جديد "قدمس": القدس في العصر الحديدي والعرب ضحايا المحرقة النازية..

-

جديد
الكتاب: القدس في العصر الحديدي (1300 - 700 ق م)
المؤلفة: مارغريت شتاينر
ترجمة: رزق الله بطرس، زياد منى
الموضوع: تاريخ، آثار
عدد الصفحات: 204 صفحة من الحجم الكبير (21 * 29 سم)
تاريخ الإصدار: أيلول 2006

هذا الكتاب يحوي محصلة اكتشافات عالمة الآثار الهولندية، مارغريت شتاينر، التي كلفت بإتمام التنقيبات في منطقة القدس وتقويم النتائج التي وصلت إليها رائدة التنقيب هناك عالمة الآثار الإنغليزية كاثلين كنيُن في ستينيات القرن الماضي قبيل سقوط بقية فلسطين "الانتداب" للاحتلال الصهيوني.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في الاستنتاجات ومنها: «في أثناء الحفريات الكثيرة التي جرت في القدس وحولها، لم يعُثر على أي أثر لمدينة محصنة: لا أسوار كبيرة ولا بيوت ولا حتى أي قطع من أوان فخارية سائبة.. يبدو أنه لا يمكنني إلا الاستنتاج أنه لم تقم أي "مدينة" في القدس في أثناء فترة (رسائل العمارنة). ومن الناحية الأثرية، لم تكن القدس، ببساطة، مأهولة في أثناء العصر البرونزي المتأخر. يبدو لي هذا واحدًا من الأمثلة الكثيرة التي يبدو فيها أن النصوص [التوراتية، ز م] وعلم الآثار يناقض واحدهما الآخر.

المصادر التاريخية لبداية العصر الحديدي (العصر الحديدي الأول) غير موجودة تقريبًا، باستثناء المراجع التوراتية التي لم يكتب معظمها إلا في وقت لاحق، لكنها غالبًا ما تستخدم دليلاً تاريخيًا. لذلك تكون الصورة التقليدية للقدس في هذه الفترة، والتي تقدمها معظم الكتب، هي أنها كانت مدينة صغيرة محصنة جيدًا يسكنها اليبوسيون، ومركزاَ لدولة-مدينة مستقلة.. لكن ما عُثر عليه بالواقع يحكي حكاية مختلفة.

[و] كان وضع القدس في بداية العصر الحديدي الثاني موضوعًا لكثير من الكتب والمقالات، ومعظمها يصور المستقرة مدينةً كبيرةً، وغيرها يصورها عكس ذلك.. لكن على أساس تحليل المادة الأثرية.. لم تكن القدس مدينة كبيرة ولا مدينة إقليمية صغيرة..

[و]استنادًا إلى الدلائل الأثرية يمكن وصف القدس في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد بأنها مدينة صغيرة محصّنة لا يزيد حجمها عن (12 هكتار)، ومن الممكن أنها كانت تتسع لسكنى ألفي نسمة.. لكن يبدو من غير المحتمل أن هذه القدس كانت عاصمة لدولة كبيرة مثل عاصمة "الملكية المتحدة" المذكورة في النصوص التوراتية».

وحيث أن هذا الكتاب ينقض الرواية التوراتية عن مدينة القدس في العصور القديمة، فقد أثار حفيظة الدوائر الأصولية العالمية، وفي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على وجه الخصوص، حيث شنوا على العالمة الهولندية هجمات لم تتوقف ما يوضح عدم براءة أبحاثهم من خلفيات دينية أصولية وسياسية وعصبية.

لكن هذا الكتاب يعد أيضـًا مرجعـًا رزينـًا في التنقيب الأثري حيث تبين شروحات المؤلفة أصول البحث الأثرية والتاريخي، ما يجعله مرجعًا علميًا بامتياز.الكتاب: العرب في المحرقة النازية - صحايا منسيون؟!
المؤلف: غرهرد هُب
ترجمة: محمد جديد
مراجعة: زياد منى
الموضوع: تاريخ
تاريخ الإصدار: أيلول 2006
عدد الصفحات: 154.

لماذا لم يُول ضحايا النازية والفاشية من العرب، في كتابة التاريخ، العربي وغير العربي، اهتمامـًا حتى الآن، على النقيض من الأبحاث المكثفة حول تعاون السياسيين العرب مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية؟.

هذا السؤال المهم طرحه المستعرب الألماني الراحل غرهرد هب في بحثين مهمين، زود بهما دار قدمس قبيل رحليه، متمنيًا عليها نشرهما. وإذا تنشر دار قدمس البحثين، وثالث نقحته زميلة للمؤلف، فإنها تظهر ان البحث في هذا الموضوع مازال في بداياته ويستحق ملاحقة علمية مستمرة.

وفي هذا الكتاب يعرض المؤلف نتائج أبحاثه الأولية عن فئة من الضحايا، هي المعتقلين العرب في معسكرات الاعتقال الألمانية بين عامي (1939 و1945 م). وهي توضح أن عدد هؤلاء المعتقلين يمكن مقارنته بعدد المعتقلين المنتمين إلى الأمم الأخرى، "الصغيرة"، وأن هؤلاء البشر لم يجر ترحيلهم واعتقالهم، في الحقيقة، لأسباب "عنصرية" على سبيل الحصر، مثلما فُعل باليهود، وأن آلامهم لم تكن مع ذلك، ومن أجل هذا، أقل شأنـًا، أو أهون من آلام الملايين من المعتقلين الآخرين، من غير اليهود. وذلك أن العرب لم يكونوا قط في عداد المعتقلين المتمتعين ب"الامتيازات"، ولكنهم كانوا يدخلون في هذه الأثناء في باب ضحايا النازية ”المنسيين“، وكان من جملة ما أدى إليه هذا، أنه يوجد اليوم، في الحقيقة، حديث عن ”المُقترفين“ أو ”المذنبين“ من العرب.

وفي مقابل ذلك يُفتقد الحديث عن الضحايا منهم. ولذلك فليس ما يبعث على العجب أن التأريخ العربي، وغير العربي، على السواء، في صدد العلاقات العربية-الألمانية بين عامي (1933 و1945 م)، وكذلك المناقشات، التي تجري في هذه الأيام، عن علاقة العرب بالنازية والنازية الجديدة، والمحرقة، يغلب عليهما الحديث عن "المذنبين"، الذين نشروا تجاريبهم مع النازية، فيما نشروها فيه، في مذكرات وفي سِيرٍ ذاتية. على أن إعادة تركيب ألوان المشاهدات والتجاريب المتصلة بضحايا النازية من العرب لا تعدُّ. بالنظر إلى هذا، مطلبـًا من مطاليب الإنسانية فحسب، بل تعدُّ، أيضـًا، إسهامـًا في كتابة جديدة لتاريخ العلاقات العربية الألمانية بين عامي (1933 و1945 م)، ولو على نحو جزئي.

التعليقات