28/07/2017 - 17:03

"الإنسان كرجل آلي": اول شركة أميركية تزرع الرقاقات في أجساد موظفيها

كثيراً ما نسمع عن أن الروبوتات ستستولي على وظائفنا، ولكن لا بد من وجود طريقة لمنع تحقق هذا المستقبل الأسود: وهو أن نصبح نحن رجالاً آليين في مكان العمل.

(تويتر)

(ترجمة خاصة: عرب 48)

كثيراً ما نسمع عن أن الروبوتات ستستولي على وظائفنا، ولكن لا بد من وجود طريقة لمنع تحقق هذا المستقبل الأسود: وهو أن نصبح نحن رجالاً آليين في مكان العمل.

أصبحت إحدى الشركات في ولاية ويسكونسن أول شركة في الولايات المتحدة تقوم بعمل زراعة لرقاقة إلكترونية في أجساد موظفيها، وتقول بأنها تتوقع قيام أكثر من 50 شخص من موظفيها بالتطوع لزراعة الرقاقة في أجسادهم.

ستقوم شركة توريد الوجبات الخفيفية "ثري سكوير ماركيت" ( Three Square Market) بعرض عملية زراعة الرقاقة في موظفيها بشكل اختياري، حيث ستزرع رقاقات كشف الهوية عبر الترددات الراديوية في أيدي موظفيها وتحديداً بين أصبعي الإبهام والسبابة.

وبمجرد زراعة هذه الرقاقة التي يصل حجمها لحبة أرز، تقول الشركة بأن موظفيها سيتمكنون من تنفيذ العديد من المهمات الإدارية بمجرد حركة باليد.

يقول المدير التنفيذي للشركة تود فيستبي: "نحن نتوقع أن يؤدي استخدام هذه الرقاقة لإنجاز كل شيء كعمليات الشراء في أسواق الاستراحة وفتح الأبواب واستخدام ماكينات التصوير والدخول على حواسيب الشركة وفتح الهواتف ومشاركة بطاقات الأعمال وتخزين المعلومات الطبية/ الصحية بالإضافة لاستعمالها كوسيلة للدفع عبر المحطات الأخرى التي تتعرف عليها الرقاقة".

تعمل هذه الرقاقات ضمن نطاق التواصل عن قرب، وهي تشبه إحدى الرقاقات الموجودة حالياً والتي تُستَخدمُ في أمور مثل بطاقات الإئتمان وأنظمة الدفع المتنقلة والبطاقات المزروعة في الحيوانات.

تصدرت أخبار مثل هذه الرقاقات البشرية عندما انتشرت بين الموظفين في شركة "إبيك سنتر" السويدية في بداية هذا العام، ولكن تعد هذه المرة الأولى التي يتم عرض هذا الأمر في الولايات المتحدة ضمن شركة بحجم شركة "ثري سكوير ماركيت"، والتي يبلغ عدد موظفيها 85 موظفاً.

وبحسب ويستبي، فإن الموظفين استجابوا بمشاعر تمتزج بالمقاومة والحماس بعد أن تم إعلامهم بالبرنامج، ولكن في النهاية تطوع أكثر من نصفهم للقيام بالعملية.

تقدَّر تكلفة زراعة كل رقاقة بـ 300 دولار أمريكي – وقد أشارت الشركة بأنها ستتكفل بنفقاتها – وسيؤدي تنفيذ ذلك إلى تحقيق عدة أشياء، فهذا يعني أن الموظفين لن يحتاجوا لحمل المفاتيح أو البطاقات التعريفية أو الهواتف الذكية للتعامل مع الأنظمة الأخرى.

وفيما يتعلق بالجوانب الأمنية وما إذا كان يبنغي على الناس أن يقلقوا حيال تتبع تحركاتهم من قبل المدراء، يقول ويستبي أن الرقاقات لا تتضمن على عنصر تتبع GPS وهي محمية من القرصنة أيضاً.

حيث قال لقناة ABC News: "لا يوجد أيُّ شيءٍ يمكن قرصنته لأنها مشفَّرة مثل البطاقات الإئتمانية".

"وتكاد تكون احتمالية قرصنتها معدومة لأنها غير موصولة بالإنترنت، والطريقة الوحيد للاتصال بها هي أن يتم قطع يدك بكل بساطة".

ولإثبات سلامة هذه التقنية، قال المدير التنفيذي أن زوجته وأولاده سيجرون عملية زراعة الرقاقة أيضاً خلال الأسبوع القادم، وذلك في نفس الوقت الذي سيتم فيه عقد "حفل الرقاقات" في مقر الشركة الكائن في ريفر فولز في ويسكونسن.

وفي حال غيَّر الموظفين رأيهم في وقت لاحق، فسيكون بإمكانهم نزع الرقاقة، ولكن قد لا يكون هذا كافياً لتخفيف حدة قلق الخصوصية الموجود لدى بعض الفئات.

ففي حين لن يكون بإمكان الرقاقة أن تتتبع مواقع الموظفين عن طريق الـ GPS، إلا أنها يمكن أن تقدم لأرباب العمل كمية كبيرة من المعلومات حول ما يقوم به الموظفون ومتى، مثل معرفة كم يقضون في وقت الاستراحة أو عدد مرات استخدام دورة المياه، ونوع الطعام الذي يشترونه وغير ذلك.

قد لا تبدو هذه المعلومات مؤذية بحد ذاتها، ولكن يمكن أن يؤدي الحصول على مثل هذا النوع من المعلومات إلى بروز مشاكل في يوم من الأيام، خاصة مع تضخم قضايا الخصوصية في ظل تطور التكنولوجيا.

قال آدم ليفين رئيس ومؤسس شركة حماية المعلومات "سايبر سكاوت" (CyberScout) لقناة ABC News: "هناك الكثير من الأشياء التي بدأت بأفضل النوايا ولكن قد تتبدل هذه النوايا في بعض الأحيان".

"لقد تمكنا نحن البشر من العيش لآلاف السنوات من دون هذا النوع من الرقاقات، فهل ثمة حاجة حقيقية لها الآن؟ . . . على كل شخص أن يتخذ هذا القرار، وهو إلى أي درجة يبدي استعداده للتضحية بالخصوصية والأمن في مقابل السهولة والراحة؟".

ومن جانبهم، لا يبدو أن مسؤولي الشركات التي تُطلِقُ هذه التحولات منشغلين بكل هذا الضجيج.

قال فردريك كايجسر المدير التنفيذي لشركة "إيبيك سنتر" لصحيفة أسوشيتيد بريس في شهر نيسان/ أبريل: "يسألني الناس دائماً ما إذا كنت قد زرعت رقاقة في جسدي، ولكني أجيب قائلاً: نعم، لم لا؟".

"ثم يبدأون بالحديث عن قضايا الخصوصية وما دلالاتها وما إلى ذلك. ولكن الأمر بالنسبة لي يتعلق برغبتي في تجربة الأشياء الجديدة وأرى أن ذلك يزيد من إمكانيات الإنسان وهو ما يقودنا للمستقبل".

وفي غضون ذلك، سيتم عقد حفل الرقاقات لشركة " ثري سكوير ماركيت... رتب جدولك، فسنصير رجالاً آليين".

التعليقات