكل الترتيبات اللازمة والتي تشمل:
1- امتلاك برمجية لتسجيل الحالا ت الواردة وتتبعها وايضا بناء بيانات احصائية .
2- تدريب وتفعيل طاقم من الناشطين والمتطوعين ( نقوم حاليا بالتحضير لمجموعة ثانية)
3- تحضير حملة اعلامية التي إنطلقت في 20/9 ولمدة شهر .
4- تحضير برنامج عمل خلال ايام الذكرى ل13 شهيدا خلال هبة اكتوبر".

يشار إلى أن المركز قد تأسس قبل سنتين، ومنذ ذلك الحين عمل على تدريب وإعداد متطوعين وناشطين بالإضافة إلى كتابة الرسائل إلى وسائل الإعلام والجهات المختصة والأطراف المعنية بما يتعلق بالقضايا التي يعالجها المركز.
وفي حديث لعرب 48 مع المدير العام للمركز السيد بكر عواودة حول هذه المبادرة قال:

"المبادرة تنطلق مع الذكرى الرابعة "لأحداث اكتوبر الدامية" وسترافق بنشاط اعلامي واسع يشمل غالبية وسائل الإعلام . التوقيت لأطلاق المبادرة ليس صدفة وياتي في سياق التأكيد على ان "هبة اكتوبر" هي حدث معبر ومكون ومبلور في هوية ومكانة الأقلية الفلسطينية في اسرائيل.
يهدف المشروع لبناء مركز معلومات اساسي حول التصرفات العنصرية تجاه المواطنين العرب في اسرائيل. بواسطة الخط الساخن الذي سيعمل 24 ساعه يوميا حيث سيتم استقبال شكاوى كل من تعرض لتصرف عنصري من افراد او من اجهزة السلطة".

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى إتساع هذه الظاهرة، وبتنا نسمع يومياًً عن إعتداءات وقعت هنا وأخرى هناك.ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الحوادث التي قام موقع عرب 48 بالنشر عنها مؤخراً:

تصريحات عنصرية على مستوى أعضاء كنيست: "هذا وكان نائب وزير الامن، عضو الكنيست زئيف بويم، قد تساءل خلال كلمة القاها في شباط 2004 ، خلال مراسم اقيمت بمناسبة مرور 26 عاماً على عملية الهجوم التي وقعت ضد حافلة اسرائيلية على الطريق الساحلي(عملية الشاطىء)، قرب تل ابيب، عن العوامل المسببّة لما أسماه "الارهاب الاسلامي بشكل عام والارهاب الفلسطيني بشكل خاص"، وقال: "ما الذي يوجد في الاسلام بصفة عامة، ما الذي يوجد لدى الفلسطينيين بصفة خاصة: وهل هي مشكلة ثقافية ام عيب وراثي . شيء لا يمكن تفسيره في تصرفهم الدموي المستمر" .وسارع زميله عضو الكنيست يحيئيل حزان (من كتلة الليكود)، ايضا، الى مساندة اقوال بويم هذه والاطراء عليها، بقوله ان "مشكلة العيب الوراثي لدى العرب هي مشكلة لم تتعرض للبحث والدراسة بعد، الا انه يعرف من خلال تجربته بان اقوال بويم هذه صحيحة"

تصريحات عنصرية على مستوى سلطات محلية: ناقشت الهيئة العامة للكنيست، التصريحات العنصرية لرئيس وأعضاء في بلدية اشكلون، يمثلون حزب "عام احاد" وحزب "شينوي" وكذلك حزب الليكود، حيث طالب هؤلاء بطرد العمال العرب، وعدم السماح لهم بالتجول أو زيارة المدينة، لأنهم حسب أقوال هؤلاء المحرضين يقومون بمضايقة سكان اشكلون اليهود.

ولم تخل حتى الملاعب الرياضية: "وفي دربي بيتح تكفا، شهدت هذه المباراة حادثة عنف جسدي بين أوهيد كوهين حارس مرمى مكابي بيتح تكفا ومنور حسن لاعب هبوعيل بيتح تكفا، وفي نفس المباراة هتف جمهور هبوعيل بيتح تكفا تجاه لاعب مكابي العربي سليم طعمة.

