18/09/2017 - 11:55

ترامب ينحِّي أزمة الثقة مع الأمم المتحدة لعقد تحالف ضد كوريا الشمالية وإيران

عقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سلسلة من الاجتماعات هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليقدم طلبين كبيرين للعالم: أن يقفوا معه ضد كوريا الشمالية، وأن يوضَعَ حدٌّ ضد برنامج إيران النووي.

ترامب ينحِّي أزمة الثقة مع الأمم المتحدة لعقد تحالف ضد كوريا الشمالية وإيران

دونالد ترامب (أ.ف.ب)

ترجمة خاصة: عرب 48

عقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سلسلة من الاجتماعات هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليقدم طلبين كبيرين للعالم: أن يقفوا معه ضد كوريا الشمالية، وأن يوضَعَ حدٌّ ضد برنامج إيران النووي.

خلال الأيام الأربعة التي ستبدأ من اليوم الإثنين، سينخرط ترامب في جولة دبلوماسية سريعة ستختبر صبره مع الفصيل الصعب والمؤسسة الكسولة والتي يفضلها لكونها مساحة لعقد صفقة ثنائية تكون الولايات المتحدة صاحبة اليد العليا فيها.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، للصحافيين في البيت الأبيض، يوم الجمعة، إن "الأسبوع القادم لن يتناول مواضيع بسيطة". وهي تدرك فضول الزعماء الأجانب حول طبيعة مناورات رئيس الولايات المتحدة المليء بالمفاجآت.

حيث قالت هالي: "جميعهم قلقون من سماع ما يجب أن يقوله". وأضافت: "وأعتقد أنه سيحدث أثرًا كبيرًا".

ويُعدُّ ظهور ترامب في الأمم المتحدة كأهم لحظة بالنسبة له على مسرح العالم منذ توليه الرئاسة. فهي أكبر بكثير من القمتين الاقتصاديتين في أوروبا التي شارك بها في بداية هذا العام. ومع ترحيبه بالزعماء من 200 دولة تقريبًا في موطنه في نيويورك، سوف يدفعهم لمشاركة جهود الولايات المتحدة في كبح البرامج الصاروخية والنووية في كل من كوريا الشمالية وإيران. حيث ازدادت حدة التوترات مع كلا البلدين منذ تولى ترامب للرئاسة واتخاذه توجهًا أكثر صدامية بالمقارنة مع سلفه أوباما.

خطاب رئيسي

"لا زال العالم يحاول اتخاذ موقف من هذا الرئيس"، هكذا قال نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، وأضاف: "فبالنسبة لعدد من الزعماء، ستكون هذه أول فرصة للقائه والحكم عليه ومحاولة الوقوف إلى جانبه الخيِّر".

وفي نيويورك، سيعقد ترامب سلسلة من الاجتماعات مع أفراد ومجموعات صغيرة من زعماء الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا. كما سيتصدر الحملة الإصلاحية التي يقودها الأمين العام والتي تدعى بمبادرة الـ 120 دولة. سيستكمل ترامب تقليدين لرؤساء الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وهي الخطاب الرئيسي يوم الثلاثاء، والاستقبال الدبلوماسي المخطط عقده مساء اليوم الإثنين.

وقالت هايلي بعد إطلاعها على نسخة من خطاب ترامب "أعتقد بشكل شخصي أنه يوبِّخ الأشخاص الذين يستحقون ذلك، ويحتضن الأشخاص الصحيحين، ويقدم صورة تخلص لإبراز قوة الولايات المتحدة".

وبالإضافة لترامب وهايلي، من المتوقع أن يشارك بالحدث في نيويورك الأسبوع القادم كل من نائب الرئيس، مايك بينس، ووزير الخارجية، ريكس تيليرسون، ومستشار الأمن القومي، هربرت ماكماستر، ونائب الرئيس وصهره جاريد كوشنر، بالإضافة لمسؤول المجلس الاقتصادي غاري كون. وسيتغيب رئيسين أجنبيين أساسيين عن الحضور، هما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ.

ومن المتوقع أن يكون أوباما موجودًا في نيويورك خلال اجتماع الأمم المتحدة، وذلك لحضور مناسبة تحت رعاية مؤسسة بيل ومليندا غيتس والتي ستستضيف شخصيات دولية.

أزمة النووي

تقع البرامج النووية الخاصة بإيران وكوريا الشمالية ضمن أولويات أجندة الرئيس الأميركي، خاصة بعد أن قامت كوريا الشمالية بتجربة صاروخ باليستي فوق اليابان قادر على الوصول لمدينة غوام، يوم الجمعة الماضي، وتسعى إدارة ترامب لتوسيع وتقوية اتفاقية إيران النووية التي وقعها أوباما وشهَّر بها ترامب باستمرار.

سيناقش ترامب أزمة كوريا الشمالية خلال وجبة الغذاء مع زعماء كوريا الجنوبية واليابان. وقال ماكماستر يوم الجمعة إنه "فات الأوان" بالنسبة للعالم لإيقاف كوريا الشمالية عن التحول لدولة نووية.

حيث قال في بيان موجز للصحافيين: "ما ينبغي فعله هو دعوة جميع البلاد ودعوة الجميع للقيام بكل شيء لنتمكن من تشخيص هذه الأزمة الدولية من دون الدخول في حرب". وأصر ماكماستر وهايلي على أن الولايات المتحدة تختلف بشأن الخيارات العسكرية، على عكس القناعة السائدة بأن حصانة مدينة سيؤول أمام هجوم مضاد من كوريا الشمالية تنهي إمكانية تسديد ضربة عليها.

وتضغط إدارة ترامب على الصين لاستخدام صادرتها من النفط لكوريا الشمالية لإحداث تأثير على مفاوضات النووي. وينبغي على الرئيس أن يقرر في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر ما إذا كان يريد إبقاء الولايات المتحدة في الاتفاقية النووية الإيرانية.

المحفل "الأكثر مللًا"

وجاء أول لقاء لترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد زياراته الدولية للشرق الأوسط في بداية رئاسته، والتي سعى فيها لتدعيم علاقاته مع المملكة العربية السعودية وإعادة تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط، وإلى أوروبا، حيث تنبَّه الحلفاء الغربيين للالتزام المتضارب للرئيس مع حلف الناتو وانسحابه من اتفاقية باريس المناخية.

وقال ألتيرمان إن لدى الرئيس فرصةً لمفاجئة زعماء العالم بنقلة نحو بناء ائتلاف على المسرح العالمي، مشيرًا لتوجهات ترامب المحلية الأخيرة في التقارب مع خصومه السياسيين في الحزب الديمقراطي. ولكن هذا يعتمد على تمكنه من توجيه المؤسسة.

وأضاف ألتيرمان "ينبغي أن يُنظر للحدث باعتباره فرصةً للفت انتباه العالم من جهة، وباعتباره أكبر تجمع مختلط وممل في العالم من جهة أخرى".

 

التعليقات