20/09/2013 - 02:16

جمهور غفير "يغني الحجر" مع بوران سعدة وسعيد طربيه برام الله

نظم فريق "ساند" الشبابي حفلًا موسيقيًّا تحت عنوان "غنى الحجر، أول أمس، الثلاثاء، في قصر رام الله الثقافي، بحضور جمهور غفير من مختلف أنحاء فلسطين.

جمهور غفير

(عدسة علي مواسي)

نظم فريق "ساند" الشبابي حفلًا موسيقيًّا تحت عنوان "غنى الحجر"، أول أمس، الثلاثاء، في قصر رام الله الثقافي، بحضور جمهور غفير من مختلف أنحاء فلسطين.

وجاء هذا الحفل إحياءً لأغاني انتفاضة الحجارة المجيدة واحتفاءً بها، وهو واحد من سلسلة حفلات مزمع تنظيمها ليحيى من خلالها تاريخ الشعب الفلسطيني موسيقيًّا، إذ لكل حقبة من هذه الحقب ما يميزها من أغانٍ وأصواتٍ وفنانين ومضامين، وفقًا للمنظمين.

إحياءً لأغنية الانتفاضة المقاومة

وحول الحفل وغايته قالت عريفته، الإعلامية منى عمري، بعد ترحيبها بالجمهور: "نحيي اليوم الانتفاضة ونستعيد معناها من خلال الأغنية التي هي جزءٌ من ثقافةِ المقاومة وفعلها، عندما نمت في تربة واقع نضاليّ تتفاعل معه وتحشد لأجل الانخراط فيه. تعتبر الأغنية وسيلة من وسائل عديدة نمتلكها لاستعادة الروح، روح الشعب النابضة بإرادة التحرير والمقاومة.. ولم يكن الفلسطيني في الأغنية الوطنية مجرّد فرد معزول أو قائد مقدس أو فصيل يتغنى به،  بل كان كلّ الشعب الفلسطيني، الشهيد والأسير والبطل."

وأضافت: "ولكننا لم نجتمع الليلة كي نستعيد روح ميت ! لأن مشروع التحرر وإن كان مغيبا فإنه الحي الوحيد وما ينتظره الأحياء. هنالك من يريد أن ينشأ جيل فلسطيني بوعي غابت عنه إرادة التحرير، وها نحن اليوم أبناء هذا الجيل نجتمع لنغني   للحجر ولسلاح المقاومة."

ووقف الجمهور دقيقة حداد إكرامًا وإجلالًا لروح الشهيد طوباسي من مخيم جنين، الذي كان قد استشهد صباح يوم الحفل، وكذلك لأرواح  "شهداء فلسطين ومخيماتها، وشهداء المقاومة والحرية في كل مكان."

بوران سعدة وسعيد طربيه يلهبان الجمهور

ثم اعتلى المنصة الفنانان بوران سعدة من شعب، وسعيد طربيه من سخنين، ليلهبا الجمهور بكلمات وألحان "صوت الجرس يا طير"، و"سبل عيونه ومد ايده"، و"زغري يا ام الجدايل"، و"ما طول العصفور"، و"هبت النار"، و"دوس ما انت دايس"، و"يا يمة"، و"طار اليعسوب"، و"شدي انتفاضة"، و"بالفاس"، و"بكتب اسمك يا بلادي".

وأنشد الجمهور أخيرًا، ووقوفًا، مع الفنانين بوران سعدة وسعيد طربيه، النشيد القومي العربي والفلسطيني الأول "موطني"، وسط تفاعل وتأثر كبيرين.

وعند اختتام الحفل، طلب الجمهور أغنية "نزلنا عالشوارع"، وكان الفنان وليد عبد السلام، صاحبها ومغنيها، موجودًا في الحفل، فدعي إلى المنصة ليؤديها بنفسه بشكل عفوي، وسط حماسة كبيرة من الجمهور.

وقد رافق المطربين الفنانون العزفة نايف سرحان (إيقاع)، وفؤاد عبد الفتاح (عود)، وحسام النوي (ناي)، وأكرم عبد الفتاح (كمان).

وقد كان لافتًا الديكور الذي جهزه المنظمون على المنصة وفي الصالة خارج القاعة، والمستوحى من مشاهد الانتفاضة الأولى، فكانت هناك الحجارة، والدواليب، والزجاجات الفارغة، وملصقات الانتفاضة التي صممت في سنوات الثمانينات.

وعلقت على مدخل مبنى قصر رام الله الثقافي، وفوق باب القاعة لافتات كتبت عليها شعارات مثل: "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة"، و"الحجر أقوى من الرصاص"، و"عاشت الانتفاضة"، وهو ما يحيل إلى الجداريات التي كان يكتبها أبناء الشعب الفلسطيني على جدران قراهم ومدنهم.

أحمد عقل: عشنا الانتفاضة

وفي حديث مع الشاعر أحمد عقل من رام الله حول الحفل قال: "غنى الحجر وسقط الصمت.. أشم رائحة بارود.. هكذا كنتُ أردد وأنا خارج من حفل ’غنى الحجر‘ الذي أقيم بجهد شخصي

من مجموعة شباب مبادر ووطني. كان حفلًا حميميًّا جدًّا، ذكر من كان منا حاضرًا في الانتفاضة الأولى بانتفاضته، وسمه لم يعشها أن يفوز بجانبٍ منها. "

وأضاف: "شكرًا لـ ’ساند‘ وشكرًا لنا لأننا لن نُقهر ولن ننسى، وأتمنى ألا تكون هه  المرة الأخيرة لفعاليات مثل هذه، وأود لو احتفينا في المرات القادمة بمغني الانتفاضة الأولى، أمثال أبو نسرين، ووليد عبد السلام، وجميل السايح وغيرهم."

"بدعم من الشعب الفلسطيني"

يذكر أن فكرة الحفل جاءت أساسًا من مجموعة شباب فلسطيني مهتم بإحياء الذاكرة الجماعية، وهم بالمجمل أشخاص ذوو اهتمامات وخبرات مهنية في مجال الموسيقى والإعلام والتربية والعلاج بالموسيقى، وعلى رأسهم مجموعة شباب "فريق ساند."

وقد قام بجهود تطوعية من الشباب الناشطين والمساهمين، ويدرج تحت عنوان "بدعم الشعب الفلسطيني"، وهو الشعار الذي يتبناه "فريق ساند" في إقامتهم لفعاليات وأنشطة تطوعية وثقافية تعتمد على جهود الشعب الفلسطيني دون أي تمويل مشروط من جهات رسمية، أو من صناديق مانحة تحدد الأجندات السياسية للشعب الفلسطيني.

وقد قالت العريفة حول "ساند": "نود أن نؤكد على فكرة ’ساند‘، التي تقول إننا نستطيع أن نبني وأن نقول وأن نفعل بإمكاناتنا الذاتية، وإن دعمك أيها الشعب الفلسطيني هو الدعم الوحيد الذي ننتظره ونعوّل عليه.  ’ساند‘ يعني نبني سنسلة سوا بدون تمويل مشروط، فمن يأكل من صحن السلطان عليه أن يضرب بسيف السلطان.. ولا سلطان علينا إلا إرادة الشعب."

التعليقات