انتشار الصور الزائفة من أوكرانيا مثل النار في الهشيم... إليك 5 طرق لكشفها

إلى جانب الصور المُقلقة لغزو روسيا لأوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية، لاحظ ملايين الأشخاص أيضًا معلومات مضللة أو متلاعب بها أو زائفة حول الصراع على منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"تيك توك" و"تيليغرام".

نُشر مقطع الفيديو هذا لطائرات عسكرية على TikTok، مثلًا، وهي لقطة تاريخية قديمة ولكن أُشير إليها وقت نشرها على أنها فيديو مباشر للوضع في أوكرانيا.

تعد العناصر المرئية، بسبب إمكاناتها المقنعة وطبيعتها الجاذبة للانتباه، خيارًا فعالاً خصوصًا لأولئك الذين يسعون إلى تضليل الجماهير. وعندما لا يكون إنشاء المحتوى المرئي غير الأصلي أو تحريره أو مشاركته في إطار السُخرية أو في إطار الفن، فإنه يكون عادة لدوافع سياسية أو اقتصادية.

تهدف حملات التضليل إلى تشتيت الانتباه والتشويش والتلاعب وزرع الانقسام والخلاف وعدم اليقين/ الشك في المجتمع. وهي إستراتيجية شائعة في الدول شديدة الاستقطاب حيث يسود عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والحرمان من الحقوق ودعاية الحزب الحاكم.

كيف يُنشأ المحتوى الزائف وكيف يُنشر؟ وما الذي يمكن فعله لفضح زيفه؟ وكيف تتأكد من عدم وقوعك في شباكه؟

- ما هي أكثر تقنيات التزييف شيوعًا؟

يعد استخدام صورة أو مقطع فيديو موجود والادعاء أنه جاء من وقت أو مكان مختلف لتوثيق حدث آخر، أحد أكثر أشكال المعلومات المضللة شيوعًا في هذا السياق، إذ لا يتطلب الأمر برامج خاصة أو مهارات تقنية، وإنما الرغبة فحسب في تحميل مقطع فيديو قديم لهجوم صاروخي أو صورة اعتقال أخرى، ووصفها بأنها لقطات جديدة.

خيار آخر ذو تقنية منخفضة هو تنظيم أو طرح أحداث خيالية وتقديمها على أنها حقيقة، وكان هذا هو الحال مع المركبات المدمرة التي زعمت روسيا أن أوكرانيا قصفتها.

يمكن أن يؤدي استخدام عدسة أو نقطة مراقبة معينة أيضًا إلى تغيير شكل المشهد ويمكن استخدامه للخداع. على سبيل المثال، يمكن أن تزيد اللقطة القريبة لمجموعة من الأشخاص من صعوبة حساب عدد الأشخاص في حشدٍ ما، مقارنةً بالتصوير الجوي.

ويمكن لبعض الناس أن يتجهوا إلى Photoshop أو أي برنامج مشابه لإضافة أو إزالة أشخاص أو كائنات من مشهد ما، أو لاقتصاص عناصر من بعض الصور الفوتوغرافية. مثال على إضافة الكائن هو الصورة أدناه، والتي تدعي إظهار آلات البناء خارج روضة أطفال في شرق أوكرانيا. النص الساخر المصاحب للصورة يمزح حول "عيار آلات البناء"، إذ يقترح كاتب الوصف أن التقارير عن الأضرار التي لحقت بالمباني من جراء الفرضيات العسكرية مبالغ فيها أو غير صحيحة.

يكشف الفحص الدقيق أن هذه الصورة قد عُدِّلت رقميًا لتضع آلات البناء في الصُورة. يمكن اعتبار هذه التغريدة محاولة للتقليل من حجم الضرر الناتج عن هجوم صاروخي تدعمه روسيا، وفي سياق أوسع لإثارة الارتباك والشك في صحة الصور الأخرى الخارجة من منطقة الصراع.

- ما الذي يمكن فعله لمحاربة التزييف؟

بدأت المنظمات الأوروبية مثل Bellingcat في تجميع قوائم ادعاءات مشكوك فيها على وسائل التواصل الاجتماعي حول الصراع بين روسيا وأوكرانيا وكشف زيفها عند الضرورة.

يعمل الصحافيون ومدققو الحقائق أيضًا على التحقق من المحتوى وزيادة الوعي بالمواد الزائفة المعروفة. كما أن المنافذ الإخبارية الكبيرة ذات الموارد الجيدة مثل "بي بي سي" تعمل على كشف المعلومات المضللة، وجدير بالذكر أنه توجد مواقع عربية متخصصة في التحقق من الأخبار مثل مِسبار.

