لا تقتصر موجة العنصرية التي تغرق إسرائيل على الأقوال فقط، وإنما تعهدتها إلى الأفعال واتساع ظاهرة قيام فتية يهود، على الأرجح أنهم محرضون، بالاعتداء على سائقي سيارات الأجرة الفلسطينيين المقدسيين.
ووصل الأمر بأحد هذه الاعتداءات إلى رقود السائق المقدسي زياد القواسمي في المستشفى بعد اعتداء الفتية اليهود عليه وتسببوا بكسر في أنفه، بعد أن صعدوا إلى سيارة الأجرة في منطقة "كيكار هحتولوت".
وأكدت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي في تقرير حول هذه الظاهرة بثته مساء اليوم، الأربعاء، على أن هذا الاعتداء ينضم إلى سلسلة طويلة من الأحداث العنيفة والتهجمات الكلامية على سائقي سيارات الأجرة المقدسيين، خلال الأسابيع الماضية. وأضافت أنه تم اعتقال خمسة من هؤلاء الفتية.
وتبين أن "النواة الصلبة" تضم عدة عشرات من الفتية اليهود، ومعظمهم قاصرون وضعوا أمامهم هدفا بجعل السائقين العرب ييأسون من العمل ومنعهم من كسب رزقهم.
وحول طريقة عملهم، فإن هؤلاء الفتية يحيطون بسيارة الأجرة ويطالبون، وأحيانا يهددون، المسافرين بألا يدخلوا إلى سيارة الأجرة إذا كان السائق عربيا.
ووثق التقرير المصور أحد الفتية يقول لسائق عربي: "سأبقى هنا ولن أدعك تكسب رزقك". وأضاف الفتى: "لن أسمح لك ولا لأي عربي بأن يحاول كسب الرزق في هذه المدينة".
وقال أحد السائقين المقدسيين أن هذه الظاهرة بدأت في أعقاب خطف وقتل المستوطنين الثلاثة قبل حوالي ثلاثة شهور. وأضاف أن هؤلاء الفتية ينزلون المسافرين من سيارات الأجرة التي يقودها عرب.
وأظهر شريط مصور آخر قيام شبان يهود في "كيكار هحتولوت" بإلقاء الحجارة باتجاه شبان عرب مروا في المنطقة.
وقال الناشط في منظمة "عير هاميم" الحقوقية الإسرائيلية، أفيف تتارسكي، أنه ومجموعة أشخاص ينظمون دوريات في محاولة لمنع الاعتداءات على العرب، لكنه شدد على أنه ليس بمقدور هذه الدوريات منع الاعتداءات وأن أكثر شيء يمكن فعله هو استدعاء الشرطة.
التعليقات