كتاب عن الاهداف الاسرائيلية والتكتيكات خلال حرب تموز

-

كتاب عن الاهداف الاسرائيلية والتكتيكات خلال حرب تموز
منذ أن وَضعت أوزارها في الرابع عشر من أب 2006 وحتى اليوم، لم تغب حرب تموز عن الواجهة، إن من خلال البرامج التلفزيونية أو المقالات والدراسات الأجنبية التي اتفقت بمعظمها على تاريخية المأزق الإسرائيلي والانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني على العدوان. وفي هذا الإطار، صدر في فرنسا كتاب تحت عنوان حرب الثلاثة والثلاثين يوما. حرب إسرائيل على حزب الله في لبنان وتداعياتها. الكتاب الذي تعاون على تأليفه، الكاتب اللبناني الفرنسي جيلبير أشقر، والناشط اليهودي المعادي للصهيونية ميشيل وارشافسكي، يتناول الأهداف الإسرائيلية والتكتيكات المتبعة.

الهدف الأساسي كان القضاء على حزب الله: ولتحقيق ذلك إتبع الجيش الإسرائيلي ثلاثة تكتيكات، الأول: توجيه ضربة قاضية إلى البنية التحتية للحزب وقادته عبر حملة قصف مركزة، وهو تكتيك مستقى من البنتاغون.
التكتيك الثاني الذي إتبعته إسرائيل بحسب الكتاب، هدفت من خلاله إلى تأليب الشيعة اللبنانيين على حزب الله، بتصويره السبب في مأساتهم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف عمدت إسرائيل إلى تنفيذ حملة قصف مدمرة قتلت المئات من المدنيين في القرى والاحياء السكنية.

كما شنت إسرائيل حربا نفسية موجهة، كان من ضمنها رمي مناشير من الطائرات، اتفق الجميع في لبنان على كونها كتبت بطريقة غير متقنة تماما. التكتيك الثالث، أتبعت فيه إسرائيل خطة تقوم على تحويل اللبنانيين جميعا إلى رهائن من خلال الحصار البري والبحري والجوي، وكان الهدف من ذلك تأليب الشعب، وتحديدا غير الشيعة على الحزب، من خلال ايجاد جو سياسي يدفع الجيش اللبناني للقيام بحملة عسكرية ضد الحزب. ولهذا جاء في كلام أولمرت وغيره من المسؤولين الإسرائيليين في بداية الحرب أنهم لا يريدون سوى الجيش اللبناني على الحدود.

بناء عليه، وقياسا إلى الأهداف الثلاثة السالفة الذكر، والهدف المركزي، يكون الهجوم الإسرائيلي قد مني بفشل كبير.فالجنود الإسرائيليين الأسرى الذين كانوا في بداية الأمر الحجة الرسمية للحرب، لم يعودوا، وحزب الله هو أبعد ما يكون عن الإنهيار: فالحزب إستعاد بناءه السياسي والقوةَ العسكرية التي بقيت تقصف المستوطنات الإسرائيلية حتى اللحظات الأخيرة ما قبل وقف العمليات الحربية. وعلى الصعيد الشعبي لم يحتفظ حزب الله بقاعدته الشعبية فحسب، بل إمتدت إلى طوائف لبنانية أخرى، دون إغفال المكانة الكبيرة عالميا التي حصل عليها في هذه الحرب

"المنار"

التعليقات