وفي المباراة التي جمعت بني يهودا ومكابي أخاء الناصرة، هتف مشجعو بني يهودا بالعديد من الهتافات العنصرية، مثل: "الموت للعرب".

عنصرية الشرطة: "ويبين التقرير الذي أعدته المؤسسة العربية عن أحداث البعنة، والذي تضمن وصفا مفصلا عن عمليات الهدم وما رافقها من اعتداءات وحشية من قبل الشرطة على الأهالي، ان عملية الهدم المخطط لها بعناية فائقة من قبل مسؤولي الشرطة كانت أكثر من مجرد عملية هدم، وان الشرطة الإسرائيلية ارادت بذلك نقل رسالة إلى الجماهير العربية، وخاصة في اعقاب توصيات لجنة أور، مفادها ان الشرطة ما زالت تتعامل مع المواطنين العرب من منطلقات العنصرية والعداء، والتعامل مع العرب كأعداء وليس كمواطنين".


ويضيف السيد عواودة :" يعطي المركز أهمية كبيرة لتشجيع الجمهور على الإتصال وتسجيل الشكوى في المركز، والحديث هنا عن الجماهير العربية، وسيقوم المركزبتوثيق ومتابعة كل الشكاوى التي تصل اليه.لذلك فكل عربي يتعرض لإعتداء أو معاملة أو سلوك ضده من منطلقات عنصرية، أضف إلى ذلك الشعارات العنصرية التي تكتب على الجدران ، أو الهتافات العنصرية التي تسمع بين الحين والاخر، فإننا نناشده أن يقوم بإبلاغنا بذلك ، ونحن بدورنا نتعهد بمتابعة الموضوع على جميع الأصعدة، أضف إلى ذلك أننا سنقوم بكتابة تقارير ونشرها على وسائل الإعلام بشكل أسبوعي وشهري وسنوي".

ويتضح بشكل خاص من نتائج الاستطلاع ان السيناريوهات الممكنة التي تشير الى تدهور مكانة العرب تلاقي توقعات عالية من قبل المشاركين: 63% يتوقعون تعاظم التمييز ضد العرب في إسرائيل، و63% يتوقعون اتساع الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين العرب واليهود، و62% يتوقعون إخراج أحد الأحزاب أو الحركات العربية من اطار الشرعية (خارج القانون)، و45% يتوقعون تحوّل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد.

يشار إلى أنه منذ الساعات الأولى لليوم الأول من إفتتاح الخط الساخن تلقى المكز العديد من الشكاوى، ويقول السيد عواودة:
من ضمن الشكاوى التي تلقيناها منع عربي من الدخول إلى بركة سباحة في "الكرايوت" قرب حيفا،قبل عدة أسابيع لأنه عربي. إحتجاز عربي على مدخل مطار اللد لمدة ثلاث ساعات وتفتيش سيارته تفتيشاً دقيقاً، علماً أنه كان مسافراً من تل ابيب إلى القدس ودخل المطار لأنه ضل طريقه. طرد ثلاث صبايا عربيات من ال" كانتري كلاب" في "نتسيرت عيليت" بذريعة أن المكان مخصص لليهود فقط ".

وقد تلقى المركز أيضاً إتصالات هاتفية عديدة مرحبة بالفكرة وعلى إستعداد لمد يد العون والتبرع والتطوع.وكان من بينهم أحد المحاضرين في الجامعة العبرية والذي أبدى إستعداداً لتقديم مساعدة أكاديمية مثل الإحصاء وتحليل المعلومات.ومن بينهم أيضاً صحافية متقاعدة وأبدت إستعداداً لكتابة المواد والرسائل باللغة العبرية تطوعاً منها.واتصل أفراد كثيرون ممن يرغبون بالتطوع في أوقات فراغهم.بالإضافة إلى وسائل إعلام تطوعت بالمساهمة في نشر المواد والتقارير.

التعليقات