25/03/2015 - 19:16

"تفشي العنصرية يستوجب إعادة النظر بالبرامج التربوية"

مؤتمر جمعية حقوق المواطن يتناول مظاهر العنصرية المختلفة في المجتمع وتبعاتها على الجو العام في المدارس

عقدت جمعية حقوق المواطن أمس، الثلاثاء، وللسنة الثالثة على التوالي مؤتمرها السنوي الخاص بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، وذلك بالتعاون مع مقر التعليم المدني في وزارة التربية والتعليم وكلية "سمينار هكيبوتسيم".

وتناول المؤتمر، الذي شارك فيه عشرات المربيات والمربين والمحاضرين والمسؤولين في كليات إعداد المعلمين، مظاهر العنصرية المختلفة في المجتمع، وتبعاتها على الجو العام في المدارس، كما تطرق إلى طرق التعامل التربوية مع مظاهر العنف والتمييز والإقصاء.

وشددت مسؤولة قسم مواضيع الآداب والعلوم الاجتماعية في وزارة التربية والتعليم، اليراز كراوس، على أهمية النشاطات التربوية لمناهضة العنصرية. بدورها استعرضت رئيسة مقر التربية المدنية في الوزارة، دانا فريدمان، النشاطات التي يقوم بها المقر في جهاز التعليم، ودعت المدارس إلى القيام بنشاطات ودورات استكمال لتأهيل الطواقم التربوية لمواجهة العنصرية.

من جانبه قال مدير قسم التربية على حقوق الإنسان في جمعية حقوق المواطن ، شرف حسّان، ، إن "هنالك أهمية خاصة للتفكير التربوي لمكافحة العنصرية، خاصةً على ضوء الازدياد الملحوظ بمظاهرها في المجتمع. في العقود الثلاثة الأخيرة، جربت برامج تربوية عديدة في جهاز التربية والتعليم، ولكن تفشي العنصرية يستوجب إعادة النظر في هذه البرامج وفي المفاهيم التي بنيت وفقها. هذا المؤتمر بمثابة فرصة لإعادة التفكير بالطرق التربوية القائمة وتحديثها".

وأضاف: "لقد ذهل الجميع من التصريحات العنصرية ضد العرب والنساء والشرقيين وآخرين خلال الانتخابات الأخيرة، ولكن التصرفات والتصريحات والأقوال المذهلة بالفعل، هي تلك التي تقال وتحدث في صفوف وباحات المدارس".

وفي هذا السياق، نوه حسّان أن جمعية حقوق المواطن أصدرت في هذا الأسبوع كتاب جديد باللغتين العربية والعبرية، يوفر أدوات للتعامل التربوي مع سلوكيات عنصرية في الصف والروضة، ويقترح طُرُقاً للدمج بين التربية المناهِضة للعُنصرية في مواضيع دراسية عديدة، بما فيها تلك التي يُمكن أن تُعتبر غير مناسبة لهذا الموضوع مثل الإنجليزية والرياضيات والعلوم .

من ناحيته، قال الباحث البروفيسور يهودا شنهاف خلال مداخلته التي طرح من خلالها تعريف جديد للعنصرية أنه "بالعادة، لا نحب أن نفكر عن أنفسنا على أننا عنصريون ولا أن نعترف بأن العنصرية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا. ولكن، للأسف، العنصرية هي ظاهرة ثقافية واسعة موجودة في كل مجتمع. ولهذا علينا أن نسأل ’ما هي العنصرية؟’ بدلاً من ’من هو العنصري؟’. في كل مجتمع هناك فروق بين بني البشر على أساس لون البشرة ومبنى الوجه أو الجسم. تبدأ العنصرية في اللحظة التي نُصنّف فيها أناساً على هذا الأساس ونستعمل هذه الفروق لنفسّر دونية اجتماعية وتخلفاً ثقافياً، وبذلك نمنحها الشرعية؛ تبدأ العنصرية في النقطة التي نبدأ فيها بتصنيف الناس على أساس خصائص مختلفة وننسب إليهم صفات وقُدرات دونية أو تفوّق من خلال استعمال مصطلحات بيولوجية، ثقافية أو اجتماعية." وتطرق شنهاف إلى التصريحات العنصرية التي أطلقت خلال الانتخابات من قبل القيادات والشخصيات المختلفة مشيراً إلى مدى وعمق عنصريتها.

وتمحورت مداخلة البروفيسور مرسيلو فاكسلير، من كلية "سمينار هكيبوتسيم"، حول طُرق تربوية قادرة على التعاطي مع مظاهر العنصرية والتمييز في الصف من خلال فرضية أساسية مؤدّاها أنه كلما تدرّب التلاميذ في حياتهم اليومية وفي الصف على خيارات بديلة للعلاقات بين أشخاص مختلفين فإنهم يذوّتون سلوكيات ومشاعر وتفكير مركّبة مناهضة للعنصرية والتمييز.

وجرى نقاش في مناظرة بين طلاب ثانويين حول آليات العقاب لمن يتفوه بعبارات عنصرية داخل المدرسة، وهل يسمح لإدارتها بإبعاد طالب عن دراسته بسبب تفوهات عنصرية. وقد عرض الطلاب ادعاءات داعمة لاقتراح القانون الحكوميّ والذي صيغ بهذه الروح، فيما عرض طلاب آخرون وجهة نظر معارضة ادعت أن مكافحة العنصرية تتم عبر آليات تربوية وليس عقابية. وقد أجمع المشتركون في المؤتمر على هذا التوجه.

 

التعليقات