"من يهودية الدولة حتى شارون" / جديد د. عزمي بشارة

-

في خضم العمل السياسي والفكري اليومي، وليس في إجازة بحث علمي، أنجز وصدر حديثاً للدكتور عزمي بشارة كتاب " من يهودية الدولة حتى شارون- دراسة في تناقض الديمقراطية الإسرائيلية".

الكتاب من إصدارات مواطن- المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، وسيعرض في معرض الكتاب في القاهرة الطبعة الصادرة عن دار الشروق في القاهرة.

يقع في 339 صفحة، ويشتمل على خمسة أبواب.

الباب الأول ويشتمل على ثلاثة فصول، الأول تناقضات الديمقراطية اليهودية والثاني دولة يهودية وديمقراطية والثالث دوامة الدين في الدولة تاريخياً، ويتحدث الفصل الثاني عن نشوء النزعة القومية "بطحونيزم"، أما الباب الثالث فيشتمل على فصلين، الأول الأقتصاد والعولمة والسياسة والثاني بعض جوانب جدلية العولمة إسرائيلياً، ويتكون الباب الرابع من خمسة فصول، الأول المنتصر والمهزوم في الإنتخابات الإسرائيلية وخلفيات موجزة لمرحلتي باراك وشارون، والثاني إنتصار الوسط ونهاية حقبة الإستقطاب، والثالث تجزئة الهوية الجماعية، والرابع إشكال العلمانية والتدين في إنتخابات العقد الأخير، والخامس اليمين واليسار بعد إنتخاب باراك، أما الباب الخامس فيشتمل على أربعة فصول، الأول باراك والثاني سقوط باراك والثالث شارون-موجز تقاطع الخلفيات التاريخية والبيوغرافية والرابع صورة السياسي. وبدل الخاتمة: فصل دون حل.


هذا الكتاب هو مساهمة بحثية في تحليل إشكاليات وتناقضات نظام الحكم في نقاط تقاطع السياسة مع الإقتصاد السياسي والأيديولوجية السائدة في حالة خاصة هي حالة إسرائيل. ولهذا الغرض يحلل الكتاب بنية الديمقراطية اليهودية إلى عناصرها المكونة. وتتناول عملية التفكك أوجهاً متعددة لنشاط الدولة كعملية بناء للأمة من خلال الإقتصاد، والعناصر والأفكار المكونة للأيديولوجيا السائدة وغيرها. والكتاب مساهمة نقدية واعية لموقعها الذي توجه منه النقد. ولكن النقد ليس مجرد نشاط غير موضوعي. ففي حالة تولده عن عملية تحليل تستخدم فيها أدوات العلوم الإجتماعية، وتضيء جوانب من العملية الإجتماعية والسياسية التي تخفيها الأيديولوجيا الرسمية يكون مساهمة علمية وبحثية في فهم المجتمع والدولة المعنيين. وهو، بالتأكيد، لا يقل حرصاً على الموضوعية العلمية عن الإنتاج البحثي الإسرائيلي في الشأن الإسرائيلي، وإن كان يتضمن بعداً أيديولوجياً، فهو بالتأكيد لا يزيد على البعد الأيديولوجي القائم في الأبحاث الأكاديمية الإسرائيلية.

ليس الكتاب رداً على الإختصاص الإسرائيلي في الشؤون العربية، وهو ليس رداً على الإستشراق الإسرائيلي ب" باستغراب" عربي. فلسنا معنيين بمناكفات أستعراضية ذات طابع تمثيلي (representational ) لكي نصرف جهوداً على إثبات أننا نستطيع أن " نحللهم" كما "يحللوننا". نحن معنيون بالبحث وليس بلعب دور الباحث. كما لسنا معنيين ينفذ وظيفة أخرى غير البحث والنقد المتضمن فيه. ولا نرغب بتقليد المستعمِر، لان المستعمَر في حالة التقليد المنتشرة مؤخراً يتحول إلى مجرد كاريكاتير عن المستعمِر يتوسل اللياقة السياسية (politically correct ) لتحميه من السخرية، أو من التقييم العلمي الصارم.

التعليقات