02/08/2017 - 21:09

أخطر المدن في العالم

ينمو الكوكايين بالدرجة الأولى في أميركا الجنوبية، ويتم الإتجار به نحو أكبر سوق في العالم، الولايات المتحدة، عبر أميركا الوسطى والبحر الكاريبي. ينطلق الطريق من جمهورية كولومبيا بشكل أساسي، ويمر عبر دول السلفادور وهندوراس وغواتيمالا الصغيرة...

أخطر المدن في العالم

توضيحية (pixabay)

ينمو الكوكايين بالدرجة الأولى في أميركا الجنوبية، ويتم الإتجار به نحو أكبر سوق في العالم، الولايات المتحدة، عبر أميركا الوسطى والبحر الكاريبي. ينطلق الطريق من جمهورية كولومبيا بشكل أساسي، ويمر عبر دول السلفادور وهندوراس وغواتيمالا الصغيرة، وذلك قبل عبروها للمكسيك. لذا من غير المفاجئ أن تعتبر أميركا اللاتينية أكثر منطقة مليئة بالعنف، وذلك دون تواجد أي حرب فيها.

فبحسب المعلومات المنشورة من مركز الأبحاث البرازيلي "إغاريب"، فإن 43 دولة من ضمن الخمسين دولة المليئة بجرائم القتل في العالم خلال العام الماضي، وثماني دول من ضمن أول عشرة دول، جميعها موجودة في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي. (تم استبعاد مناطق الحرب، بحكم صعوبة تحديد الأرقام). فالصراعات القائمة بين العصابات والفساد وضعف المؤسسات العامة، كل ذلك يساهم في مستويات العنف العالية في المنطقة.

لم يتغير المركز الأول على القائمة، ففي عامي 2015 و2016، كانت السلفادور أعنف دولة في العالم، وكانت عاصمتها سان سلفادور أكثر مدينة تحظى بمعدلات جرائم القتل. ولكن تُظهر الأرقام الأخيرة تحسُّنًا طفيفًا في ذلك، حيث انخفض المؤشر الوطني من 103 حالة قتل لكل 100 ألف شخص في عام 2015 إلى 91 حالة قتل في العام الماضي، وانخفضت في سان سلفادور من 190 إلى 137. تعزو معظم التحاليل هذا الانخفاض إلى الحملة التي نفذتها القوات الأمنية الحكومية، ولكن سياسات التشديد على الجريمة لا تساعد كثيرًا في تشخيص عوامل انحدار عنف العصابات. وقد ظهر انحسار مشابه لذلك في الهندوراس: سان بيدرو سولا، والتي أصبحت مكانًا خطرًا جدًا باعتبارها أكثر مدينة في معدلات جرائم القتل، ولكنها تحتل الآن المركز الثالث.

منظر عام لسان سيلفادور

ولكن انخفاض مستويات العنف في الدول المجاورة يشير إلى أن سياسات مكافحة العصابات قد عملت على إعادة توزيع مواقع الجرائم جغرافيًا بدلًا من كبحها. فالأكابولكو، وهي منتجع يقع على ساحل المحيط الهادئ في المكسيك، سجلت 108 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص خلال العام الماضي، حيث احتلت المركز الثاني بعد سان سلفادور. وهذا يعكس طبيعة الأوضاع على الصعيد الوطني، حيث ارتفعت المعدلات الكلية في المكسيك من 14.1 لكل 100 ألف شخص إلى 17، وهذا المعدل يكاد يساوي نتائج ذروة العنف خلال حروب المخدرات السابقة في المكسيك في عام 2011. وكنتيجة لذلك، وصلت ست مدن مكسيكية ضمن أول خمسين مدينة، أي أكثر بثلاثة مدن عن العام السابق. ولا توجد أية إشارات لتغير هذه النتيجة في عام 2017، فمعدلات جرائم القتل في المكسيك خلال أول شهرين من عام 2017 هي الأعلى في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير منذ بداية الرصد.

تقع البرازيل في منتصف القائمة، والتي تعد ثاني أكثر دولة مستهلكة للكوكايين، ويعكس هذا الموقع ضخامة عدد سكانها. فخلال العام الماضي، انتقلت مواقع العنف من مكان لمكان داخل البرازيل، حيث انحدرت معدلات جرائم القتل في المدن الكبيرة، ولكنها ازدادت في المدن الصغيرة. فارتفعت معدلات جرائم القتل في مارابا وفياماو بنسبة 20% خلال عام واحد، في حين هبطت بنسبة 55% من عام 2014 و2015 في مدينة سان باولو، وهي أكثر المدن اكتظاظًا في البرازيل. وهذا يختلف عن الأوضاع في المكسيك وأميركا الوسطى، فهناك تحُّسن طفيط بشكل عام، حيث انخفضت معدلات جرائم القتل من ٢٩ لكل 100 ألف شخص في 2014 إلى 27 في 2015، وذلك بحسب البيانات المتوفرة من العام السابق. ومع ذلك، وبالمقارنة بحجمها، تتصدر البرازيل بالنسبة للعالم أكبر عدد من جرائم القتل، حيث قتل فيها 56212 خلال عام 2015.

ثمة دولتان فقط خارج أميركا اللاتينية موجودتان ضمن قائمة الخمسين، وهما الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا. ففي أميركا، وهي الدولة الغنية الوحيدة في هذه القائمة، اقتحمت جرائم القتل مدينتين إضافيتين، وهما ديترويت ونيو أورلينز، لتنضم إلى سانت لويس وبالتيمور، حيث كانتا موجودتان أيضًا في قائمة العام الماضي. فقد حصلت جميعها على معدل 4.9 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص. وتعد جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة خارج الأميركيتين ضمن هذه القائمة، حيث دخلت مدينتان جديدتان إلى القائمة، وهما خليج نيلسون مانديلا ومدينة بوفالو، ويعود ذلك بشكل أساسي لتحسُّن عملية جمع البيانات في البلاد. حيث ارتفعت معدلات جرائم القتل في جنوب أفريقيا بنسبة 5% خلال العام الماضي، وذلك بالرغم من انحدار جرائم العنف الأخرى.

التعليقات