جديد "أوراق إسرائيلية": تقرير إستراتيجي إسرائيلي حول "إدارة النزاع"

جديد
رام الله- صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد رقم 27 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" بعنوان "وقائع الانتقال من تسوية النزاع إلى إدارته: المواجهة العنيفة الإسرائيلية- الفلسطينية 2000 – 2004".

يضم هذا العدد الترجمة العربية الكاملة لتقرير إستراتيجي صدر، في شباط 2005، عن "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" ويتضمن تقييمًا شاملاً للمفاهيم السياسية والمنطلقات الأساسية، التي وجهت السياسة الإسرائيلية حيال الفلسطينيين خلال السنوات 2000- 2004، مقايسة مع ما كان سائدًا قبل ذلك أيضًا. وهو يشكل خلاصة عمل "مجموعة تفكير" تبلورت تحت كنف المعهد المذكور وضمت باحثين وخبراء في مجالات مختلفة وعقدت عدة لقاءات، ابتداء من شهر تشرين الثاني 2003.

وقد شملت هذه المجموعة شخصيات رفيعة من مجال الاستخبارات مثل: إفرايم هليفي ورؤوبين مرحاف ويوسي بن آري (من الموساد) وافرايم لافي (من أمان- شعبة الاستخبارات العسكرية) وكوبي ميخائيل (من وحدة التنسيق والارتباط)، وأكاديميين آخرين مثل: يعقوب بار سيمنطوف (رئيس الطاقم ورئيس المعهد) ودانيئيل بار- طال وروت لبيدوت ودان زكاي وعزرا سدان وتمار هيرمان ويفراح زيلبرمان ويتسحاق رايتر.

يقول رئيس الطاقم، في تمهيده لهذا التقرير، إن الشعور بأن هناك طريقًا مسدودًا وبفشل الجهود في إنهاء المواجهة العنيفة أو التقليل من حدّتها، هو الذي أدى بباحثي "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" إلى أن يتفحصوا من جديد طرق إدارة المواجهة من قبل إسرائيل في السنوات الأربع الأخيرة. والهدف هو اقتراح إطار تفكيري يعرض بدائل أكثر انضباطًا لإدارة النزاع، تسهّل الانتقال من إدارته إلى تسويته. ويضيف أنه بعد الانتهاء من إعداد التقرير ساد شعور في أوساط باحثي المعهد بأن مفهوم إدارة النزاع والاستراتيجيات، التي تم انتهاجها في إدارته في السنوات الأربع الأخيرة، لا توفّر جوابًا ناجعًا لناحية معالجة المواجهة الحالية. كما يؤكد على أنه، رغم خطة الانفصال الأحادية الجانب وما تنطوي عليه برأيه من تغيير في مفاهيم إسرائيل، لا بديل عن العمل بصورة مشتركة لإنهاء الحلقة المستمرة من العنف ولإشاعة أمل جديد بمحادثات سياسية.


ويشتمل العدد على تقديم كتبه محرر السلسلة أنطوان شلحت يؤكد في سياقه أن أهمية هذا التقرير "تبقى مستمدة من أحكامه بشأن اتزان أو معقولية عناصر المفهوم السياسي الإسرائيلي، وهي أحكام يمكن هيكلتها في نطاق جهود إماطة اللثام أو نزع الأقنعة عن المنطلقات الأساسية لذلك المفهوم".

ويضيف: "ثمة الكثير من التفاصيل التي يكشف عنها التقرير بصورة مركّزة مستعينًا بالعديد من المراجع، وليس من المبالغة اعتبارها مفاصل جوهرية، إلى ناحية تسليط بؤرة الاهتمام نحو ما تتحمله إسرائيل من مسؤولية مباشرة عما آلت إليه الأوضاع السياسية والأمنية.
كما يُشكّك التقرير في مجرّد الاعتقاد بأن القبضة القوية والعقاب الجماعي وحدهما قادران على إخافة وردع شعب يكافح ضد الاحتلال. وهو يقرر بأن إسرائيل لم تفلح في حسم المواجهة مع الفلسطينيين من الناحية العسكرية، إلى جهة وضع حد للعنف الفلسطيني. فضلاً عن ذلك فإنه على رغم الأثمان الباهظة التي يدفعها الفلسطينيون من ناحية الخسائر البشرية والاقتصادية فقد ظلوا يرفضون "الاستسلام". كما أن "إسرائيل لم تفلح في كيّ وعي الفلسطينيين"، بشأن "أن العنف لا يخدم أهدافهم ويعرقل تقدمها إلى الأمام"، أضف إلى كل ذلك أن هذه الوثيقة تقول إن شعور الفلسطينيين بأن "ليس لديهم ما يخسرونه" قد ازداد خلال سنوات الانتفاضة وازدادت معه الدافعية للتجنّد والانضمام إلى دائرة العنف".

التعليقات