04/08/2017 - 21:35

عن أغاثا كريستي ومدينة النمرود العراقية

من قرأ سيرة كاتبة الروايات الخيالية الأكثر مبيعا في العالم، اجاثا غريستي، سيعرف علاقتها بمدينة النمرود العراقيّة، حيث عاشت كريستي ذات يوم.

عن أغاثا كريستي ومدينة النمرود العراقية

من قرأ سيرة كاتبة الروايات الخيالية الأكثر مبيعا في العالم، اجاثا غريستي، سيعرف علاقتها بمدينة النمرود العراقيّة، حيث عاشت كريستي ذات يوم.

المنزل المبني من الطوب اللبن الذي سكنته ذات يوم الكاتبة البريطانية مؤلفة "جريمة في قطار الشرق السريع"، بات شيئا من الماضي. ولو كانت على قيد الحياة في هذه الأيام لأصيبت على الأرجح بالصدمة جراء ما لحق بالمدينة الآشورية حيث عملت إلى جوار زوجها عالم الآثار قبل نحو خمسة عقود.

فقبل ثلاث سنوات هاجم تنظيم الدولة الإسلامية نمرود بالجرافات وآلات الحفر والديناميت في إطار هجومه العام على التراث الثقافي العراقي.

واستعادت قوات الجيش العراقي السيطرة على الموقع في بداية حملتها لطرد المتشددين من الموصل التي تقع على بعد 30 كيلومترا شمالا.

قبل ذلك بسنوات، كان المنزل الذي عاشت فيه كريستي بالموقع قد هدم وتوفي كل من عرفوها. لكن اسمها لا يزال يتردد على ألسنة السكان رغم أن أغلبهم لا يعرفون شيئا عن سبب شهرتها.

عاش أبو عمار في أقرب قرية إلى الأطلال وقال عن الكاتبة الشهيرة "نعرف أنها بريطانية فحسب".

اشتهرت كريستي بشخصيتي المحققة ميس ماربل والمحقق هيركيول بوارو ودخل اسمها موسوعة جينيس للأرقام القياسية كصاحبة الروايات الخيالية الأكثر مبيعا في كل العصور. وباعت رواياتها البالغ عددها 78 رواية ملياري نسخة مترجمة إلى 44 لغة.

زارت كريستي العراق أول مرة قبل أن يحصل على استقلاله عن بريطانيا في عام 1932 والتقت بالرجل الذي تزوجته لاحقا في موقع أثري في الجنوب.

وقضى الزوجان بعض الوقت في الموصل وانتقلا في نهاية المطاف إلى نمرود.

وكتبت كريستي تقول "يا لها من بقعة جميلة... كان نهر دجلة على بعد ميل واحد وعلى تل الأكروبوليس العظيم تنتصب على الأرض رؤوس آشورية حجرية كبيرة. كانت منطقة مذهلة من البلاد... هادئة ورومانسية ومشبعة بالماضي".

فالتل الذي ترقد عليه الأطلال أحيط في الآونة الأخيرة بأسلاك شائكة لحمايته من اللصوص وحتى وقت قريب كانت الجثث طافية على نهر دجلة بعد أن جرفها التيار من ساحات المعارك في منطقة عليا من النهر.

ترقد تماثيل الثيران المجنحة الضخمة، التي كانت تقف ذات يوم لحراسة مدخل أحد القصور، مقطعة الأوصال في كومة حطام.

وقال النقيب علي عدنان من الجيش العراقي "انظر هناك قدم" مشيرا إلى مخلب عملاق منحوت من قطعة حجرية. وكان منقوشا على قطع أخرى ريش وحروف مسمارية.

واكتشف ماكس مالوان، زوج كريستي، كثيرا من هذه الآثار خلال خمسينيات القرن الماضي وألف كتابا يحمل اسم (نمرود وآثارها).

التعليقات