04/09/2017 - 22:52

في مواجهة بيونغ يانغ: ترامب وتقويض العلاقات مع كوريا الجنوبية

وقال ديلوري أن النبرة "العدوانية المبهمة" في تغريدة ترامب تشير إلى أن مون كان يدافع عن نفسه أمام الرئيس الأميركي خلال مكالماتهم السابقة، حيث تحدثوا يوم الجمعة بعد أن أرسلت كوريا الشمالية صاروخًا مر فوق اليابان.

في مواجهة بيونغ يانغ: ترامب وتقويض العلاقات مع كوريا الجنوبية

(أ ف ب)

(ترجمة خاصة: عرب 48)

طوكيو – حاول رئيس كوريا الجنوبية، مساء يوم الأحد، أن ينسحب من النقاشات الدائرة حول الخلاف بين سول وواشنطن، التي تتناول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية السادسة، وذلك بعد أن انتقد الرئيس ترامب توجه كوريا الجنوبية واصفًا إياه بـ"الاستراضاء"

قال مكتب مون جي إن، إن حكومته ستستمر بالسير في توجه سلمي لوقف النووي، بعد تغيردات وخطوات ترامب، التي جعلت الكوريين الشماليين محتارين من ماهية الأسباب التي دعت الرئيس الأميركي لمهاجمة حليفته في هذا الوقت الحساس.

وكنوع من التأكيد على استعداد سول لاتخاذ خطوات جدية، عمِلَ جيش كوريا الجنوبية على تنصيب نقاط تسديد فجر الإثنين، وتجربة هجمات بالصواريخ البالستية، نحو الموقع الذي تجري فيه كوريا الشمالية تجاربها في بونغي - ري.

قاس الجيش الكوري المسافة الفاصلة عن الموقع، واختبر عمليات تصويبية من طائرات إف-15، بحسب ما أورد المسؤولون صباح الإثنين.

وقالوا أيضًا: "لقد تم تنصيب نقاط التسديد لإرسال تحذير قوي لكوريا الشمالية بعد تجربتها السادسة للنووي".

وبعدما أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية يوم الأحد، غرَّد ترامب: "كما أخبرتها، بدأت تكتشف كوريا الجنوبية أن لغتها الاسترضائية مع كوريا الشمالية لن تجدي نفعًا، فهم لا يفهمون إلا شيئًا واحدًا".

لم يكلم ترامب مون هاتفيًا يوم الأحد، وذلك في مقابل مكالمتيه التي أجراها معرئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، الزعيم الذي أثبت عزمه على التوافق مع نظيره الأمريكي. ويقول المحللون إن هذا سيعزز من قلق سول بأن يُنظر لطوكيو "كحليف مفضَّل".

دعا مون، الذي انتُخِبَ في أيار/ مايو الماضي، سابقًا، إلى التفاعل مع كوريا الشمالية، ولكنه أدرك الحاجة للضغوطات لإرجاع نظام بيونغ يانغ إلى طاولة الحوار. كما حقق أيضًا اتفاقً بين سلفه والجيش الأميركي لنشر نظام مضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية.

"في آخر تجربة لها، أطلقت كوريا الشمالية أقوى أنظمتها النووية على الإطلاق"

انتشرت تغريدة ترامب بشكل واسع في إعلام كوريا الجنوبية، واستجاب مكتب مون للتغريدة بتصريح ناعم مساء الأحد.

حيث قال: "لقد واجهت كوريا الشمالية حربًا أهلية، وينبغي ألا يتكرر دمار الحرب مرة أخرى في المنطقة". وأضاف: "لن نستسلم وسنستمر في الدفع نحو وقف البرنامج النووي في شبه الجزيرة الكورية عبر الطرق السلمية وبالعمل المشترك مع حلفائنا".

جاءت وخزة ترامب عبر تويتر أثناء انتشار الأخبار التي تتحدث عن تعليمات الرئيس الأميركي للمستشارين للتحضير للانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية، وهي خطوة تتعارض مع كوريا الجنوبية وقد تعمل على تقويض التحالف الاقتصادي بين البلدين.

وقال المحللون إن خطوات ترامب كانت محيرة.

حيث قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة يونسي في سول، جون ديلوري: "من الغريب أن ترى توجه ترامب المتشدد مع كوريا الجنوبية بالمقارنة مع الصين، خاصة مع قناعة الصين بأهمية الحوار لحل المشكلة".

ففي تغريدة سابقة لترامب، قال ترامب إن الصين "كانت تحاول المساعدة"، وذلك بالرغم من إضافته أنها حققت "نجاحات ضئيلة".

