30/08/2023 - 16:47

إضراب هوليوود يضعف من مهرجان البندقيّة السينمائيّ العالميّ

انضمّ الممثّلون الهوليووديّون الشهر الماضي إلى كتّاب السيناريو في حركتهم الاجتماعيّة، مطالبين بتحسين الأجور ووضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ

إضراب هوليوود يضعف من مهرجان البندقيّة السينمائيّ العالميّ

(Getty)

بسبب الإضراب المستمرّ منذ أشهر في هوليوود، ستكون السجّادة الحمراء في انطلاق مهرجان البندقيّة السينمائيّ بنسخته الثمانين مساء الأربعاء، خالية من النجوم والإبهار التقليديّ، مع فيلم إيطاليّ اختير على عجالة ليحلّ محلّ عمل أميركيّ في العرض الافتتاحيّ.

وكان رئيس لجنة تحكيم المهرجان، داميين شازيل، قد شهد على احتفالات أكثر تألّقًا في نسخ سابقة من الحدث، إذ عرض فيلماه "لا لا لاند" (2016) و"فرست مان" (2018) في افتتاح "الموسترا" وسط أجواء احتفاليّة صاخبة. لكنّه لن يصادف الكثير من النجوم على السجّادة الحمراء هذا العام.

وقال شازيل الأربعاء خلال مؤتمر صحافيّ لمناسبة افتتاح المهرجان، مرتديًا قميصًا عليه شعار داعم للإضراب "كلّ عمل فنّيّ له قيمة بحدّ ذاته وليس مجرّد محتوى فحسب، وهي كلمة رائجة جدًّا حاليًّا في هوليوود"، مضيفًا "الفنّ يأتي قبل المحتوى".

وقد انضمّ الممثّلون الهوليووديّون الشهر الماضي إلى كتّاب السيناريو في حركتهم الاجتماعيّة، مطالبين بتحسين الأجور ووضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ.

وتمنع نقابتهم القويّة "ساغ-أفترا" جميع أعضائها، حتّى الأكثر شهرة منهم، من تصوير أيّ أعمال أثناء الإضراب ولكن أيضًا من المشاركة في الترويج للأفلام.

وكان مقرّرًا أن تفتتح نجمة هوليوود زندايا المهرجان مع فيلم "تشالنجرز" للوكا غوادانيينو، غير أنّ التحرّك الاحتجاجيّ التاريخيّ الّذي يشلّ السينما الأميركيّة حال دون ذلك.

واستبدل الفيلم الأميركيّ بعمل إيطاليّ يحمل عنوان "كومندانته"، مع بيير فرانشيسكو فافينو، والّذي يتناول محطّات غير معروفة على نطاق واسع من الحرب العالميّة الثانية.

وبات الـ"موسترا"، عميد المهرجانات السينمائيّة العالميّة والحدث المحبّب لدى أوساط هوليوود الّتي تتّخذه منصّة لإطلاق أعمالها قبل موسم الجوائز، أوّل ملتقى عالميّ للفنّ السابع يدفع ضريبة هذا الإضراب.

ورغم إحجام نجوم هوليوود بنسبة كبيرة عن الحضور هذا العام، طمأن مدير المهرجان الإيطاليّ العريق ألبرتو باربيرا بأنّ "تأثير الإضراب سيكون محدودًا جدًّا لأنّنا لم نفقد سوى فيلم واحد" من البرنامج الرسميّ للحدث، وهو فيلم "تشالنجرز".

وجدّد القول خلال المؤتمر الصحافيّ الأربعاء "سنفتقد حضور بعض النجوم المنتظرين بشدّة، لكن في نهاية المطاف، الأمر ليس بهذه الخطورة".

وسيكون فيلم "فيراري" لمايكل مان البالغ 80 عامًا، أحد أبرز الأعمال المعروضة في المسابقة. ويفيد هذا العمل، وهو سيرة ذاتيّة لمؤسّس ماركة السيّارات الشهيرة إنزو فيراري، من استثناء منحته النقابة، ما يسمح لبطله، آدم درايفر بالمجيء إلى البندقيّة للمناسبة.

