22/03/2020 - 10:17

نموذج نتفليكس "يتفوق" مع دخول السينما التقليدية في المجهول

تشهد صناعة السينما التقليدية مصيرا مجهولا مع تفشي فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، واضطرارها لإغلاق صالاتها، ما قد يسرّع عمليّة استحواذ منصات بث المحتوى الترفيهي، وأكبرها "نتفليكس"، على القطاع الترفيهي...

نموذج نتفليكس

توضيحية من فيلم "مولان"

تشهد صناعة السينما التقليدية مصيرا مجهولا مع تفشي فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، واضطرارها لإغلاق صالاتها، ما قد يسرّع عمليّة استحواذ منصات بث المحتوى الترفيهي، وأكبرها "نتفليكس"، على القطاع الترفيهي بأكمله.

كان يُفترض أن يشهد هذا الأسبوع عرض أحد أضخم الأفلام التي انتجتها شركة "ديزني"، في دور السينما الأميركية والعالمية، بعد حملة دعائية ضخمة أجرتها الشركة لفيلم "مولان" الذي أنتجت نسخة فعلية منه بعد أن كان فيلم صور متحركة. لكن الشركة أرجأت عرضه بعد الإغلاق الجماعي لدور السينما نتيجة كورونا.

وكانت "ديزني" تعتزم عرضه في دور السينما في 27 آذار/ مارس الجاري، بعد أيام من إطلاق منصتها لبث المحتوى الترفيهي "ديزني +"، أكبر منافسة لـ"نتفليكس" في الوقت الحالي، في أوروبا، لتوسّع من أعمالها.

وقالت صحيفة "ذي غارديان" إنه رغم أن الشركة لا تنوي عرض فيلم "مولان" على منصتها قبل عرضه في السينما، إلا أنها باتت مُضطرة إلى اختبار هذه الاستراتيجية التي تتبناها "نتفليكس" في نشر الأفلام على منصتها فور صدورها ليشاهدها المستخدمون في منازلهم.

وقالت الصحيفة إن "ديزني" دفعت ببعض أعمالها (الأقل شأنا، أو الأقدم) إلى المنصة، لتختبر تفاعل المستخدمين معها، إذا أنها غير جاهزة بعد لاتباع هذه الطريقة بالكامل، خصوصا أنها الشركة الأنجح على مستوى العالم، في إنتاج الأعمال السينمائية بالغة الضخامة، والتي تجني أرباحا طائلة من اتباع النموذج التقليدي.

ويتلخص النموذج التقليدي بعرض الأفلام في دور السينما أولا، لمدّة لا تقل عن ثلاثة أشهر، قبل بيعها على أقراص مدمجّة، أو لقنوات مدفوعة الأجر تقتني حقوق نشرها.

وهو النموذج الذي تعارضه "نتفليكس"، وأثبتت نجاحات في عدم اتباعه، معتبرة أن زمنه قدّ ولّى ولم يعد صالحا في عصر الطلب المتزايد.

وأشارت الصحيفة إلى أن "ديزني" بدأت ببث أحد أشهر أفلامها "فروزن 2"، على منصتها "ديزني +" قبل ثلاثة أشهر من توقيت عرضه، لاختبار نجاعة هذه الطريقة، كما بدأت عدّة شركات في مجال الإنتاج، مثل "يونيفيرسال بكتشيرز"، وغيرها، بتوفير أفلامها على منصات مختلفة تملكها.

وقال المحلل في شركة "إكسهيبويتور ريليشنز" الاستشارية في مجال الترفيه، جيف بوك، إن استوديوهات هوليوود "لطالما تساءلت" عما إذا كانت ستنجح إصداراتها الرئيسية على المنصات الرقمية دون عرضها في دور السينما، مضيفا أنها تملك فرصة اختبار ذلك اليوم دون أن "تُغضب أصحاب دور السينما"، بسبب إغلاق هذه المساحات نتيجة تفشي كورونا.

وقال المحللون في شركة "لايت شيد"، إنه بحسب الحسابات المنطقية، فإن التخلي عن السينما التقليدية والانتقال لعرض الأفلام مباشرة على المنصات الرقمية، حتى في ظل كورونا، يصلح للأفلام متوسطة أو متدنية الميزانية، مشددين على أن المنتجين الذين يتوقعون جني مئات الملايين من الدولارات من أفلامهم الضخمة، سينتكسون في حال عرضوها رقميا، وأضافوا: "نعتقد أنه من المستحيل بشكل أساسي أن تقوم الاستوديوهات بأي شيء يتخطى إرجاء عرض الأفلام الرئيسية حتى يتم إعادة فتح المسارح وتعود الحياة إلى طبيعتها".

أما الرئيس التنفيذي لشركة "فيو إنترانشيونال"،تيم ريتشاردز، فقال إن هذا الركود الحالي الذي يشهده قطاع السينما التقليدية بسبب كورونا، ستلحقه طفرة كبيرة بعد خروج الناس من فترات الحجر الطويلة، مشيرا إلى أنه بعد انتهاء هذه الأزمة "لن يختار أحد البقاء في المنزل لمشاهدة نتفليكس".

التعليقات