28/02/2017 - 19:04

معرض "رحيق": إلقاء الضوء ليس كافيًا

في عدد كبير من أعمال النبريص، والتي يميل فيها إلى التجريد، راح يستخدم الساعة وعقاربها للتعبير عن حالة الصراع مع الزمن، وعلى الرغم من أنّ هذا الصراع يمثّل أزمة حقيقيّة بالنسبة لدى الفلسطينيّ، إلّا أنّ استخدام هذه الرمزيّة المباشرة للزمن أضعف المعالجة الفنّيّة، فجاءت الفكرة مباشرة، وبلغة وأسلوب فنّيّين لا يقدّمان أمرًا لافتًا.

معرض "رحيق": إلقاء الضوء ليس كافيًا

لوحة رائد النبيرص

'رحيق'، عنوان معرض الفنّان التشكيليّ الشابّ رائد النبريص، الذي أطلقته الإدارة العامّة للشؤون الثقافيّة في بلديّة غزّة، بالتعاون مع مجلّة 28، يوم 20 شباط (فبراير)، ضمن فعاليّات 'المدينة تمشّط شعرها'، في قرية الفنون والحرف بغزّة.

 يضمّ 'رحيق' ستّين لوحة أُنتجت على مدار أحد عشر عامًا، تتناول الهمّ الوطنيّ والإنسانيّ تجاه قضايا متعدّدة، من بينها القدس، والانقسام الفلسطينيّ، والأسرى، وغيرها. أمّا اسم المعرض فيحيل إلى نهاية الأثر، فهو هو زبدة ما توصّل إليه النبريص في مسيرته الفنّيّة، ومن أجل ذلك اختار 'الرحيق' عنوانًا له.

يرى محمود الشاعر، مدير مجلّة 28، أنّ المعرض فرصة جميلة لإلقاء الضوء على أعمال فنّيّة ظلّت حبيسة العتمة وبعيدة عن الأنظار مدّة طويلة، واستغرقت جهدًا ووقتًا كبيرين لإنجازها، ويؤكّد على أنّ من أولويّات مجلّة 28 المساهمة في منح فرص الظهور للشباب والتعريف بأعمالهم وأنشطتهم، ومشاركتها مجتمعيًّا.

نقف في أعمال المعرض على مجموعة كبيرة من الأساليب والأشكال الفنّيّة، يظهر فيها أثر مدارس مختلفة، مع حضور كبير للعناصر التكعيبيّة، ما يجعل المعرض وكأنّه ورشة فنّيّة تعليميّة، يقدّم من خلالها الفنّ بوضوح. ويؤخذ على المعرض في هذا السياق، لا سيّما أنّه لا يتمحور حول فكرة محدّدة، الإغراق في التلقين، دون تقديم عمل جماليّ ينادي المتذوّق بصريًّا. يُضاف إلى ذلك بعد الفنّان عن التجريب، إذ لم تعد المدارس الفنّيّة التقليديّة تلبّي الاحتياجات الفنّيّة في الزمن متعدّد الوسائط.

في عدد كبير من أعمال النبريص، والتي يميل فيها إلى التجريد، راح يستخدم الساعة وعقاربها للتعبير عن حالة الصراع مع الزمن، وعلى الرغم من أنّ هذا الصراع يمثّل أزمة حقيقيّة لدى الفلسطينيّ، إلّا أنّ استخدام هذه الرمزيّة المباشرة للزمن أضعف المعالجة الفنّيّة، فجاءت الفكرة مباشرة، وبلغة وأسلوب فنّيّين لا يقدّمان أمرًا لافتًا.

من الجميل إلقاء الضوء على تجربة 'رحيق'؛ لكن أليس جديرًا بالفنّان أن يطرح ما هو خاصّ وجديد، آخذًا بالحسبان حركة التطوّر الفنّيّ؟ وهل تمكين الطاقات الشبابيّة ومنحها فرص ظهور يعدّ سببًا كافيًا لتنفيذ معارض فرديّة لا تحقّق تلك الشروط؟

بالطبع لا، إن كنّا نسعى إلى تطوير الذوق الفنّيّ، وتجديد المعالجات الفنّيّة للأفكار والأساليب، بما يواكب الحركة الفنّيّة الحديثة التي تستفيد من مختلف التجارب الفنّيّة عبر العالم.

 

التعليقات