لا يا شيخ: رواية مصريّة تتناول الثورة وظروفها

صدر عن مؤسسة شمس للنشر والتوزيع بالقاهرة، الرواية الأولى للكاتب الصحافي الشاب سعيد حبيب والمعنونة بـ"لا يا شيخ"، وهي مستوحاة عن قصة حقيقية، وتناقش القمع الأمني وقانون الطوارئ، والاعتقال المتكرر، مع رسم صورة مغايرة للسائد عن الملتزمين دينيّا.

لا يا شيخ: رواية مصريّة تتناول الثورة وظروفها

 

صدر عن مؤسسة شمس للنشر والتوزيع بالقاهرة، الرواية الأولى للكاتب الصحافي الشاب سعيد حبيب والمعنونة بـ"لا يا شيخ"، وهي مستوحاة عن قصة حقيقية، وتناقش القمع الأمني وقانون الطوارئ، والاعتقال المتكرر، مع رسم صورة مغايرة للسائد عن الملتزمين دينيّا.

ويقول حبيب، وهو نجل القيادي السابق في تنظيم الجهاد، وأحد رموز الحركة الاسلامية في مصر، الدكتور كمال السعيد حبيب، والذي اعتقل لمدة 10 سنوات على ذمة قضية تنظيم الجهاد عام 1981، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية لمدة 5 سنوات بعد الإفراج عنه في عام 1991: "الرواية تتماس بشكل كبير مع ظروف الثورة المصرية وما كشفته عن قمع أمني كبير".

هجوم الجمال البغال

ويشير حبيب إلى الهجوم بالجمال الذي وقع على الثوار، فضلاً عن الضرب بالرصاص المطاطي، واستخدام الرصاص الحي مباشرة مع المتظاهرين، وكيف أن قانون الطوارئ شكل مظلة حماية لنظام مبارك الذي أمكنه بسهولة الزج بأكثر من 15 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية، دون تقديمهم إلى المحاكمة، أو توجية اتهام لهم.

وأضاف حبيب: "شارك والدي في أحداث 1981 التي انتهت باغتيال السادات، وقد أهديت له هذه الرواية قائلاً: إلى أبي، ذلك الرجل الذي أسرف في الحلم من أجل نهار عادل وكريم وباذخ، وكان على استعداد للموت من أجل حلمه، فحتى إن مات سيموت وقدماه فوق الرؤوس".

ويستدرك: "لم أكن أنا ولا أي أحد حتى الثوار أنفسهم يتوقع أن بإمكانهم تحقيق الثورة.. لقد اكتشف الشعب المصري إمكانياته، اكتشف أنه قادر على التغيير، الثورة كانت عفوية بامتياز.. ولذا فإن نتائجها كانت استثنائية، خاصة أنها لم تحدث قبل ذلك في تاريخ مصر، فحركة 23 يوليو كانت حركة في طليعتها ضباط، أما ثورة 25 يناير فهي ثورة شعبية بامتياز." 

وتابع حبيب، وهو صحافي مصري مقيم في الكويت قائلاً: "الآلة الاعلامية في مصر كانت تحاول تسويق فكرة مفادها أن المنتسبين إلى الحركة الاسلامية في مصر يحرمون أكل الخيار، ويرتدون جلاليب قصيرة، ويتحدثون بالفصحى، فضلاً عما دعموه من تشويه للمتدينين، الرواية لا تنحاز إلى التيار الديني لكني أحاول من خلال اقترابي من عالم الملتزمين دينيًّا رسم صورة حقيقية عن هذا العالم الذي يضم مجتمعًا يتحدث بالعامية، ويأكل مثلما يأكل جميع الناس، ويخرج ويتنزه ويضحك، بل ويحبّ أيضًا".

وأشار إلى أن الرواية تناقش العنف والعنف المضاد في التعاطي مع الاسلاميين، فضلاً عن القمع الأمني لهم، متابعًا: "النظام المصري قمع التيارات الاسلامية بشكل مبالغ فيه، حيث قام الأمن المصري بحزمة اغتيالات في عقد التسعينات، أهمها اغتيال ماجد العطيفي وعلاء محيي الدين، وذلك نتيجة أنه يصر على التعاطي الأمني معهم، ولا يريد حوارًا سياسيًّا، وعندما غاب الأمن بعد ثورة مصر في 25 يناير، اضطر النظام عندئذ للتعاطي مع جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التيارات الاسلامية، بوصفها إحدى القوى الوطنية، وتخلى الاعلام الرسمي عن وصف الجماعة بأنها "محظورة"، لكن السؤال المهم: لماذا لم يحدث ذلك قبل الثورة؟.. ما أريد قوله إن العقلية الأمنية لا تفيد".

الأمن والانتخابات وقانون الطوارئ

ونوّه حبيب إلى رفض النظام السابق الافساح للقوى الاسلامية بالعمل السياسي، حيث سبق أن رفضت تشكيل حزب "الاصلاح الاسلامي"، إلى جانب حزب الوسط، كما أنها قمعت جميع القوى الاسلامية، وبالأسلوب الأمني نفسه الذي تعاملت به مع انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، حيث أفرزت الانتخابات المزورة بمساعدة الأمن نوّابًا جميعهم من الحزب الوطني الذي كان حاكماً، الأمر الذي ساهم في إغلاق دوائر تنفيس مهمة، وعندما لم يجد الشعب مكاناً للتنفيس خرج مندفعاً إلى الثورة."

وذكر أن أحد أبرز هتافات الثورة كانت ضد جهاز "أمن الدولة"، وهو ما يعكس نظرة المواطن المصري إلى جهاز الأمن في مصر، وهو ما يحتاج إلى تقويم أبعد من تغيير شعار الشرطة إلى الشرطة في خدمة الشعب، فقد دأب الأمن على اعتقال الاسلاميين وقمعهم، فضلاً عن التعامل بقمع مماثل مع المواطنين البسطاء، مضيفًا: "لعلّني لا أبالغ إذا قلت إنه داخل كل بيت مصري قصة تصلح لرواية جيدة عن قمع أو تعذيب أو اهانة تعرض لها المواطنين والمواطنات." 

وتابع حبيب: "نحتاج إلى مصر الحرية، مصر الديمقراطية، مصر التي يتمتع فيها المواطنون بالأمن والأمان بعيدًا عن قانون الطوارئ الذي لا مثيل له في العالم، أو الإهانات اليومية التي يتعرض لها المواطن المصري، أو قمع القوى السياسية باستخدام فزاعات النموذج الايراني، رغم أنه في المقابل يوجد النموذج التركي الناجح".

التعليقات