"لا تتفاجئ من صواريخ كوريا الشمالية، فكيم يونغ يفعل ما كان يقول أنه سيفعله"

وقال ديلوري أن النبرة "العدوانية المبهمة" في تغريدة ترامب تشير إلى أن مون كان يدافع عن نفسه أمام الرئيس الأميركي خلال مكالماتهم السابقة، حيث تحدثوا يوم الجمعة بعد أن أرسلت كوريا الشمالية صاروخًا مر فوق اليابان.

"يبدو أن مون يقول: سنذهب للحديث معهم – وهو أمر صحيح – وهو ما أحبط ترامب"، وذلك بحسب ما قاله ديلوري، مشيرًا إلى أن التغريدة الأخيرة كانت موجهةً لمون بشكل مباشر، مع نبرة "ألم أقل لكم!".

ويقول المحللون إن تغريدة ترامب كانت محيرة أكثر لأن ترامب نفسه – كمرشح ورئيس – عبَّر أكثر من مرة عن عزمه للحديث مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون.

خلال حملته الانتخابية، قال ترامب إنه سيكون سعيدًا إذا تناول شطيرة مع كيم في قاعة الاجتماع، ووصف كيم قبل شهور "بالذكاء" وقال إنه "سيتشرف" باللقاء به.

إن كافة ردود كوريا الجنوبية أمام تصريحات ترامب الأخيرة كانت أكثر نعومة في مقابل انفعالاتها السابقة ضد حاميتها، وهو ما يشير إلى إدراكهم بأن ترامب هو رئيس من نوع مختلف.

وقال ديفيد ستروب، مسؤول سابق في وزارة الخارجية ممن تعامل مع الكوريتين، والذي نشر مؤخرًا كتابًا حول نزعة مقاومة الأمركة في كوريا الجنوبية: "يعتقد الكوريون الجنوبيون أنهم يتعاملون مع شريك غير عقلاني ويشتكون من عدم وجود حل لذلك، بل قد يزداد الأمر سوءًا في الواقع".

وقال ستروب أيضًا: "أظهرت استطلاعات الرأي أن كوريا الجنوبية تمتلك أقل معدلات التقدير لترامب في العالم وأنهم لا يعتبرونه شخصًا عقلانيًا. بل إنهم قلقون من كونه شخصًا مجنونًا، ولكنهم ما زالوا في حاجة للتحالف".

تغريدة ترامب... وخزة لحليفه في كوريا الجنوبية

كانت هناك العديد من الانتقادات لكلمات ترامب في البرامج الحوارية التي أذيعت يوم الأحد في الولايات المتحدة.

"عليك أن تطلع على التغريدة"، هكذا قال الجنرال المتقاعد من القوات الجوية والمسؤول السابق في وكالة الأمن القومي والمخابرات المركزية، مايكل هايدن، والذي يعد من نقَّاد ترامب، وذلك خلال حديثه مع قناة "سي إن إن"، في برنامج "ستيت أوف ذا يونيون" (State of the Union).

وقال هايدن، الذي أدار وكالة الأمن القومي من 1999 وحتى 2005 وترأَّس المخابرات المركزية بين عامي 2006 و2009: "أعتقد أننا قد وقعنا في خطأ غير مقصود في نهاية الأسبوع عندما تخلينا عن اتفاقية التجارة الحرة مع صديقتنا كوريا الجنوبية والتي يتوجب علينا التعاون معها... إنها لا تستحق الاحتفاء، ولا تنسجم مع التوجهات الأوسع نحو شمال شرقي آسيا".

كما ساء لآدم تشيف، كبير الديمقراطيين في مجلس الأمن القومي، معاتبة ترامب لكوريا الجنوبية أثناء مواجهة البلاد لمخاطر متصاعدة.

وقال أيضًا لقناة "سي إن إن": "نحتاج للعمل بشكل مشترك مع كوريا الجنوبية، ومع اليابان أيضًا. فلا يوجد أسباب منطقية لعمل الانقسامات مع كوريا الجنوبية".

حتى قبل تجربة النووي، كان توجه ترامب نحو كوريا الجنوبية، حليفة أميركا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، موضعًا للتساؤل. وكان المحللون يتسائلون عن أسباب قيام ترامب بفك اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية، وذلك بدلًا من تعديلها، في وقت تزداد فيه الحاجة لجبهة موحدة في المنطقة.

قال وزير الخزانة الأميركي إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات ولكن ينبغي أن تعمل الاتفاقات التجارية بما يخدم المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة.

وقال منوتشين لقناة "فوكس نيوز": "لقد أوضح ترامب مسبقًا أنه سيعيد التفاوض في الاتفاقات مع البلاد التي نعاني من عجز تجاري معها".

التعليقات