في المقابل، يتغيّب عن المهرجان برادلي كوبر، المشارك في المنافسة هذه المرّة بصفته مخرجًا وممثّلًا في فيلم "مايسترو" عن سيرة المؤلّف ليونارد برنشتاين.

ويتنافس أيضًا على جائزة الأسد الذهبيّ الّتي فازت بها العام الماضي مخرجة الأفلام الوثائقيّة لورا بويتراس ("أوّل ذي بيوتي أند ذي بلودشد")، كلّ من ديفيد فينشر وصوفيا كوبولا.

كما أنّ عرض أحدث أفلام وليام فريدكين خارج المنافسة سيكون بلا شكّ لحظة عاطفيّة، بعد أسابيع من وفاة هذا المخرج المعروف خصوصًا بفيلمه "ذي إكزورسيست" ("The Exorcist").

لكنّ قائمة الأعمال المشاركة في المسابقة تعكس قبل كلّ شيء العودة إلى الشاشة لسينمائيّين وجّهت إليهم اتّهامات في قضايا اعتداء جنسيّ ينفون صحّتها.

ومن بين هؤلاء، يعيش رومان بولانسكي (90 عامًا) في أوروبا بمأمن من القضاء الأميركيّ الّذي يهرب منه منذ أكثر من 40 عامًا بعد إدانته بتهمة الاغتصاب.

وبعدما بات شخصًا غير مرغوب فيه في هوليوود، شهد هذا الاسم الكبير في الفنّ السابع ("روزميريز بايبي" و"ذي بيانيست") تغيّرًا لوضعه في فرنسا منذ الجدل الدائر حول منحه جائزة سيزار السينمائيّة الفرنسيّة عن فيلمه "جاكوز".

وبات يعتبره جزء كبير من العاملين في المهنة أحد رموز الإفلات من العقاب في ما يتعلّق بالعنف الجنسيّ، وقد ظلّ بعيدًا عن الأنظار.

غير أنّ مهرجان البندقيّة السينمائيّ يعيده إلى الأضواء، إثر اختيار فيلمه "ذي بالاس" ("The Palace") خارج المنافسة، وهو عمل من بطولة فاني أردان وميكي رورك، صوّرت مشاهده في غشتاد (سويسرا). لكن بولانسكي لا ينوي المجيء إلى البندقيّة.

يواجه وودّي آلن (87 عامًا)، بدوره مقاطعة شبه كاملة من قطاع السينما بعد اتّهامات بالاعتداء الجنسيّ على ابنته بالتبنّي، وهو الأمر الّذي ينفيه ولم ينجح أيّ تحقيق في جلاء حقيقته.

وسيقدّم آلن فيلمه الخمسين "Coup de Chance" ("كو دو شانس") الّذي صوّر في باريس باللغة الفرنسيّة مع ممثّلين فرنسيّين.

وسيشهد مهرجان "موسترا" أيضًا عودة المخرج الفرنسيّ لوك بيسون إلى المنافسة مع فيلم "دوغمان".

وشهد مخرج فيلمي "ليون" و"ذي فيفث إيلمنت"، وهو صاحب مسيرة مهنيّة متقلّبة، إغلاق ملفّه القانونيّ في نهاية حزيران/يونيو، بعدما أسقطت محكمة النقض بشكل نهائيّ تهمّ اغتصاب وجهتها إليه الممثّلة ساند فان روي.

وبينما بدت قضايا مكافحة التمييز والعنف الجنسيّ تتقدّم في السنوات الأخيرة في عالم السينما، عقب حركة "مي تو"، فإنّ هذه الاختيارات الرمزيّة للمهرجان أثارت غضب الناشطات النسويّات.

اقرأ/ي أيضًا | مهرجان البندقية السينمائي بدورته الثمانين... نجوم أقل وفضائح أكثر

وتضمّ المسابقة الرسميّة خمس مخرجات سينمائيّات مقابل 19 رجلًا يتنافسون على جائزة الأسد الذهبيّ الّتي تمنح في 9 أيلول/سبتمبر، وهي جائزة فازت بها مخرجات خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأقرّ باربيرا بأنّ أفلام النساء "قليلة" في المسابقة، و"يجب بطبيعة الحال الكفاح من أجل تغيير الأمور".

التعليقات