جديد "مدار": عدد مزدوج من مجلة "قضايا إسرائيلية"

جديد
رام الله - صدر مؤخرا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، العدد المزدوج 17 و18 من مجلة "قضايا إسرائيلية" الفصلية المتخصصة .
جاء العدد في أكثر من 190 صفحة من القطع الكبير واشتمل على عدد من الدراسات الأكاديمية لباحثين إسرائيليين وفلسطينيين تناولت جوانب مختلفة من الواقع الإسرائيلي بينها الثقافة والاقتصاد والتيارات الفكرية والأزمات التي تعصف بهذا المجتمع القائم على التناقضات والتي تعمقت بعد أكتوبر 2000 وما زالت تتفاقم، وهي تنتج مصطلحات صارت مميزة للإسرائيليين فقط، مثل الهيمنة والغطرسة..
الباحث الفلسطيني د. مسعود اغبارية يستعرض في دراسته عن تأثير الانتفاضة على المجتمع الإسرائيلي، متغيرات المواقف الإسرائيلية من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بداية الانتفاضة وحتى منتصف العام الجاري، وبالذات تأثير العمليات العسكرية التي نفذها فلسطينيون في داخل إسرائيل، كما انعكس هذا التأثير في الصحف ووسائل الاعلام الإسرائيلية

دانا ميرتنباوم هي محامية اسرائيلية ومديرة جمعية "ايتاخ" (معك) للدفاع عن حقوق النساء العاملات، وقد أعدت تقريرا للجنة التابعة لهيئة الأمم المتحدة والتي تعنى بمكانة المرأة في العالم. التقرير قدم باسم منظمة "ايشا لايشا" وهي منظمة نسوية ويتناول تأثير الاحتلال والعنف على أوضاع المرأة الفلسطينية والمرأة الإسرائيلية.
الدكتور ليف غرينبرغ هو من السوسيولوجيين الإسرائيليين الأكثر جرأة في دراسة ونقد المجتمع الإسرائيلي وتثير مقالاته ودراساته نقاشات كبيرة ليس فقط في أوساط المثقفين والأكاديميين بل السياسيين أيضا، وهو راديكالي في موقفه من الاحتلال فلا يقبل المساومات ولا التأتأة في المواقف أو الشروط المسبقة، وفي مقاله هذا يناقش الإسرائيليين الذين يزعمون انهم ضد الاحتلال ولكن في حقيقة الأمر هم ليسوا كذلك.

ويتناول الدكتور جوني منصور في دراسته موضوع الأحزاب الصهيونية والأيديولوجيات، هل تتمسك بأيديولوجياتها التقليدية أم أنها أصبحت ككل الأحزاب في العالم الرأسمالي تلهث وراء المصوتين. في خلال خمسين عاما ونيف سقط العديد من الأحزاب الاسرائيلية وولد العديد وتداخلت الأحزاب ببعضها.

البروفيسور يهودا شنهاف هو أحد مؤسسي منظمة "القوس الشرقي" ويقود التيار الذي يؤكد على انتماء اليهود الشرقيين الى الثقافة العربية ويدعو الى تعزيز هذا الانتماء. وفي مقاله "صمت اليسار الاسرائيلي: استمرار الهيمنة الأشكنازية" ينتقد المؤرخين الجدد ويتهمهم بأنهم يواصلون نهج المؤرخين التقليديين في نفي انتماء اليهود الشرقيين وتشويهه والتنكر لدورهم الثقافي استمرارا لنهج الهيمنة الأشكنازية.

د. هنريت كاليب محاضرة في جامعة بئر السبع وهي من أصل مغربي، قدمت الى البلاد عام 1949 وعاشت كطفلة في المعبراة ثم انتقلت للعيش في المدينة وقد عرفت منذ طفولتها مظاهر العنصرية والاستعلاء عليها كيهودية شرقية في المدرسة والحي والمجتمع. في هذا العدد تقدم شهادة خاصة عن معاناتها كيهودية من أصل عربي.

ويتناول الباحث د. اودي أديب موضوع مكانة اليهود الشرقيين في إسرائيل والتمييز ضدهم ليؤكد أن هذا التمييز ليس ناجما عن كون الدولة هي دولة قومية يهودية أشكنازية، بل لأنها دولة قوموية غير ديمقراطية، أي أنها دولة ترتكز على أصولية دينية، ولأن قيادتها اعتمدت الأصول الدينية المرجعية لوجود الدولة وطابعها، التمييز العنصري في إسرائيل لا يحكمه انتماء قادة الدولة الاثني بل توجههم اليهودي الغيبي القوموي العقائدي.

في هذا العدد تواصل "قضايا إسرائيلية" تقديم وجهات نظر مثقفين اسرائيليين في موضوعي النكبة وحق العودة.
د. دان ياهف في مقاله "قانون العودة مقابل حق العودة" ينتقد بشدة قانون العودة الاسرائيلي الذي يجيز لكل يهودي الحصول على المواطنة الإسرائيلية فقط لكونه يهوديا وفي الوقت نفسه يؤكد ياهف على ضرورة الاعتراف بحق العودة للشعب الفلسطيني، هذا الحق المعترف به دوليا وإسرائيل هي الوحيدة التي تتنكر له.

وفي موضوع الثقافة الإسرائيلية، تنشر المجلة محاضرة ألقاها الكاتب سلمان ناطور، مدير تحرير مجلة "قضايا إسرائيلية"، في مركز مدار برام الله، وفيها يتحدث عن طابع الثقافة اليهودية الإسرائيلية العبرية، التي بدأت تتبلور منذ بداية القرن العشرين، استعدادا لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين.

حوار العدد أجراه فراس خطيب مع دكتور ايلان بابيه، أحد أبرز الأكاديميين الإسرائيليين المناهضين للصهيونية، فكرة وعقيدة وممارسة، كما تجسدها حكومات إسرائيل. والحوار معه يلقي أيضًا أضواء على طابع الدولة وماضيها ومستقبلها من وجهة نظر أكاديمي إسرائيلي خارج عن الاجماع العام.

ويسهم الكاتب أنطوان شلحت في قراءة كتابين إسرائيليين صدرا أخيرًا لباحثين أكاديميين حول السلام بالمفهوم الإسرائيلي والتغيرات التي خضع لها منذ فشل قمة "كامب ديفيد" في صيف 2000 وإسقاطات ذلك على المشهد الراهن.

كما تنشر المجلة مقالا للأستاذ الجامعي والباحث في شؤون الاقتصاد والمجتمع، شلومو سبيرسكي، يكشف فيه النقاب عن الخسائر المادية والاجتماعية والإقتصادية التي حلّت بإسرائيل نتيجة احتلالها للضفة الغربية والقطاع. ففي العشرين عامًا الأوائل بعد الاحتلال في 1967 لم تكن الخسائر كبيرة ولكن الوضع انقلب بعد إندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وإزدادت خسائر إسرائيل منذ العام 2000.

التعليقات