جديد دار قدمس: الطرد والإبادة: مصير المسلمين العثمانيين (1821 - 1922 م

-

جديد دار قدمس: الطرد والإبادة: مصير المسلمين العثمانيين (1821 - 1922 م
معلومات عن الكتاب:

العنوان: الطرد والإبادة: مصير المسلمين العثمانيين 1821-1922 م)
المؤلف: جستن مكارثي
ترجمة: فريد الغزي
عدد الصفحات: 500 تقريبًا، تضم العديد من الخرائط.
تاريخ الإصدار: تشرين الأول 2005 م

مقدمة

توصّلتُ إلى هذه الدراسة لوفيات وهجرة المسلمين من البحث في عدد سكان الإمبراطوريّة العثمانيّة إبّان الحرب العالمية الأولى. كان اهتمامي آنذاك يكمن ببساطة في التحقّق من عدد المسلمين الذين عاشوا في الأناضول وكيف تغيّر عددهم في القرنين التاسع عشر والعشرين. أدهشتني نتائج الدراسة، إذ لم يكن في قراءاتي السابقة عن التاريخ العثمانيّ ما يهيّئني لتلك الوفيات الكبيرة في تلك الفترة. ذكرت الإحصائيات أن ربع السكان المسلمين فُقدوا. لم أستطع أن أصدّق أن فقدانًا كهذا جرى تمويهه في التاريخ، إلاّ أن مراجعة البيانات مرة تلوَ الأخرى خلّفت الاستنتاج نفسه. ليس خلال الحرب العالمية الأولى فحسب، بل طوال القرن التاسع عشر أيضًا، تجشمت الشعوب المسلمة في الأناضول والقِرَم والبلقان والقفقاس خسائرَ هائلة في الأرواح. كانت خسائرهم جديرة ببحث إضافيّ.

هذا الكتاب هو ثمرة هذا البحث؛ تاريخ الوفيات والهجرة القسريّة للشعوب المسلمة. إنه يقدّم خسائرَ المسلمين بالتفصيل، لكنه من الخطأ التعامل مع هذه الخسائر كأنها حدثت في فراغ. إن الاجتناب السابق لأي ذكر لخسائر المسلمين في عموم التاريخ لا يسوغ أيَّ زعمٍ مقابلٍ أن المسيحيّين لم يعانوا أيضًا. حدث كثير من الرعب والمعاناة المفهرسَين هنا خلال حروب عانتها الأطراف كلها. كثيرًا ما ترافقت خسائر المسلمين بتلك التي أصابت المسيحيّين. ذكرتُ، كلما كان الأمر ممكنًا، مصير المسيحيّين الذين كانوا في صراع مع المسلمين. ليس هذا على كلّ حال تاريخًا عامًا للشعوب العثمانيّة، ولا حتى تاريخ الوفيات لزمن الحروب كلها في منطقة واحدة. إن هذا تاريخ معاناة المسلمين، ليس لأن المسلمين عانوا وحدهم، بل لأن تصحيحًا للرؤية التقليدية الأحادية الجانب لتاريخ أتراك هذه المناطق ومسلميها أصبح ضروريّـًا. أظن أيضًا أنه تاريخ قادر شرعيًا على الصمود وحده. إنها قصة وفيات هائلة وواحدة من هجرات التاريخ الضخمة.



التعليقات