17/08/2013 - 18:37

أكرم عبد الفتاح..إسم تألق في عالم النغم و يرسم بالوتر ملامح الأمل

انطلق منذ سنوات عمره الأولى، وهولا يتعدى ربيعه الثامن، حمل أحلامًا صغيرة ،لا تتعدى سنواته الثماني التي كبرت بعمره الزمني وتعمقت بعمره الإبداعي، و تجاسر بموهبته الفذة التي أخضعت الوتر وتجاوزت عمره الزمني الى مساحة عريضة من ميادين الخلق والإبداع..و اتسعت لها الأرواح واحتضنها كبار الفنانين..مضى مثابرًا يشق طريقه الى عالم الروح ،معتمدا على موهبة فذة واجتهاد استثنائي، استطاع أن يدمج بين تقنيات الموسيقى الغربية وروح الشرق الوثابة.. داعب وطوع الوتر مع جيل من زملائه حتى استنطقه بما تحتاج النهضة الموسيقية كمركب ثقافي أصيل في ظل تراجع وتصدع الإنتاج وتردي الأذواق، وهومؤمن بنهضة فنية ترتسم ملامحها على يد جيل جديد من العازفين الشباب..

أكرم عبد الفتاح..إسم تألق في عالم النغم و يرسم بالوتر ملامح الأمل

انطلق منذ سنوات عمره الأولى، وهولا يتعدى ربيعه الثامن، حمل أحلامًا صغيرة ،لا تتعدى سنواته الثماني التي كبرت بعمره الزمني وتعمقت بعمره الإبداعي، و تجاسر بموهبته الفذة التي أخضعت الوتر وتجاوزت عمره الزمني الى مساحة عريضة من ميادين الخلق والإبداع..و اتسعت لها الأرواح واحتضنها كبار الفنانين..مضى مثابرًا  يشق طريقه الى عالم الروح ،معتمدا على موهبة فذة واجتهاد استثنائي، استطاع  أن يدمج بين تقنيات الموسيقى الغربية وروح الشرق الوثابة.. داعب وطوع الوتر مع جيل من زملائه حتى استنطقه بما تحتاج النهضة الموسيقية كمركب ثقافي أصيل في ظل تراجع وتصدع الإنتاج وتردي الأذواق، وهومؤمن بنهضة فنية ترتسم ملامحها على يد جيل جديد من العازفين الشباب..

الموسيقي عازف الكمان أكرم عبد الفتاح 23عامًا عزف مؤخرًا مع كبار الفنانين وتألق في عالم النغم داخل وخارج البلاد بحضور وأداء استثنائي.. حول مسيرته الفنية  المثيرة التقته وحاورته" فصل المقال" في بلدته كوكب أبو الهيجاء..

بين تقنيات الغرب و روح الشرق ..
إنطلق الأستاذ أكرم عبد الفتاح  في رحلته الأولى مع الفن والنغم الشرقي لعالم الإيقاعات الذي بدأ دراسته وهو في الثامنة من العمر، وفي العام 2000 حصل على الجائزة الأولى في مسابقة فنية بمدينة شفاعمرو، لكنه قرر خوض معتركه الأصعب في عالم الوتر وهو يعلم مدى التحديات ويقول: انتقلت بعد أن تعلمت الإيقاعات لالة العود والكمان، لكني قررت نهائيا أن أتخصص في آلة الكمان التي أثارت رغبتي واهتمامي بل شغفي الجامح، كإحدى الآلات الساحرة التي هيمنت على عالمي، ولا شك انه عالم جميل، بل ربما أجمل ما رسمته وأرسمه لحياتي لأقدم لنفسي و لمجتمعي ما يستحق، وهذا معترك حقيقي لصعوبة الآلة والقدرة الخاصة في تطويعها واخضاعها، وهنا بدأت أتلقى تدريبا على يد معلمة من أصل روسي الذي أكسبني خبرة خاصة، بل أحدثت لدي قفزة نوعية في عالم الكمان بحيث استطعت دمج روح النغم الشرقي الذي تلقيته من أساتذتي العرب بداية، مع النغم الغربي الذي يتميز بتقنيات ودقة عالية، كما أكسبني مهارة وتعمق،و بعد أن تمكنت من الآلة أكثر قررت في العام 2006 خوض التحدي المغامر في مسابقة (مرسيل خليفة) للعزف المنفرد في مدينة القدس، وحصلت على المركز الأول مما شكل لي دفعة أخرى بحيث منحني الموسيقي الكبير سيمون شاهين ابن ترشيحا- الذي كان احد اعضاء لجنة الحكم هناك منحة تعليمية لمواصلة تعليمي لديه في امريكا وذلك تم لدى أهم الموسيقيين العرب هناك أمثال اللبنانيين بسام سابا،وشربل روحانا،وريم خشيش،والفلسطيني نجيب شاهين،والأساتذة جهاد راسي ،وجمال سنو،و ميشيل مرهج، وبعدها تابعت في بيت الموسيقى بمدينة شفاعمرو مع أستاذي الكبير كميل شجراوي..وربما هذه المحطة كانت الأكثر أهمية في مسيرتي الشاقة والممتعة..

