كتاب جديد لفيسك يسلط على دور الغرب في أزمات الشرق الأوسط

-

كتاب جديد لفيسك يسلط على دور الغرب في أزمات الشرق الأوسط
صدر مؤخرا للصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك كتاب جديد بعنوان "الحرب الكبرى من أجل الحضارة.. غزو الشرق الأوسط" يلخص فيه تجربة مهنية استمرت نحو ثلاثة عقود غطى خلالها أهم الأحداث التي عرفتها المنطقة.

وقد تابع فيسك عن قرب الأحداث الكبرى التي عاشتها منطقة الشرق الأوسط منذ الثورة الإيرانية، مرورا بكامل فصول الأزمة اللبنانية والحرب العراقية الإيرانية إلى غزو الكويت (1991) وغزو العراق الذي ما زالت خيوطه تزداد تشابكا.

في هذا المؤلف يقدم الكاتب تحليله الخاص للأوضاع بالشرق الأوسط وتفسيره للتاريخ السياسي لها وأهم الصراعات والأزمات التي تعصف بتلك المنطقة البالغة الحساسية وترهن مستقبلها.

وبحكم وجوده المستمر بالمنطقة مراسلا لصحيفة إندبندنت البريطانية، واحتكاكه بسكانها وصناع القرار فيها، ومتابعته الميدانية للحروب التي شهدتها المنطقة، وسعيه الدؤوب للإمساك بتلابيب الحقيقة، تمكن فيسك من تكوين إدراك عميق لمجريات الأمور هناك.

ويسلط فيسك في كتابه الجديد الضوء خصوصا على دور الغرب في الأزمات التي يعرفها الشرق الأوسط، ويرصد تأثير وتورط الدول الغربية في مجريات الأحداث على مدى نحو قرن بالمنطقة، ويبرز مساندة الغرب لبعض حكام المنطقة الأكثر قسوة.

كما يسرد الحضور العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، وتبعاته السياسية والمتمثلة أساسا في تنامي مشاعر الكراهية بالمنطقة تجاه الغرب بصفة عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة.

ويتضمن الكتاب عددا من اللمحات لشخصيات ذات وزن قوي بالمنطقة من بينها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن -الذي التقاه فيسك عدة مرات بالسودان وفي أفغانستان- وزعيم الثورة الإيرانية الراحل الخميني والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وكان فيسك قد نشر قبل سنوات كتابا بعنوان "أمة مثيرة للشفقة.. لبنان الرهينة" روى فيه بالتفصيل كافة فصول الأزمة اللبنانية والتي بلغت أوجها بمذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982.

وتميز الكاتب في السنوات الأخيرة بتغطيته لمجريات الأمور بالساحة العراقية وخاصة منذ انطلاق الغزو الأميركي في مارس/آذار 2003. وقد ساهمت التغطية في تقديم صورة لحقيقة الأوضاع مغايرة لما تقدمه أغلب وسائل الإعلام الغربية وخاصة الأميركية.

وقد عرف فيسك بمعارضته الشديدة للحرب على العراق ومناصرته للقضايا العربية، وبهجومه اللاذع على السياسات التي يقودها تيار المحافظين الجدد بأميركا والذي يشاركه فيها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.


الجزيرة

التعليقات