جديد مدار: مبادرة الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية وتداعيات "الربيع العربي"

العدد المزدوج رقم 41- 42 من المجلة الفصلية المتخصصة "قضايا إسرائيلية" يضم دراسات ومقالات حول مبادرة الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، وحول رؤية إسرائيل إزاء "الربيع العربي"

جديد مدار: مبادرة الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية وتداعيات
رام اللـه- صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار العدد المزدوج رقم 41- 42 من المجلة الفصلية المتخصصة "قضايا إسرائيلية".
 
ويضم هذا العدد، على نحو خاص، دراسات ومقالات حول مبادرة الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، وحول رؤية إسرائيل إزاء "الربيع العربي"، بالإضافة إلى مقالات ومواد أخرى.
 
ويبدأ العدد بنص مذكرة جديدة صادرة عن "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" بقلم تال بيكـر تؤكد أن المبادرة التي سيطرحها الفلسطينيون أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة في أيلول المقبل للاعتراف بإعلان إقامة دولة فلسطينية لا تدور في فراغ، فهذه المبادرة لا تشكّل سوى جزءٍ واحدٍ من حراكٍ يتّسم بالتعقيد ويعمّ منطقة الشرق الأوسط بأسرها على المستوييْن الإقليميّ والمحليّ، كما أنها قد تخلّف آثارًا عميقةً على مستقبل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني وعلى الإمكانيات المتوفّرة لإيجاد حلٍّ له. وتشدّد على أنه ما لم يستوعب أولئك المعنيون بالإبقاء على خيار التوصّل إلى حلٍّ لهذا الصراع من خلال المفاوضات (ناهيك عن تعزيز هذا الخيار وترسيخه) توجُّه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة ضمن هذا السياق العام، فمن غير المرجّح أن يهتدوا إلى الردّ المناسب عليه.
 
ويلي ذلك دراسة مطولة بقلم أنطـوان شلحـت بعنوان "النخب الإسرائيلية والربيع العربي" يؤكد في ثناياها أن اهتمام النخب الإسرائيلية السياسية والعسكرية والأكاديمية والإعلامية المنصبّ على "ربيع الشعوب" في العالم العربي، الذي انطلق قبل أكثر من نصف عام، سيستمر فترة طويلة، ولا سيما في ظل ما تعتبره هذه النخب "حالة غموض" أو "حالة عدم يقين" تسيطر على ما عداها من حالات، وكذلك في ضوء عدم حسم الوجهة المحدّدة التي تسير نحوها الثورات الشعبية المتعدّدة، في ما يتعلق بتلك التي أفلحت في قلب أنظمة الحكم وفي مقدمها ثورة 25 يناير المصرية، أو تلك التي لم تنجح في تحقيق الهدف ذاته أو أهداف أخرى.
 
ويضيف أن ما ظهر إلى الآن في وسائل الإعلام والمنابر الإسرائيلية المتعدّدة في إطار تقويم تلك النخب لدلالات "الربيع العربي" بدا أنه يركز أكثر من أي شيء آخر على ثلاثة سيناريوهات مستقبلية متوقعة لهذه الثورات وبالأساس في ما يتعلق بعنصر الاستقرار الذي قد ينبثق عنها، وهي: أولاً، سيناريو هيمنة "نموذج الاستقرار القذافي"، أي الاستقرار الذي يتم تحقيقه بواسطة القبضة الحديدية؛ ثانيًا، سيناريو هيمنة القوى الإسلامية؛ ثالثًا، سيناريو تحقيق تطوّر اقتصادي، والذي جرى التشديد على أنه السيناريو المرغوب أكثر من سواه لغايات إسرائيلية محض. وفي خضم ذلك كله أشير إلى أن أمرًا واحدًا بات مؤكدًا، وهو عدم إمكان استمرار الوضع الإقليمي القائم (الستاتيكو).
 
بالإضافة إلى ذلك يضم العدد الدراسات والمقالات التالية: أداتية القانون الإنساني [ملاحظات حول الممارسة الإسرائيلية للعنف] بقلم د. جوني عاصي؛ التعاون في قطاع التعليم بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بقلم د. عاطف أبو سيف؛ الصراع الدائم: وظيفة الدولة أم يهوديتها؟! بقلم د.أحمد رفيق عوض؛ الاشتباك والتزاحم في العلاقة التركية- الإسرائيلية في ضوء عقيدة العمق الإستراتيجي لأحمد داوود أوغلو بقلم د. أيمن يوسف؛ الحزب الشيوعي الفلسطيني في المرآة المكسورة التي يوظّفها علم التاريخ الإسرائيلي بقلم د. أودي أديب؛ سياسة إهمال الترجمة! بقلم يونتان مندل؛ هجرة وإعادة العقول الإسرائيلية ومكانة الأكاديميا في إسرائيل بقلم مهند مصطفى.
 
وأجرى بلال ضاهر مقابلة خاصة مع أستاذ الأدب العبري والفلسفة في الجامعة العبرية في القدس، البروفسور مناحيم برينكر، حول محاور متعددة منها ازدياد حضور المتدينين اليهود، الذين يضعون قلنسوات على رؤوسهم، داخل المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل مثلما يبرز بوضوح في قيادة الجيش وفي مكاتب الوزراء ورئاسة الحكومة والكنيست، وخصوصا في العامين الأخيرين، في ظل ولاية رئيس حكومة اليمين، بنيامين نتنياهو. كما أنه يأتي في فترة سياسية تتميز بجمود سياسي متمثل بتوقف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية وانقطاع المحادثات بين إسرائيل وسورية، بينما تتميز فترة ولاية نتنياهو بتصاعد حدة النزعات اليهودية في السياسة الداخلية والخارجية لحكومته، مثل المطالبة بالاعتراف بيهودية إسرائيل، وسن قوانين عنصرية ضد العرب وما إلى ذلك.
 
وفي باب متابعات وقراءات كتب أكرم مسلم حول رواية عوز شيلح "أراض للتنزه" التي صدرت عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار في ترجمة عربية أنجزها د. عبد الرحيم الشيخ، مؤكدًا أن شيلح يقلب المألوف إسرائيليا، وينقلب عليه، وهذه هي السمة الأخطر في تجربته كما انعكست في الرواية. وكتب فادي نحّاس عن دلالات تصاعد المدّ الديني في الجيش الإسرائيلي. وقدّم بلال ضاهر قراءة في عملية المد والجزر في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، كما يستعرضها كتاب جديد صدر في إسرائيل بعنوان "من ترومان حتى أوباما - صعود وبداية أفول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل" من تأليف البروفسور أبراهام بن تسفي، المحاضر في جامعة حيفا، والذي يعتبر أحد كبار الباحثين الإسرائيليين في مجال تبلور السياسة الخارجية الأميركية.
 
كما ضمت المجلة زاوية "المكتبة" وفيها عرض موجز لعدد من الإصدارات الحديثة في إسرائيل.

التعليقات