محطة مفصلية في عالم الإبداع..
لم يتوقف شغفه عند حد، بل أراد تكريس وترسيخ الدراسة العلمية والأكاديمية التي يشترطها عالم الإبداع ويواصل مشواره بصيغة تكاملية ليؤسس لعلم الموسيقى كعالم من الحس المثير بدقته ورهافته، ولإيمانه بأهمية الدراسة العلمية لتدعيم المواهب الفذة لتنقذ الموسيقى العربية من تحت وطأة العبث بإرثها الأصيل واختزالها في نمط الإيقاعية الراقصة المبتذلة التي شهدتها صرعات  العقد الأخير قال:لأني أومن حتى النخاع بضرورة تأسيس جيل جديد كما كل الميادين- يتمكن بمواهبه ومهاراته ورؤيته الثقافية والموسيقية كمرآة تعكس صورة المجتمعات وثقافتها، واليوم هم كثر، ونستطيع أن نعول عليهم، لذلك التحقت في العام 2008 كما الكثيرين من أقراني بالأكاديمية للموسيقى العربية في مدينة القدس حيث أنهيت اللقب الأول بتفوق لأواصل تعليمي للقب الثاني "الماجستير" كما حصلت في نفس عام 2008على جائزة مسابقة فلسطين الوطنية وفي العام نفسه حصلت على نفس الجائزة وبتفوق لأواصل تحدياتي التي أعلم استحقاقاتها الشاقة، وكنت دوما على جهوزية عالية لأخوض غمار هذا التحدي.

إنتاجــــات موســــيقية.. ورسائل للعالم..
عبد الفتاح واصل تطلعاته دون تردد، وبثقة المتمكن الذي استحوذه عالم الروح و الإبداع،واصل مشواره الإبداعي بخطى واثقة، ليؤسسس مع زملائه فرقة للانتاج الموسيقي الآلاتية"رباعية أوان" المميزة،و التي أنتجت مجموعة من الألحان وحازت على جوائز مهمة، ويعتبرها الموسيقيون بمثابة مشهد جديد وفريد في موسيقانا العربية وقال:هذه الفرقة تعتبر التتويج الأهم لمسيرتي التي يجب أن تتواصل بنفس الروح وكصورة مشرقة لمجتمعنا وشعبنا لكسر الصورة النمطية التي صبغت ووضعت صورة الفلسطيني تحت الإحتلال كماكنة مقاومة مجردة من تطلعاته  وأحاسيسه الإنسانية، دون أن تعي الجانب الروحي والإنساني الذي ينشدها الفلسطيني بالحرية والعدل والسلام الحقيقي، ونحن بدورنا نطمح ونسعى لتقديم هذه الصورة الحقيقية غير المشوهة أمام الرأي العام العالمي والعالم الحر أو من يدعي ذلك، وفي هذا السياق قمنا بجولات باعتقادي أنها هامة في هذا السياق، بحيث أقمنا عددا كبيرا من العروض الهامة خارج البلاد في فرنسا وامريكا وبريطانيا والجزائر وعمان والكويت ودبي والدنمارك وغيرها من البلدان، وبهذا المعنى فنحن بمثابة سفارة وطنية عالمية تتحدث للعالم بلغته الجامعة وهي لغة الموسيقى، وأضاف "لقد شاركت أيضا في برنامج"نيوستار" كعازف منفرد على آلة الكمان ومشاركتي مع فنانين كبار أمثال إلهام المدفعي وعمار حسن وهاني متواسي وهيثم الشوملي ومحمد عساف وآخرها مع الفنانة القديرة أصالة نصري، كما أنني مدعو للمشاركة في لقاءات موسيقية مماثلة نهاية العام الحالي مع المايسترو الشهير يعقوب الأطرش .

بين العلاج واللغة الخالدة..
للموسيقى دور علاجي هام ودور أساس في تهذيب الأحاسيس والمشاعر واستئصال النزوع العنيف من النفس ووضع صورة الحياة في قوالب جمالية والنظر للحياة من زوايا هي الأجمل، كما أنها تعلم ثقافة الإصغاء والحوار وتقبل الآخر، وهي لغة الشعوب الخالدة، وهذا ما يؤكده الأستاذ عبد الفتاح وقال: الموسيقى مركب هام وأساسي في ثقافة وهوية الشعوب وضاربة في عمق تراثه ووجدانه، لقد أكد بعض الفلاسفة العرب منذ العهد العباسي كيفية العلاج الموسيقي وعلاقة الروح بالجسد وبين النفسي والعضوي والتفاعل فيما بينهما"، وأضاف "لقد كانت لدينا تجربة في بيت الموسيقى بمدينة شفاعمرو بحيث قمنا بعملية تدريب موسيقي لمجموعة من الطلاب لمدة ست أشهر بحيث تبين خلال المعاينة النهائية ومن خلال النتائج أكدت على أثر التعليم الموسيقي على سلوك الطلاب وكذلك تحصيلهم التعليمي المرتفع، مما يعزز القناعة التامة بأن نعمل على اقحام ودفع أبنائنا الى عوالم الثقافة الواسعة من الرياضة والفنون وكافة المجالات الإبداعية المختلفة لاسيما في ظل تدهور حاد في مجمل الثقافة المجتمعية وابرزها ثقافة العنف الخطيرة.

