23/05/2012 - 00:38

"نوى" تعيد الموسيقار الفلسطيني روحي الخماش إلى وطنه.. وتطلق أسطوانته الأولى

بخمسة موشحات وثلاث قطع موسيقية للموسيقار الفلسطيني الراحل روحي الخماش، علا صوت فرقة المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية "نوى"، بقيادة سمير مخول، مساء أول أمس الاثنين، 21.05.2012، على خشبة قصر رام الله الثقافي، في عودة إلى زمن الموسيقى العربية الأصيلة، بعد 64 عاما من الغياب.

بخمسة موشحات وثلاث قطع موسيقية للموسيقار الفلسطيني الراحل روحي الخماش، علا صوت فرقة المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية "نوى"، بقيادة سمير مخول، مساء أول أمس الاثنين، 21.05.2012، على خشبة قصر رام الله الثقافي، في عودة إلى زمن الموسيقى العربية الأصيلة، بعد 64 عاما من الغياب.

وكانت فرقة "نوى" قد سجلت الأسطوانة الأولى للموسيقار الخماش، في سياق برنامج المؤسسة الذي أطلقت عليه "هنا القدس"، بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي العربي في فلسطين من خلال إعادة إنتاج مؤلفات الموسيقيين الفلسطينيين الرواد، الذين أثروا المشهد الموسيقي في فلسطين.

توثيق وأرشفة التراث الموسيقي الفلسطيني ما قبل عام 1948

فكرة توثيق وأرشفة التراث الموسيقي الفلسطيني ما قبل عام 1948، كان من قلب مؤسسة "نوى" الفلسطينية، التي بادرت لتسجيل الأسطوانة الأولى للموسيقار الخماش، وأطلقتها في السوق لتصل إلى كافة المواطنين محبي هذا اللون من الفن الراقي الهادف.

وحول هذا المشروع الفني يقول نادر جلال، مدير مؤسسة "نوى": "الانتاجات الثقافية والفنية للشعب الفلسطيني مشتتة، والوقت حان للعمل على وصل ما انقطع منذ النكبة بعد 64 عاما، والعمل على إحياء تراث المبدعين الرواد الذي أثروا الموسيقى والفن والتراث العربي لأنه واجب علينا".

"لم الشمل"

وأضاف جلال أنه تم جمع العديد من الإنتاجات الكلاسيكية من الشتات الفلسطيني بمختلف أماكنه إلى رام الله، من خلال مشروع هو أقرب إلى "لم الشمل"، في الطريق لإنشاء أرشيف موسيقي فلسطيني.

وأشار إلى أن مشروع "هنا القدس" هو إنتاج المؤسسة، ضمن سلسلة إنتاجية لكل ملحن وعازف ومغن فلسطيني كان له أثره في رفد الثقافة الفلسطينية، ما أسهم بإطلاق طاقات الكثير من الموسيقيين الفلسطينيين والعرب، ومنهم الموسيقار روحي الخمّاش، الذي نفخر بإطلاق أسطوانته الأولى.

وقال أمية الخماش، قريب الموسيقي الراحل روحي الخماش: "موسيقى الخماش قد تكون أقوى تعبير من أي كلام عن حياة الموسيقار الراحل، التي تأخذنا إلى حياته بطريقة مختلفة معبرة"، وأضاف: "في هذه الذكرى تطلق مؤسسة نوى أولى أسطواناتها للموسيقار الخماش، في سعي منها لجمع هذا التراث الذي أثرى الموسيقى العربية، وأحد مؤسسي الفرق الموسيقية في العراق بعد استقراره هناك منذ عام 1948."

وتابع: "اليوم عاد الموسيقار الراحل إلى فلسطين بعد أن كان فيها مذيعا في صوت فلسطين ضمن برنامج ’هنا القدس‘، مطلقا ألحانه بين أزقة المدن الفلسطينية."

أما الموسيقي مخول، الذي ترأس الفرقة في حفل إطلاق الأسطوانة، قال :"نفخر أن نكون الليلة هنا ضمن إطلالة ’هنا القدس‘، لنقدم أجمل موسيقى الموسيقار روحي الخماش، الراحل الحاضر بيننا دائما، فهذا الحفل مهم جدا في توريث الموروث الفلسطيني."

من القدس إلى بغداد بدعوة من الملك غازي

ولد الموسيقار الفلسطيني الراحل روحي الخماش، في مدينة نابلس، ودرس المرحلة الابتدائية بمدرسة الخالدية ثم مدرسة النجاح، أولع بالموسيقى منذ طفولته، فرعاه والده، واشترى له عودًا صغيرًا ودفعه ليدرس الموسيقى على يد قريب له اسمه أحمد عبد الواحد الخماش، وفي عام واحد أجاد روحي عزف بعض السماعيات والدواليب، وفي عام 1932 غنى دور "أحب أشوفك" أمام عازف الكمان السوري سامي الشوا بالقدس، فأعجب به وشجعه على متابعة الدراسة والتدريب، وفي عام 1933 عزف على عوده أول مرة أمام الجمهور فنال إعجابه، كما غنى أمام محمد عبد الوهاب وأم كلثوم في أثناء زيارتهما للقدس فأعجبا به."

وفي عام 1935، سافر إلى بغداد بدعوة من الملك غازي ملك العراق، فعزف وغنى أمامه، فطرب له الملك، وفي سنة 1936، وعند افتتاح إذاعة القدس، كان روحي الخماش من أوائل من عمل فيها عازفًا ومطربًا ومقدمًا للبرامج.

في معهد فؤاد الأول بالقاهرة

وفي عام 1937، سافر إلى القاهرة بمنحة دراسية بمعهد فؤاد الأول الموسيقي، ودرس المناهج المقررة للسنوات الخمس بسنتين فقط، وحصل بعد تخرجه على منحة دراسية إلى إيطاليا، لكن نشوب الحرب العالمية الثانية حال دون سفره، فعاد إلى إذاعة القدس وتولى قيادة فرقتها الموسيقية.

وفي منتصف الأربعينيات، تعرف على الموسيقي السوري الشيخ علي الدرويش، الذي كان يعمل في إذاعة القدس، وتعلم الخماش منه فن الموشحات وأصول تلحينها، وحفظ منه الكثير منها، كما تردد على سورية في الأربعينيات، وغنى في إذاعتها، وفي عام 1948 عام وقوع النكبة، اضطر للرحيل إلى بغداد ثانية، حيث كانت إقامته فيها حتى وفاته.

التعليقات