أضافت منصات وسائل التواصل الاجتماعي تسميات جديدة لتحديد المؤسسات الإعلامية التي تديرها الدولة أو تقديم المزيد من المعلومات الأساسية حول المصادر أو الأشخاص في شبكاتك الذين يشاركون قصصًا مُعينة.

لقد عملوا أيضًا على تعديل الخوارزميات لتغيير المحتوى الذي يتم تضخيمه وتعيين موظفين لاكتشاف المحتوى المضلل والإبلاغ عنه. كما تعمل المنصات من خلف الكواليس لاكتشاف المعلومات ومشاركتها علنًا حول عمليات المعلومات المرتبطة بسياقها.

- ما الذي يمكنني فعله؟

يمكنك محاولة التحقق من صحة الصور بنفسك بدلاً من أخذها كما هي، وقد نشر مقالًا في أواخر العام الماضي لوكالة "أسوشييتد برس" الأسترالية، يشرح عملية التحقق من الحقائق في كل مرحلة: إنشاء الصورة وتحريرها وتوزيعها.

في ما يلي خمس خطوات بسيطة يمكنك اتخاذها:

1. افحص البيانات الوصفية

يزعم منشور تليغرام هذا أن المخربين الناطقين باللغة البولندية هاجموا منشأة الصرف الصحي في محاولة لوضع خزان من الكلور لشن هجوم "زائف" الهدف منه الكذب حول منفذ التخريب.

لكن البيانات الوصفية للفيديو، أي التفاصيل المتعلقة بكيفية ووقت إنشاء الفيديو تُظهر أنه تم تصويره قبل أيام من التاريخ المزعوم للحادث.

للتحقق من البيانات الوصفية بنفسك، يمكنك تنزيل الملف واستخدام برنامج مثل Adobe Photoshop أو Bridge لفحصه. يوجد أيضًا عارضون للبيانات الوصفية عبر الإنترنت يسمحون لك بالتحقق باستخدام رابط الويب الخاص بالصورة.

تتمثل إحدى عقبات هذا النهج في أن منصات الوسائط الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر غالبًا ما تجرد البيانات الوصفية من الصور ومقاطع الفيديو عند تحميلها على مواقعها. يمكنك في هذه الحالات محاولة طلب الملف الأصلي أو استشارة مواقع التحقق لمعرفة ما إذا كانت قد تحققت بالفعل أو فضحت اللقطات المعنية.

2. استشر أحد موارد التحقق

تحتفظ منظمات مثل Australian Associated Press و RMIT / ABC و Agence France-Presse (AFP) و Bellingcat بقوائم للتحقق من المواد التي بحثت فيها فرقها.

كشفت وكالة "فرانس برس" بالفعل زيف مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر انفجارًا من الصراع الحالي في أوكرانيا إلا أنه كان من كارثة انفجار مرفأ بيروت عام 2020.

3. ابحث على نطاق أوسع

إذا أعيد تدوير المحتوى القديم وأُعيدَ توجيهه لأغراض أخرى، فقد تتمكن من العثور على نفس اللقطات المستخدمة في مكان آخر. يمكنك استخدام صور Google أو TinEye «لعكس البحث عن الصور» ومعرفة الأماكن الأخرى التي تظهر فيها على الإنترنت.

لكن كن على دراية بأن التعديلات البسيطة مثل عكس الاتجاه الأيسر-الأيمن للصورة يمكن أن يخدع محركات البحث ويجعلها تعتقد أن الصورة المعكوسة جديدة.

4. ابحث عن التناقضات

هل يتطابق الوقت المزعوم من اليوم مع اتجاه الضوء الذي تتوقعه في ذلك الوقت؟ هل الساعات أو الساعات المرئية في الصورة تتوافق مع الجدول الزمني المزعوم؟

يمكنك أيضًا مقارنة نقاط البيانات الأخرى، مثل جداول السياسيين أو المشاهد التي تم التحقق منها، أو رؤية Google Earth أو صور خرائط Google، لمحاولة تفنيد الادعاءات ومعرفة ما إذا كانت التفاصيل مُتسقة.

5. اسأل نفسك بعض الأسئلة البسيطة

هل تعلم أين ومتى ولماذا تم التقاط الصورة أو مقطع الفيديو؟ هل تعرف من صنعها، وما إذا كان ما تبحث عنه هو النسخة الأصلية؟

يمكن أن يساعد استخدام أدوات عبر الإنترنت مثل InVID أو Forensically في الإجابة على بعض هذه الأسئلة. أو قد ترغب في الرجوع إلى هذه القائمة المكونة من 20 سؤالًا يمكنك استخدامها «لاستجواب» بعض اللقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بالمستوى الصحيح والصحي من الشك واللايقين.