مصاعب وعقبات..
لايخلو طريق الإبداع من مصاعبها الجمة لاسيما الموسيقية منها ويعتبر عبد الفتاح أن الكثيرين يمكنهم الإنطلاق، لكن مواصلة المشوار هو الأهم وقال:اليوم وبتواضع قد وصلت لمستوى مرض مقارنة بسنّي و بالفترة الزمنية القصيرة نسبيا في عالم الموسيقى، لكنها تجربة عريضة وعميقة اكتسبت فيها مهارات رغم كل المصاعب والعقبات، وهذه تحديات كبرى اشترط تجاوزها جملة من الشروط والعوامل وأهمها توفر الموهبة المثابرة والتدريب المتواصل بحيث كنت اتدرب معدل6 ساعات يوميا وهذا ليس أمرا يسيرا للتوفيق بين مشاغلي الأخرى ودراستي الجامعية والسفر خارج البلاد وداخلها، وطبعا لا أنسى أنني أنحدر من عائلة موسيقية تركت بصماتها في صقل موهبتي، وأخص بالذكر عمي الأستاذ فؤاد عبد الفتاح الذي كان لروحه وحسه المرهف  ومهنيته الأثر الأكبر، وكذلك عمي الأستاذ موفق عبد الفتاح، ووالدي الذي تعلم العزف على يد الأستاذ سيمون شاهين في امريكا واحتضانهم لي" وتابع "أعتقد أن لدينا كمًا هائلا من المواهب التي اندثرت لغياب البيئة الحاضنة و الوعي والاهتمام المجتمعي الكافي بهذا الميدان وغياب المؤسسات والأطر الحاضنة لهذه المواهب.

جيل موسيقي جديد يتألق..
يعتبر عبد الفتاح أن الجبهة الثقافية تحتاج إلى تدعيم وتعزيز، وإيلائها الحيز الذي تستحق لكونها المرآة العاكسة لحضارة الشعوب وبتفائل قال:أعتقد رغم كل المصاعب أن هناك جيلا جديدا من العازفين والفرق الموسيقية تتشكل وتضاهي مستوى ما هو موجود بالعالم العربي بل وتستطيع المنافسة في أعلى المستويات، رغم أن ما لدينا نما وتطور في ظل ظروف بالغة التعقيد من حيث الوضعية الخاصة لعرب الداخل في ظل عزلة وحصار، بل اغتراب عن محيطنا العربي بغياب التواصل والتعاون الثقافي، مع ذلك هناك ملامح حالة فنية إبداعية تتشكل بوتائر جيدة وأعتقد أنها ستكون راسخة، وذلك يعود للاهتمام المتزايد من النخب الموسيقية وبعض المعاهد الجادة، وهذا ينعكس بوتائر متفاوتة على وعي الجمهور في رفع مستوى الأذواق والوعي والتمييز بين التطبيل وبين الموسيقى، لكن هذا يحتاج إلى مراكمة وتصويب الفهم لهذا الميدان على مستوى التعليم المنهجي في المؤسسات التعليمية وكذلك التعليم اللا منهجي الذي لازال القيميون عليه يقدمون سلة خدمات لا أكثر، دون مضمون حقيقي، وأعتقد أن هذا أمر معيب علينا المساهمة للانتقال للمهنية والتعاطي العلمي مع ميدان بالغ الأهمية على مستوى التربية الذوقية والحسية في ظل حالة تبلد للمشاعر الإنسانية وتفشي ثقافة العنف لدرجة خطيرة.

أهم المحطات..
رغم أهمية كل محطة وميزتها في مسيرته الفنية إلا أنه يولي المحطة الأخيرة معنى خاصًا ويقول:هذه هي عملية تراكمية، كان لابد وأن تنتج محطة نوعية فكان أهمها مشاركتي مؤخرا بالعزف  مع الفنان محمد عساف والفنانة الكبيرة أصالة نصري حيث منحتني ثقة أكبر خصوصًا أن الفنانين قدما عروضا مع أهم العازفين العرب وخاصة الفنانة اصالة مما اعطاني دفعة معنوية قوية لمسيرتي المستقبلية، كما شكل امتحانا مهما لي، أعتقد انني اجتزته بامتياز وهذا يضعني أيضا امام تحديات أخرى آمل أن أكون عند حسن ظن الجميع لأقدم للجمهور ما يستحق من احترام العقل والأذواق واحترام الذات.

التعليقات