14/06/2023 - 18:38

الفنون والذكاء الاصطناعيّ: أسئلة أخلاقيّة بلا إجابات

دُرِّبت خوارزميّات الذكاء الاصطناعيّ في الشبكات التوليديّة على مجموعات بيانات ضخمة لترجمة بياناتها إلى عمل فنّيّ فريد، وبدءًا من اللوحات وحتّى المنحوتات، تستطيع الأنظمة المدرّبة تقليد الأنماط الفنّيّة المختلفة، وإنتاج قطع فنّيّة بصريًّا

الفنون والذكاء الاصطناعيّ: أسئلة أخلاقيّة بلا إجابات

(Getty)

بالرغم من تطوّر قدرات الذكاء الاصطناعيّ في إنتاج الابتكارات الفنّيّة، إلّا أنّه لا يتجاوز حدود التجربة البشريّة والعواطف، وعليه فإنّه يحثّ على العمل التعاونيّ لتحقيق الإبداع الإنسانيّ الفريد والغنيّ. وحقّق الذكاء الاصطناعيّ تقدّمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ممّا دفع إلى استكشاف تأثيره على البشر، حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعيّ الآن إنتاج الفنّ والموسيقى والصور والنصوص على مختلف أنواعها.

وخلق ظهور الذكاء الاصطناعيّ تحدّيات وأسئلة أخلاقيّة، مثل من يمتلك حقوق النشر للأعمال الفنّيّة الّتي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعيّ؟ وهل يجب حمايتها؟ وكيف يمكن التمييز بين المحتوى الّذي تمّ إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعيّ والمحتوى الّذي أنشئ بواسطة الإنسان؟

ودُرِّبت خوارزميّات الذكاء الاصطناعيّ في الشبكات التوليديّة على مجموعات بيانات ضخمة لترجمة بياناتها إلى عمل فنّيّ فريد، وبدءًا من اللوحات وحتّى المنحوتات، تستطيع الأنظمة المدرّبة تقليد الأنماط الفنّيّة المختلفة، وإنتاج قطع فنّيّة بصريًّا. ومع ذلك، يناقش الباحثون بأنّ الفنّ المولّد بواسطة الذكاء الاصطناعيّ يفتقر للعمق والمعنى الّذي يضفيه الفنّانون البشريّون على أعمالهم، وغالبًا ما تكون العواطف والتجارب الشخصيّة المصدر الملهم والشخصيّ الّذي يعطي الفنّان إبداعه الإضافيّ، وهي الأمور الّتي تفتقر إليها الفنون الّتي يتمّ إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعيّ

وكذلك أظهر الذكاء الاصطناعيّ القدرة على إنتاج موسيقى لا يمكن تمييزها من القطع الموسيقيّة الّتي يؤلّفها البشر، وعبر تحليل الأنماط والتراكيب المتواجدة في القطع الموسيقيّة الحاليّة، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعيّ توليد نغمات وتوافق جديدة وحتّى أعمال موسيقيّة كاملة، ومع ذلك، وحسب دراسات، فإنّ الإنتاج الموسيقيّ الذي يتمّ إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعيّ، يفتقد الخصائص "البشريّة"، كما حقّقت التقنيّات الذكيّة المتعلّقة بالذكاء الاصطناعيّ تقدّمًا كبيرًا في توليف المحتويات المكتوبة بما في ذلك الروايات، المقالات، النصوص، وعن طريق التدريب على كمّيّة هائلة من النصوص، تستطيع نظم الذكاء الاصطناعيّ إنتاج مقاطع متّسقة وصحيحة بشكل لغويّ، بيد أنّ العديد من الموضوعات الّتي تجعل الأدب الممتع والجذّاب للقارئ بما فيها التفاصيل الدقيقة المشتركة بين القصص وأعماق الشخصيّات يبقى بعيدًا عن الذكاء الاصطناعيّ.

وبدلًا من استبدال الإبداع البشريّ، يمكن للذكاء الاصطناعيّ أن يعمل كشريك، ويزيد من التعبير الفنّيّ ويعزّزه، بحسب دراسات، حيث يمكن للأنظمة الذكيّة أن تساعد الفنّانين والموسيقيّين والكتّاب من خلال تقديم وجهات نظر جديدة واقتراح أفكار جديدة وتيسير العمليّة الإبداعيّة، ومن خلال الشراكة، يستطيع البشر الاستفادة من القوّة الحسابيّة للذكاء الاصطناعيّ وقدرات التعرّف على النماذج، وإضافة مشاعرهم وخبراتهم وتفسيراتهم إلى المنتج الفنّيّ النهائيّ، إلّا أنّه على المستوى الفنيّ، يأخذ الإبداع البشريّ جذوره من خلال تجارب إنسانيّة وتأثيرات ثقافيّة وهو عبارة عن تعبير عن رغباتنا وتطلّعاتنا والصراعات الّتي نواجهها، وعلى الجانب الآخر، يعاني الذكاء الاصطناعيّ من قلّة الوعي والخبرات الذاتيّة، وعلى الرغم من أنّه يمكنه تقليد العمليّات الإبداعيّة، فإنّه لا يمكنه الشعور بالعواطف بنفس الطريقة أو الحديث عن تجارب ذاتيّة تميّز الإبداع البشريّ

ويفتح التقاطع بين الذكاء الاصطناعيّ والإبداع البشريّ آفاقًا جديدة في التعبير الفنّيّ. على الرغم من قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعيّ المذهلة في إنتاج الفنّ والموسيقى والأدب، إلّا أنّها تفتقر إلى الارتباط العاطفيّ العميق والتجارب الذاتيّة الّتي تحدّد الإبداع البشريّ.

التعليقات