موسوعة ضخمة للسينما العالمية، تخصص 17 صفحة للسينما العربية فقط

خلا المجلدان الأول والثاني من "موسوعة تاريخ السينما في العالم" من ذكر السينما العربية، والتي شغلت 17 صفحة فقط في الموسوعة، منها ثلاث صفحات خصصت للمخرج المصري يوسف شاهين في المجلد الثالث، الذي يتناول السينما المعاصرة بعد عام 1960 .

موسوعة ضخمة للسينما العالمية، تخصص 17 صفحة للسينما العربية فقط

 

خلا المجلدان الأول والثاني من "موسوعة تاريخ السينما في العالم" من ذكر السينما العربية، والتي شغلت 17 صفحة فقط في الموسوعة، منها ثلاث صفحات خصصت للمخرج المصري يوسف شاهين في المجلد الثالث، الذي يتناول السينما المعاصرة بعد عام 1960 .

وتسجل الموسوعة أن السينما العربية "أصبحت مرادفة للسينما المصرية، لأن المنتجين المصريين بدأوا تدريجيا في السيطرة على الأسواق السينمائية في أنحاء العالم العربي"، وهي نظرة ربما يراها البعض استشراقية، وتتجاهل التطور السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي الذي تميزت به مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث أصبحت البلاد مهيأة لاستقبال كثير من المهاجرين الشوام، الذين أسهموا في النهضة الثقافية والفنية، وتسجل أيضا أن العروض المبكرة في مصر والجزائر تحديدا كانت تنظم منذ عام 1896، بواسطة مقيمين أجانب ومن أجلهم أيضا، في حين تأخرت العروض الجماهيرية في كثير من الدول العربية لأسباب اجتماعية أو دينية.

وتقول الموسوعة إن صناع السينما الاوروبيين استغلوا مناطق في العالم العربي للتصوير، إذ صور أكثر من 60 فيلما في شمال أفريقيا قبل نهاية عشرينيات القرن الماضي، في وقت تأخر فيه إنتاج الافلام الروائية العربية، حيث صور 13 فيلما صامتا فقط في مصر بين عامي 1926 و1932.

 وتبلغ الموسوعة نحو ثلاثة آلاف صفحة، ويتناول المجلد الأول السينما الصامتة قبل عام 1930، أما المجلد الثاني، فيستعرض السينما الناطقة بين عامي 1930 و1960 في فصول، منها "هوليود وانتصار نظام الاستوديو"، و"الاشتراكية والفاشية والديمقراطية"، و"إيطاليا من الفاشية إلى الواقعية الجديدة"، و"ألمانيا النازية وما بعدها"، و"السينما الهندية من الجذور إلى الاستقلال"، و"الصين قبل 1949"، و"السينما الكلاسيكية في اليابان"، و"مولد السينما الاسترالية"، و"السينما في أمريكا اللاتينية."

وأشرف على الموسوعة الناقد الامريكي جيفري نويل سميث، وراجع الترجمة العربية المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس، وقام الناقد المصري البارز، أحمد يوسف، بترجمة الجزءين الثاني والثالث، وصدرت الموسوعة في القاهرة عن المركز القومي للترجمة، بالتنسيق مع قسم النشر بجامعة أوكسفورد، ويقع المجلد الثالث "السينما المعاصرة.. 1960-1995" في 1038 صفحة كبيرة القطع، ويتناول تطور صناعة السينما في العالم وتياراتها الجديدة، إضافة إلى استعراض تاريخي سريع للسينما في دول منها تركيا، التي احتلت 12 صفحة، وإيران التي حظيت بست عشرة صفحة.

ولكن هذا المجلد يتناول السينما إجمالا في مناطق أخرى، منها أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، في 12 صفحة، موزعة بين "أفريقيا الناطقة بالفرنسية"، و"أفريقيا الناطقة بالانجليزية"، والفصل الخاص بسينما العالم العربي كتبه البريطاني روي أرمز، ويبدأ بالسياق الاقتصادي والاجتماعي الذي دخلت فيه السينما إلى العالم العربي الذي كان واقعا في معظمه تحت الاستعمار، مضيفا أن السينما وخصوصا في مصر، ظلت لسنوات أداة تسلية تجارية، ثم تحولت إلى "أنماط فيلمية أكثر من كونها سينما مؤلفين"، ومن تلك الانماط الفيلم الموسيقي المصري الذي استعان منذ الثلاثينيات بمطربين لهم شعبية في العالم العربي، منهم أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، ثم فريد الأطرش.

ويقول أرمز إن الافلام المصرية طغت عليها "ميلودرامات غير متقنة الصنع، وكوميديات تهريجية"، ثم شهدت تطورا نوعيا منذ الخمسينات على أيدي كتاب سيناريو جادين، منهم نجيب محفوظ "الذي يفوز لاحقا بجائزة نوبل" في الآداب 1988، حيث كتب عدة أفلام أخرجها صلاح أبو سيف، أحد رواد السينما البارزين، ويضيف: "لكن يوسف شاهين هو الشخصية الـكثر كوزموبوليتانية في السينما المصرية... استكشف مناطق أخرى للتعبير في السينما العربية، مثل الحكايات الرمزية وأفلام السيرة الذاتية"، وهي "اسكندرية ليه"، و"حدوتة مصرية"، و"اسكندرية كمان وكمان"، ويصف توفيق صالح بأنه لم يجد دعما لمواصلة العمل في مصر التي غادرها، وأنتجت له سوريا فيلم "المخدوعون" عام 1972، وهو "ترجمة سينمائية شديدة البراعة عن رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس)، التي تحكي عن محنة الشعب الفلسيطيني في المنفى."

ويرى أن "المخرج المهم الوحيد" الذي ظهر في الستينيات بمصر، هو شادي عبد السلام (1930-1986)، الذي حقق بفيلمه الروائي الوحيد "المومياء" 1969، شهرة عالمية، ويقول أرمز إن تحول مخرجين مصريين لصنع أفلامهم في لبنان لم يسهم كثيرا في ظهور "سينما لبنانية أصيلة، فلم يظهر سينمائيون لبنانيون موهوبون ومدربون في الغرب، إلا في السبعينيات"، مثل هايني سرور، وبرهان علوية، ويرى أن تأميم الجزائر لصناعة السينما في الستينات أدى إلى زيادة الانتاج، وحين تخلت الدولة عن احتكار الانتاج في الثمانينات، قلت فرص إنتاج الافلام حتى بالنسبة للرواد.

أما في تونس فأشاد أرمز بتجربة نوري بوزيد، مخرج أفلام "ريح السد"، و"صفائح من ذهب"، و"بيزناس"، إلا أنه لم يشر ‘لى ثلاثية "الهائمون"، و"طوق الحمامة المفقود"، و"بابا عزيز" لناصر خمير، وهي تجربة يراها كثيرون شديدة الخصوصية في التعبير عن هوية عربية للسينما، وحين يتناول تجربة المغرب السينمائية، يقول ‘نها بدأت خليطا من الاقتباس والأعمال التجارية، ولكن مؤمن السميحي اهتم دائما "بالتعبير عن الواقع المغربي الخاص"، ويرى السينما في بلاد المغرب العربي عموما ليست جماهيرية كما هي في مصر، ولكنها دليل على حيوية السينما العربية.

التعليقات