يبدي عازف البوق اللبناني - الفرنسي، إبراهيم معلوف البالغ من العمر 34 عاما والذي يشارك في مهرجان لندن للجاز، شغفا بالموسيقى التصويرية للسينما، وتعلقا بالعزف الارتجالي الذي يعكس حرية الفنون، بحسب ما جاء في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وبعد أيام على صدور مجموعته الأخيرة 'في بلاد أليس' في الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، يروي الموسيقي الشاب نشأة المشروع. ويقول: 'لقد أثر في مهرجان ايل دو فرانس، ودفعني إلى التأليف الموسيقي حول موضوع العجائب'.
وتطلب الأمر ثلاث سنوات حتى تمكن معلوف من إصدار هذا الألبوم 'الذي كلف غاليا بما يوازي ثلاثة ألبومات'، وشاركت فيه جوقة للأطفال وفرقة أوركسترالية للموسيقى الكلاسيكية، وتعاون فيه مع مغني الراب أوكسمو بوتشينو.
ومن المقرر ان يقدم ابراهيم معلوف عرضا حيا لمقطوعات الألبوم بين الخامس والثامن من شباط (فبراير) المقبل مع فرقة باريس الفلهامونية.
ويقر معلوف أنه يبذل جهدا ليكون مرتاحا في العزف مع مجموعة كبيرة، ويقول: “أنا أكون مرتاحا أكثر بكثير حين أكون في الأستوديو وحيدا حيث أفعل كل شيء بمفردي'.
بدأ ابراهيم معلوف أولى خطاه الموسيقية بين سن الثامنة والتاسعة متأثرا بوالده عازف الترومبيت (البوق) نسيم معلوف الذي اخترع أول بوق بأربع دوسات يمكنه أن يعزف ربع الصوت الذي تتميز به مقامات الموسيقى الشرقية.
ويروي: 'لم أكن أفهم ما يجري لي، كنت أعزف إلى جانب والدي في عروضه بكل ثقة، وما أن ينتهي العرض حتى كنت أذهب للعب… فيما بعد أدركت أن الناس الحاضرين يسمعون ويشاهدون'.
خلال العام الجاري، قدم إبراهيم معلوف في لندن ألبومه الخامس “أوهام' الذي فاز بجائزة أفضل موسيقى البوم في العالم لعام 2014.
ولد إبراهيم معلوف في بيروت خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين العامين 1975 و1990، وانتقل مع عائلته طفلا إلى باريس حيث يقيم منذ ذلك الحين.
وقد انجز خلال العام الجاري موسيقى لثلاثة أفلام هي 'ايف سان لوران' لبرتران بونيلو، و'الوردة الحمراء' للإيرانية سيبيداه فارسي، و'كريم دو لا كريم' لكيم شابيرون.
ويقول إن تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام 'هو الحلم' الذي يسعى إليه.
ويعمل معلوف حاليا على موسيقى لفيلم طويل من إخراج اوني لوكونت يدور حول موضوع التبني. ويوضح معلوف إنه لم يرغب يوما في أن يكتفي بدوره كعازف ترومبيت، وأنه كان دائما يرغب في أن يقترح ألحانا على المغنين الذين عمل معهم أو أن يقدم لهم رؤى توزيعية جديدة، لكن أحدا لم يطلب منه ذلك أبدا لكونه في نظرهم مجرد عازف.
لكنه عمل جاهدا للخروج من هذا التصنيف ويقول: 'اعتقد أننا جيل لم يعد يؤمن بأن يقوم الإنسان بعمل واحد، نحن نفعل شيئا من كل شيء، إنه نمط حياتنا'.
وقد أسس معلوف شركة للانتاج بعدما رفضت شركات عدة أن تنتج له أعمالا من تأليفه. وهو يحضر حاليا لعرض ارتجالي يشارك به نحو ألف عازف، إيمانا منه 'بالحرية التي يمنحها الفن'.
ويقول: 'سنضرب في هذا الحدث رقما قياسيا لنقول من خلاله أن مفهوم الارتجال يشكل قاسما مشتركا بين كل مدارس الموسيقى'.
التعليقات