26/04/2017 - 19:48

كيف تنظر الدول الأوروبية لروسيا؟

ما هي الدول الأوروبية التي تعتبر روسيا كمهدد لها؟ وما الذي سيفعلونه بشأن ذلك؟

كيف تنظر الدول الأوروبية لروسيا؟

(أ.ف.ب)

ما هي الدول الأوروبية التي تعتبر روسيا كمهدد لها؟ وما الذي سيفعلونه بشأن ذلك؟

هذا هو السؤال الذي عملت مؤسسة European Values (القيم الأوروبية) البحثية على الإجابة عنه. ففي يوم الإثنين، وضمن برنامجها 'مراقِب الكرملين' Kremlin Watch، وبدعم من حزب الشعب الأوروبي، أصدرت المؤسسة تقريراً بعنوان 'كيف تستجيب الديمقراطيات الأوروبية لاعتداءات الكرملين؟' (كما هو ظاهر من عنوان البرنامج والتقرير، فإن المؤسسة تفترض مسبقاً اعتداء روسيا على أوروبا، وهذا ليس أمراً جيداً).

يقوم هذا التقرير على تتبُّع التصريحات الرسمية الصادرة عن 28 دولة من دول الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي، وقد وصل التقرير إلى النتائج التالية:

- قد تكون هذه نتيجة متوقعة، وهي أن ثلاثة من الست دول التي تدعو بشدةً لاتخاذ ردود أوروبية ضد روسيا هي من دول البلطيق ، وباقي الدول هي بولندا والمملكة المتحدة والدنمارك.

- غيَّرت خمسة دولٍ موقفها من روسيا بعد غزو أوكرانيا في عام 2014، ومن ضمنها السويد وفنلندا، وبالرغم من عدم عضوية كلا البلدين في حلف الناتو، إلا أنها تعملان معه لمجابهة روسيا. وفي 11 نسيان/ أبريل، شاركت كلا البلدين مع العديد من أعضاء حلف الناتو في توقيعهم لمذكرة تفاهم لتأسيس المركز الأوروبي لمكافحة التهديدات الهجينة في هلسنكي، وهي خطوة تكاملية بالنسبة للناتو الذي رحَّب بالمركز الجديد في أحد بياناته.

- هناك دولتان تتبنيان مواقف مؤيدة لروسيا بين الحين والآخر لأسباب محلية، وهي سلوفاكيا وهنغاريا.

- بالنسبة لليونان وإيطاليا وقبرص فإن هذه الدول 'لا تشعر بالتهديد بل تُبدي اهتماماً في صياغة علاقات أفضل مع روسيا'. وتجادل مؤسسة European Values أنه 'من الصعب تخيل' ما هي مساعي روسيا المتستِّرة وراء غزو أوكرانيا ونشرها للمعلومات المضللة عبر القارة وتدخلها في الانتخابات لتتلاعب بعقول هذه البلدان الثلاثة.

- من وجهة نظر مؤسسة European Values، فإن انتخاب الزعماء السياسيين المعادين للاتحاد الأوروبي يمثل تهديداً أساسياً.

وهنا نجد إشارة مهمة: وهي أنه ما من دولة مستعدة لقيادة المعركة ضد الاعتداءات الروسية. فالمملكة المتحدة في طريقها للخروج، وفي حال فوز الائتلاف اليساري في ألمانيا خلال فصل الخريف القادم، فمن المتوقع أن تصبح الحكومة الألمانية أقل 'جرأة' من وضعها الحالي.

يمكن أن تشكل فرنسا نقطة توازن في الساحة، والتي بالرغم من علاقاتها القوية مع روسيا في السابق إلا أنها قامت بإلغاء العديد من اتفاقات الأسلحة الثقيلة مع موسكو بعد غزو أوكراني ودعمت العقوبات الأوروبية ضد روسيا (اعتبر التقرير أن فرنسا هي من الدول التي تحاول 'الابتعاد' عن القضايا المتعلقة بروسيا). ولكن يكاد معظم المرشحين البارزين في الانتخابات الفرنسية الحالية يميلون لتبني موقفٍ داعمٍ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ والاستثناء الوحيد هو إمانويل ماكرون، والذي من المرجَّح تصدره للانتخابات خلال الشهر القادم.

وإذا لم تكن فرنسا هي المؤهلة للقيام بذلك، فمن الممكن توجيه الأنظار نحو بولندا، فهي دولة كبيرة وتمتلك الأسباب التاريخية والسياسية لمعارضة الاعتداءات الروسية ضد الاتحاد الأوروبي. ولكن بحسب ما يقول التقرير، فإن بولندا 'تفتقد فرصة الحصول على زعيم حقيقي صاحب شرعية واحترام ضمن الوضع القائم بسبب السلوك غير المنظَّم للحكومة البولندية'.

ففي كل الأحوال، من الصعب أن تكون أنت المدافع الشرقي عن الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تستمر في حكومتك بمهاجمة الاتحاد وقيادته من الداخل.

التعليقات