22/05/2016 - 12:21

عرض "يا ستي" بالناصرة: إحياءٌ للتراث الشامي وحق العودة

"عالروزنا وفوق النخل وهلا لا ليا"، أسماءُ أغانٍ من جذور التراث الشاميّ رددها المئات من المشاركين، كبارًا وصغارًا، مساء أمس السبت، في العرض الغنائي الممسرح "يا ستي" للفنانة دلال أبو آمنة،

عرض "يا ستي" بالناصرة: إحياءٌ للتراث الشامي وحق العودة

صور من الأمسية في الناصرة

'عالروزنا وفوق النخل وهلا لا ليا'، أسماءُ أغانٍ من جذور التراث الشاميّ رددها المئات من المشاركين، كبارًا وصغارًا، مساء أمس السبت، في العرض الغنائي الممسرح 'يا ستي' للفنانة دلال أبو آمنة، على أثر إطلاق ألبومها والفيديو الكليب الخاص بها 'يا ستي'، في فندق جولدن كراون بمدينة النّاصرة.

على المسرح

قدّمت الفنانة أبو آمنة عرضها بدعمٍ من بلديّة النّاصرة، وتولى العرافة مصطفى قبلاوي، وبقيادةِ الموزّع والموسيقي درويش درويش، وشارك في العمل مجموعة من الجدّات حافظات التراث والباحثة في التراث، نائلة لبّس، وقد قام بتنفيذ الرؤية المسرحيّة الإخراجيّة الفنان عامر حليحل، بمشاركةِ الإعلاميّة سناء حمّود، إضافةً إلى فريقِ عملٍ دأب على تصوير الفيديو كليب في قرية كفر برعم وتوليفه.

بعد أن ألقى رئيس بلديّة الناصرة، علي سلّام، كلمته الترحيبيّة، تفاعل الجمهور بالدبكة والتصفيق والغناء مع الأغاني التراثية، والتي صاغتها أبو آمنة لإعادة تقديم المادة الغنائيّة الشاميّة بأسلوبٍ فنيّ أوسع بعد أن انتقت الأغاني المسموعة وبحثت في التراث الغنائيّ لتختارَ صفوته ولُبّه، وقدّمَت نموذجًا آخر من الفنّ الغنائيّ التراثيّ المُمسرح مقرّبًا الجمهور بطريقةٍ حميميّة، هذا الفنّ الذي أصبحَ نوعًا ما بعيدًا عن آذانِ أهلهِ في خضم الوضع المتدهور للمشهد الغنائيّ في العالم العربيّ.

وقالت الفنانة دلال أبو آمنة، لموقع 'عرب 48'، إن 'عرض يا ستي هو عبارة عن لوحات تراثيّة قدمت بشكل وصلات غنائيّة، كما يُقدّم التراث بطريقة طبيعية وعفويّة، ومن هنا تنبع محبّة الناس للعرض الطبيعيّ غير المتكلف أو المتصنع، هذا العرض حقيقيّ جدًا ويكشفنا كما نحن بتراثنا وتاريخنا، وله بصمة خاصّة بشكل عام، وفي مسيرتي الفنيّة بشكل خاص باختلاف الأنماط الغنائيّة التي قمت بتأديتها'.

ومن جهة أخرى، أكدت الباحثة في الفولكلور الفلسطيني، نائلة لبّس، لـ'عرب 48'، التعاون المشترك بينها وبين الفنانة أبو آمنة لفترة طويلة، لاختيار الأغاني المنتقاة والتي تعتبر فهرسا غنائيا لكل أنواع الفولكلور كأغاني الأطفال، الأعراس، الشاميّة، النسائيّة والرجاليّة، وقالت إن 'أهميّة هذا العرض تنبع من فكرتهِ بتوسيع آفاق الناس بالفولكلور عن طريق الأغنية'.

تصوير حق العودة

يحاكي الفيديو كليب حقّ عودة الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هُجّروا منها إبان النكبة، مصورًا عمليّة إحياء المكان عن طريق الأغنية التراثية، متخيّلاً كيف يمكن للمكان أن يكون عامرًا بعد أن خلا من أهلهِ الأصليين وباتَ غريبًا عن تراثهِ، وهنا تظهر أبو آمنة لتعيدَ حقّ العودة ولو بالأغنية التراثية الشاميّة التي تجعلُ بعضَ المستحيلِ ممكنًا.

وعن العملِ المشترك بينه وبين الفنانة أبو آمنة، قال المخرج عامر حليحل عن تجربتهِ، لـ'عرب 48'، إنه 'حين طرحت الفنانة دلال أبو آمنة عليّ فكرة الفيديو كليب ومادته فكّرت في كيفيّة المحافظة عليها كمادة خفيفة ودافئة وشعبيّة، وبذات الوقت كيف نحافظ على معناها التراثيّ دون أن تكون فلكلوريّة أكثر مما يجب، وبدون أن تكون أيضًا خارج السياق وبكائيّة على أطلال القرى المهجرة'.

وأردفَ أنّه 'جرى اختيار قرية مهجّرة للتصوير بها في عمليةٍ تصوّر إحياء القرية ولو لمدة 5 دقائق، لأنّ هذا حلمنا، في محاولةٍ منا بتخيّل شكلها فيما لو كانت قائمة، وبهذه الطريقة نعطي المادة حقّها والسياق حقّه في المعنى التفاؤلي الذي يتحدث عن حلمنا وليس فقط عن مأساتنا وبكائنا'.

اقرأ/ي أيضًا | مجد الكروم: فرقة كناري تبهر الحضور بغنائها ومعزوفاتها

وبدوره، أكد رئيس بلديّة الناصرة، علي سلّام، لـ'عرب 48'، دعم البلديّة للفنّ والفنانين بكل مجالاته، قائلاً إن 'هذا فخر واعتزاز لنا بالفنانة دلال أبو آمنة، فهي اليوم فنانة عالميّة لا تقلّ أهميّة عن أي فنان عالمي آخر، وبلدية الناصرة تدعمها كي تصل إلى أعلى المراتب بفنّها'، مشيرًا إلى 'انحسار الدعم للفنانين المحليين وعدم حصولهم على الدعم سابقًا'.

التعليقات