"قضايا إسرائيلية" رقم 22: الخارطة السياسية في إسرائيل كما رسمتها انتخابات 2006

رام الله- صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد 22 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، تركز على الخارطة السياسية الجديدة في إسرائيل كما رسمتها نتائج انتخابات آذار 2006، وما تعنيه النتائج من تغيرات على المشهد السياسي عامة، والحراك الحزبي الداخلي، إلى جانب انعكاسات ذلك على الخيارات السياسية فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني.

ففي دراسة شاملة ومستفيضة يستعرض الدكتور مسعود إغبارية الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، مركزا على الظروف والتطورات التي أدت إلى إجرائها قبل أوانها وعلى طروحات الأحزاب الإسرائيلية وما هو جديدها في هذه الحملة بما فيها الأحزاب العربية، كما يتناول بالبحث والتحليل نتائج هذه الانتخابات مركزا على فئويتها واصطفاف القوى السياسية على بعضها بروح سياسة "التجميع " أو الانطواء التي حمل إيهود أولمرت شعارها لهذه الانتخابات، وبطبيعة الحال يستعرض الكاتب موقف الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل من هذه الانتخابات وانعكاسها عليهم.

وتحت عنوان "كتاب إسرائيليون يعقبون على نتائج الانتخابات"، يرصد هذه الانتخابات أربعة كتاب إسرائيليين معروفين وينتمون إلى اليسار الذي كان أكثر المصابين بخيبة أمل من نتائج الانتخابات، وفي الجمع بين هذه الأصوات الأربعة التي قرأت هذه الانتخابات يتم إلقاء الضوء ليس فقط على ما حصل، بل على ما قد يكونه اتجاه الريح.

ويقرأ الدكتور جوني منصور برامج الأحزاب الإسرائيلية عشية الانتخابات الأخيرة ويستخلص أن هذه الأحزاب لم تأت بجديد بل حافظت على طروحاتها السياسية ولم تخرج عن الاتجاهات المركزية التي تبنتها في السابق. ويلاحظ أيضا أن غياب اليسار الإسرائيلي تضاعف في هذه الانتخابات، ما ينعكس على سير السياسة الرسمية الإسرائيلية واتجاهاتها المستقبلية.

لقد كانت أبرز ظاهرة في نتائج الانتخابات 2003 هي الفوز الساحق لقائمة شينوي إذ حصلت على 15 مقعدا في الكنيست وكانت أبرز ظاهرة في انتخابات 2006 تحطم حركة شينوي وفقدانها لكافة المقاعد . الباحث مهند مصطفى يرصد هذه الحركة منذ نشوئها عام 1977 تحت اسم حركة داش (حركة للديمقراطية والتغيير) وحصولها على 15 مقعدا ثم انقسامها وظهورها بأسماء مختلفة حتى التلاشي والاختفاء في 2006.

حوار العدد يجريه فراس الخطيب مع البروفيسور آفي عوز وهو باحث في المسرح ويعتبر من أهم الخبراء العالميين بمسرح شكسبير وقد ترجم إلى العبرية عددا من المسرحيات الشكسبيرية، وهو معروف أيضا بمواقفه التقدمية الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، وهو مشارك فعال في حركات سياسية راديكالية مثل "يوجد حد" و"محاضرون ضد الاحتلال".

وفي ذكرى مرور 39 عاما على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وبقية المناطق منذ حزيران 1967، تنشر "قضايا" دراسة الدكتور نزيه بريك التي تبحث في سياسة التخطيط الإسرائيلية القائمة على أهداف عنصرية بحتة ، فيأخذ الباحث القدس نموذجا وهي المدينة التي تعرضت منذ اليوم الأول لاحتلالها لمشروع استيطاني شامل ومتواصل بهدف تخليد احتلالها وضمها إلى إسرائيل. وتركز الدراسة على مفهوم التخطيط في السياسة الإسرائيلية وأساليب التطبيق وتعاملها مع المكان الجغرافي والبيئة البشرية، التي تتعرض منذ عقود إلى مشاريع اقتلاع بأشكال مختلفة.

وضمن زاوية جديدة تستحدثها "قضايا"، دراسة للباحث الأردني عبد الحميد الكيالي، عن إحدى الشخصيات الفكرية والدينية اليهودية التي تركت أثرا كبيرا في العصور الوسطى ليس فقط على الفكر اليهودي بل العربي والإسلامي أيضا، وهو المفكر والفيلسوف موسى بن ميمون (الرمبام) والذي ولد في قرطبة وعاش وتوفي في شمال أفريقيا في القرن الثاني عشر، وقد كتب بن ميمون العديد من الرسائل والكتب وأهم مؤلفاته كتابه الفلسفي "دلالة الحائرين" ويعتبر مرجعا مهما في تفسير الدين اليهودي والفلسفات الغيبية بشكل عام.

المقال الثاني عن اليهود في المجتمع العربي لباحث وكاتب مغربي يعيش في روما ويعد كتابا عن اليهود في المجتمع العربي، ليس في الأندلس وحسب بل في كافة الأقطار العربية وحتى العصر الحديث، ويتناول إسهام اليهود في الموسيقى العربية والغناء والفنون الأخرى كجزء لا يتجزأ من المجتمع العربي. هكذا تعامل معهم العرب عبر القرون الغابرة وهكذا تعاملوا مع أنفسهم، فما من أمة في التاريخ احتضنت اليهود مثلما احتضنهم العرب إلى أن جاءت الحركة الصهيونية في مطلع القرن العشرين وبدأت بقلب كل المفاهيم وضرب كل المسلمات فوصلنا إلى وصلنا إليه اليوم.

وفي دراسة بعنوان "شرقيون واشكنازيون، قصة حب أخرى" يتناول الباحث دان أوريان أحد أهم المواضيع التي عالجها المسرح الإسرائيلي وهو العلاقات السفارادية الأشكنازية، أي العلاقة بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين والتي عرضها المسرح من زواياها الاجتماعية والطبقية والثقافية، وقد عرضت مسرحيات وأفلام عديدة وصدرت روايات تناولت هذه العلاقات المتوترة دائما، والتي كانت مصدر الهام واستكتاب لعديد من الكتاب والمبدعين الإسرائيليين، خاصة في تصوير علاقات الحب المتبادلة وحالات الزواج المختلط، التي كانت نتائجها على المسرح تصور بعكس ما أراد لها مخططو سياسة الصهر في الخمسينيات وما تلاها.

التعليقات